مواطنون: مكيف الإسكندرية بقى قطر الصعيد في العيد

زحام على قطارات الإسكندرية

وقفت "هبة" على رصيف محطة سيدي جابر تنتظر القطار "المكيف" القادم من محطة مصر بقلب الإسكندرية ليحملها إلى القاهرة بعدما قضت العيد مع أقاربها بعروس البحر المتوسط.

لكن الفتاة القاهرية بعد دقائق من وصولها المحطة فوجئت بحملة نزوح جماعي إلى القاهرة بعد انتهاء إجازة العيد، وعندما سألت عن الأمر أخبرها بعضهم أن هناك أعدادا كبيرة قررت ركوب القطار بدون تذكرة أو حجز مسبق، مبدين استعدادهم لدفع الغرامة داخل القطار، من أجل توصيلهم إلى القاهرة سريعا، فأعمال الصيانة والإصلاحات على الطريق الصحراوي تجعل الرجوع للعاصمة عبر الميكروباص معاناة مركبة.

أمواج البشر

"ده مبقاش قطر مكيف.. ده بقى ولا قطر الصعيد".. هكذا علقت هبة، عندما رأت أمواج البشر التي تنتظر قدوم القطار الذي من المفترض ألا يستقله غير الحاجزين، ليتحول داخله إلى كتلة لحم، وبالطبع فالتكييف في هذه الحالة يعد من الكماليات غير الضرورية، لا سيما مع فتح أبواب القطار طوال الطريق بسبب الزحام.

وأضافت هبة: "أنا لسه حاجزة حالا، وملقتش تذكرة غير من واحد رجع التذكرة بتاعته فاشتريتها منه.. أنا جيت في العيد علشان أزور ناس قرايبي وهم نصحوني أركب قطر لأنه أسرع".

وتابعت: "سمعت ناس كتيرة دلوقتي بيقولوا أنهم حيركبوا من غير حجز ويدفعوا الغرامة جوه القطر بس المهم يوصلوا.. مش فاهمة هو حيبقى زي قطر الصعيد ولا إيه؟!".

والتقطت طرف الحديث "سلوى"، فتاة سكندرية تدرس في القاهرة، قائلة: "عندي كورسات وراجعة القاهرة بعد إجازة العيد، قررت أسافر في قطر الساعة 6 علشان الزحمة وعلشان عارفة إن في الأيام العادية الناس بيركبوا ويدفعوا الغرامة، أكيد في العيد حيكون أكتر، وده بيعمل زحمة ودوشة".

وأردفت: "أنا كنت شايلة هم مين حيقعد جنبي في القطر، بس واضح إن المشكلة حتبقى أكبر من كده، بسبب الزحمة دي".

السجائر

وعلى طرف الرصيف، وقفت "فاطمة"، طالبة الأزهر، مع والدتها في انتظار القطار، وقالت: "أنا مسافرة علشان عندي كورسات في الصيف، أنا أصلا من اسكندرية، بس بسافر كتير، لكن الناس اللي بتركب من غير تذاكر بتعمل زحمة، وطبعا في منهم بيفتحوا بيبان القطر ويقعدوا عليها، فالتكييف مبيشتغلش، غير السجاير اللي دخانها بيتعبنا طول الطريق، رغم إنها ممنوعة في المكيف".

بدوره يقول "محمد"، أحد العاملين بقطار"الإسكندرية - القاهرة": "القطر النهاردة وقطر يوم الاثنين من القاهرة للإسكندرية كانوا ما يعلم بيهم إلا ربنا.. كانوا زحمة جدا.. القطر كان كله محجوز وفي مئات من الناس ركبت زيادة مضطرين علشان يلحقوا يسافروا، وفي ناس كتير اتضايقت من الوضع ده".

الشرطة وعمايلها!

وأشار محمد إلى قيام عدد من العاملين بقطاع الشرطة باستغلال سلطاتهم بشكل غير جيد خلال تلك الأزمة، قائلا: "الشرطة والمصلحة لما بيركبوا قطرات التوربيني المباشرة دي, المفروض أن ليهم أماكن مخصصة، لكنهم بيركبوا من غير ما يدفعوا، وبيضايقوا الركاب والكمسارية، ودي أكبر مشكلة بتضايقنا، لأنهم بيطلعوا بـ اشولة وحاجات غريبة، الراكب المفروض بيدفع فلوس علشان يكون مرتاح".

أما من لجأوا إلى الميكروباص فقد أكد بعضهم محاولة السائقين لزيادة الأجرة، مستغلين الأزمة، فقال محمد عاطف: "أصلا امبارح الصبح ماكنش في عربيات خالص انا روحت في ميكروباص ماشي بالصدفة لقيت ناس كتير عاوزة تروح القاهرة قالهم تعالوا معايا وماكانش راضي ياخد 33 جنيه أجرة، كان عاوز 35, لكن كان في سواقين تانيين كانوا بيزودوا عن كده، في واحد كان عاوز يزودها لـ 45 جنيه".

مقالات متعلقة