لم يكن حسام وعبد الرحمن كبقية الأطفال ممن هم بمثل سنهما، يمرحون ويلعبون ويقضون شهور الصيف في التنزه واللعب، ولكنهما يقضيان أجمل فترات حياتهما في العمل تحت لهيب الشمس الحارقة ووسط رائحة زيوت السيارات وعوادمها.
فقد وجد حسام وعبد الرحمن أنفسهما منذ صغر سنهما يعملان بإصلاح السيارات بورشة الأسطى سلامة بالإسماعيلية، وتخليا عن أحلامهما في أن يكملا تعليمهما ويحصلا على أعلى الشهادات ويصبحا أطباء أو مهندسين أو أساتذة جامعات، ولسان حالهما يقول: "الصنعة والورشة أفضل من التعليم والدراسة".
عبد الرحمن الذي لم يكمل عامه الـ11، قال لـ"مصر العربية": إنه يعمل بورشة الأسطى سلامة لإصلاح السيارات، من أجل أن يتعلم صنعة تمكنه من امتلاك ورشة خاصة به عندما يكبر"، مشيرًا إلى أنه رغم كونه ما زال بالدراسة وسينتقل إلى الصف الخامس الابتدائي بمدرسة طابا، إلا أنه لا يريد سوى أن "أكون صنايعي وعنده ورشة".
وتابع أنه اضطر للعمل كصبي ميكانيكي هو وشقيقه ليساعدا والدهما الذي يعمل بالمحافظة، على تحمل مصاريف إعالة أسرتهما الصغيرة التي تتكون من والديه و4 أشقاء، وهم هاني وأحمد ومحمد ومحمود، موضحًا أنه يحصل في الأسبوع على مبلغ يتراوح ما بين 30 إلى 35 جنيهًا، ويقوم بإعطائه لوالده، ولا يأخذ منه شيئًا ولا يشتري أي من أجرته لنفسه.
أما حسام، والذي يبلغ من العمر 13 سنة، فأشار إلى أنه يعمل بالورشة منذ 7 سنوات، حيث بدأ العمل بها منذ أن كان عمره 6 سنوات، بعد أن ترك المدرسة ليعمل بها.
ورأى أن الورشة أفضل من المدرسة والصنعة، وأن الدراسة لن تفيده في شيء، قائلاً: "آخرتها بيشربوا سجاير"، لافتًا إلى أنه يعمل 6 أيام ليس من أجل المال، وإنما ليكتسب صنعة تمكنه من امتلاك ورشة بالمستقبل، فهو يحصل على 70 جنيهًا.
اقرأ أيضًا:
ماهر.. من الصعيد للإسماعيلية بحثا عن رزق الصيف مراكب بحيرة التمساح.. تعرف على معالم الإسماعيلية بـ5 جنيهات شكوى من طول امتحان الاقتصاد والإحصاء بالإسماعيلية