خطبة الجمعة القادمة عن "العلم والعقل".. وأحد محاورها يتحدث عن تجريم المظاهرات الطلابية
خطبة جمعة السابع من فبراير تحدثت عن شباب الجامعة.. فتأجلت الدراسة أيضا! د. أحمد زايد: ما حدث يثبت أن التحديد المسبق لفكرة خطبة الجمعة "فكرة فاشلة"
أثار قرار الحكومة الأخير بتأجيل الدراسة بالمدارس والجامعات لمدة أسبوعين إضافيين تساؤلات المتابعين لمسيرة الخطبة الموحدة لوزارة الأوقاف بمساجد الجمهورية، حيث كانت الوزارة قد خصصت موضوع خطبة الجمعة القادمة، والتى كانت ستسبق عودة الفصل الدراسى الثانى بيوم واحد، تحت عنوان "العلم والعقل"، تضمنت فى عدد من محاورها توجيها سياسيا للطلاب بترك التظاهر ضد السلطة الحالية.
وتساءل المتابعون: هل لا يزال توقيت الخطبة مناسبا بعد قرار تأجيل الدراسة؟ وهل ستقوم الوزارة بتغييرها أم أن الوقت لا يتسع لتغيير الموضوع واستبدال آخر به، وإبلاغ المديرات والإدارات والأئمة بالموضوع الجديد؟
وبمطالعة الخطبة المقررة، يتبين أنه ليس المقصود منها الحث عن العلم من حيث المبدأ، فقد كان الطالب محور الحديث فى الخطبة كلها، ذات المحاور السبعة.
ولم يغب التوجيه السياسى فى الخطبة بما يخدم السياسة العامة للنظام الحالي، حيث نطالع محورا كاملا للخطبة بعنوان: "طلاب العلم يبنون ولا يهدمون"، فى إشارة واضحة للتظاهرات الطلابية، التى يحرص النظام على وصفها بالتخريبية والإرهابية، وهو التعبير ذاته، الذى استخدمه الوزير عشية إحياء ثورة يناير من الشهر الماضي، الذى حذر فيه أئمة الوزارة وموظفيها من أن المشارك فى المظاهرات التخريبية، سوف يتم إيقافه عن العمل، وإحالته إلى التحقيق.
ليست الأولى
وكانت الوزارة قد سبق لها أن اختارت موضوعا لخطبتها الموحدة فى جمعة السابع من الشهر الجاري، والذى كان مقررا أن تبدأ الدراسة فى اليوم التالى له، تحت عنوان "الشباب ودوره فى بناء الوطن"، وكان المحور السادس للخطبة بعنوان: الدور الوطنى لشباب الجامعة يتمثل فى حرصه على التفوق والابتكار، لا التخريب والهدم.
أو القيم الجامعية وأخلاق وآداب طالب العلم ضروب من الفساد والتخريب أحيانا.. كل ذلك يتنافى مع ما يجب أن يكون عليه طالب العلم من القيم والأخلاق"، وهى الكلمة الأخيرة فى الخطبة التى اتفق علماء الدعوة على أنها أهم ما فى الخطبة، وأكثر فقراتها تأثيرا على أذن السامع وعقله.
التحديد المسبق
تغير الظرف الزمني، الذى يتحدد على أساسه موضوع خطبة الجمعة، وضع مبدأ التحديد المسبق على المحك، حيث يقول الدكتورأحمد زايد- أستاذ الدعوة والثقافة الإسلامية المساعد بكلية أصول الدين، جامعة الأزهر -إن تغير الظرف الزمني، يكشف أن التحديد المسبق لخطبة الجمعة فكرة فاشلة، متسائلا: ما جدوى توجيه كلمة عن آداب طلب الدراسة تحت اسم العلم لدراسة لم تبدأ بعد!
ويضيف زايد: وتغير الظرف الزمنى ليس من الأمور النادرة، فلكل مسجد ظروفه الزمانية، وطوارئه الحياتية التى قد تقتضى من الخطيب تغيير الموضوع الذى أعده، فكيف نلزم الخطباء بموضوع واحد، ضاربين بالمناسبات الطارئة عرض الحائط!
موضوعات ذات صلة:
علماء: توحيد خطبة الجمعة "تأميم" للدعوة
أئمة: خطبة الأوقاف غدا بها "خطأ شرعي"
فقيه: مخالفة خطبة الأوقاف الموحدة "مستحبة"
الأوقاف.. "خطبة وأذان.. كله موحد.. كله تمام !!"