وزير الداخلية: الشرطة انحازت للشعب على مدار تاريخها

وزير الداخلية محمد ابراهيم

أكد وزير الداخلية محمد إبراهيم فى كلمته بمناسبة عيد الشرطة أن الشرطة انحازت للشعب على مدار تاريخها كما قدم التحية للشباب الذين فجروا ثورة يناير ويونيو وقدم التحية لشهداء الشرطة وقدم التحية للقوات المسلحة وللرئيس عدلى منصور وللفريق عبد الفتاح السيسي.

 

وفيما يلى كلمة اللواء محمد إبراهيم وزير الداخلية خلال احتفال عيد الشرطة:

السيد المستشار الجليل/ عدلـى منصور

رئيــــــــس الجمهوريــــــة

السادة الحضــــــور

بكل معانى الاعتزاز والتقدير وبكل مشاعر الفخر والكبرياء نرحب بكم وبالحضور الكريم من أبناء مصر الأبرار نعتز بتشريفكم حفل عيد الشرطة حفل عيد أبناء مصر الأبطال عيد مصر بأبنائها.

 

احتفت مصر عبر السنين ببطولات وتضحيات رجال الشرطة / ضد قوات المستعمر الأجنبى الذى حاول كسر الإرادة الشعبية بالإسماعيلية فى 25 يناير عام 52 وكانت تضحيات وبطولات رجال الشرطة بمثابة بداية انطلاق شرارة ثورة مصر المجيدة فى يوليو 52.

 

وما إن مرت السنين وتعاقبت الأجيال حتى انطلقت ثورة مصر فى 25 يناير 2011 ليثور شباب مصر الشرفاء ضد مظاهر الفساد بالبلاد إلا أن قوى الشر المتربصة بمصرنا وجدت ضالتها فى جماعة ذات أيادٍ عابثة وأبت من منطلق خائن تفويت تلك الفرصة فقفزت على ثورة الشعب العظيم وحققت هدفا ونالوا مطمعا كان بمثابة الحلم لهم ولجماعتهم فتربعوا على سُدة الحكم.

 

وأعدوا المكائد وبثوا الفتن بين أبناء شعب مصر العظيم ومؤسساته الوطنية إلا أن إرادة الله شاءت أن تُخيّب مكائدهم وتُهدّم آمالهم فى إذابة الهوية المصرية وبناء كيانهم الخائن على أنقاض وطنية شعبنا وما أن تتابعت الأحداث إلا وتكشّفت الحقائق فانتفض الشعب العظيم لاستقلال إرادته ونسج بسواعد أبنائه المخلصة موجة ثورية ثانية فى 30 يونيو 2013 اكتملت بها معانى الثورة الفريدة واسترد بها المصريون وطنهم المفقود وهويتهم التى حاولت قوى الباطل تغيير ملامحها وانحاز رجال الجيش والشرطة للإرادة الشعبية واختاروا فى تلك اللحظات الوطنية عن إيمان ووعى الاصطفاف بجانب الشعب فى صف وطنى واحد وقدموا فى سبيل ذلك كتائب من الشهداء الأبرار ستظل أسماؤهم مُسطرة بحروفٍ من نور فى وجدان الوطنية المصرية.

 

السيد الرئيس.. السادة الحضور

منذ ثورة 30 يونيو المجيدة تعاظمت التحديات والمخاطر ومن منطلق وطنى خالص وبتنسيق وتكامل وتناغم غير مسبوق تكاتفت الشرطة مع القوات المسلحة لمجابهة تلك الأخطار وإجهاض مخططاتها وساهمت مساندة قواتنا المسلحة الباسلة أجهزة الشرطة فى سرعة استعادة طاقاتها فاستهدفت وماتزال البؤر الإرهابية والإجرامية بمختلف أنشطتها ونجحت فى كشف وإجهاض العديد من المخططات الآثمة داخل البلاد وخارجها وقضت على الكثير من تلك البؤر وملاحقة عناصرها التى استغلت ما آلت إليه الأوضاع فى ذلك الوقت.

 

وتحملت القوات المسلحة والشرطة بدافع وطنى خالص أعباء مهامها ومسئولياتها ودافعوا عن أمن البلاد وقدموا بصدر رحب أرواحا طاهرة من خيرة الرجال وكانت تلك المناسبة الوطنية الفريدة فرصة لنا جميعا للتأكيد على وحدة صفنا شعبا وجيشا وشرطة وعلى استقلال إرادتنا وإصرارنا على مواصلة طريقنا للمستقبل الذى رسمنا خارطته بأيدينا نحو العدل والكرامة والحرية.

 

وإدراكا من الجميع بأهمية التلاحم الوطنى والقضية الأمنية وانعكاسها المباشر على مختلف الملفات كان لابد من توجيه كامل الطاقات والإمكانيات لتحقيق الاستقرار الأمنى الذى يدفع مسيرة البلاد نحو التقدم فى مختلف المحاور والمجالات والذى ترنو إليه جموع الشعب وكان خير بداية لذلك أن نسج خمسون من أبناء مصر الذين يتدفق فى عروقهم أصالة هذا الشعب بامتداده العربى وعمقه الدينى وحضارته التاريخية وتطلعاته الوطنية دستورا مصريا خالدا يعبر بحق عن نبض الشعب الذى أقر به فى مشهدٍ أبهر العالم يومى الاستفتاء عليه ورسم بإرادته ملامح مصريتنا الشامخة التى استعصت دوما على الغزاة داخليا وخارجيا.

 

إن اللحظة الراهنة بكل ما تحمله من معانى فخر واعتزاز وتلاحم وكبرياء تتطلب التسلح بأقصى درجات الحيطة والحذر ولنا من الآن فصاعدا أن نصبوا إلى غدٍ مشرق مليء بالأمل والتقدم والأمن والرخاء.

 

السيد الرئيس.. السادة الحضور

إننا نحتفل اليوم بعيد تلاحمنا واسترداد مصريتنا وهويتنا الوطنية نحتفل بالشرطة المصرية وبرجالها الأوفياء الذين إنحازوا إلى الشعب وتاريخهم الوطنى ليضيفوا إلى دورهم وتاريخهم ما يتناسب معه من صدق الوطنية وعمق الانتماء وعقيدة الفداء...

 

نعاهد الله والوطن على مواصلة رسالتنا نُحرز تقدما يوما تلو الآخر نطوّر آليات العمل الشرطى لتحقيق ما يُرضِى جموع الشعب عن أداء رسالة الأمن التى نصبوا إلى تحقيقها رغم كل المحاولات اليائسة من عناصر الشر والإرهاب وأبواقها العميلة الخائنة ويبقى لزاما علينا من الآن فصاعدا العمل المخلص الجاد والمضى قدما بخطواتٍ واثقه نحو تحقيق تقدما مستحقا فى كافة الملفات الداعمة للدولة المصرية نكفل تحقيق استقرارها سياسيا واقتصاديا ودفع عجلة التنمية فى مختلف مجالاتها.

 

نعاهد الشعب وشهداء الوطن بأن نُعلى قيم العطاء ونقدم أرواحنا فداء رسالتنا وأن نتخذ دوما زمام المبادرة فى التعامل مع عناصر الإرهاب

التى تسعى لزعزعة الاستقرار سنضرب بكل قوه وحسم عناصر الشر والإرهاب لوأدها داخل أوكارها.

 

تحية واجبة لشعب مصر الأبى الذى أثبت وعيه وقدرته على تحقيق إرادته ومواجهة التحديات التى تحيط بوطنه وعبر عن ذلك جليا من خلال تلك الحشود التى توافدت على صناديق الاستفتاء لتقول نعم لخارطة الطريق نعم للاستقرار نعم لمستقبلٍ تستحقه مصر ويستحقهُ شعبها.

 

تحية لشباب مصر الواعى مفجر ثورتى الخامس والعشرين من يناير والثلاثين من يونيو وكلى ثقه فى قدرتكم على تحمل مسئولية الوطن ورفع راياته فأنتم عماد الحاضر وأمل المستقبل الذى نسعى إليه ونضحى من أجله ومن أجل أن يكون مستقبلكم كما تأملون وطنا متحضرا مستقلا حرا أبيا.

 

تحية إكبار مستحقه للسيد المستشار الجليل عدلى منصور رئيس الجمهورية الذى عبر بحق عن وطنية صادقة ونبل وحكمه وتحمل مسئولية البلاد فى أصعب وأدق مراحلها وقاد دفة الوطن بكامل مؤسساته فى تناغم مشهود نحو الاستقرار المنشود وأرسى معانى الوطنية وإنكار الذات تحقيقا لرفعة البلاد وعزتها.

 

تحية إعزاز وتقدير لقواتنا المسلحة الباسلة التى حمت إرادة الشعب وأهداف ثورته وجسدت عمق ووطنية أبنائها قادة وضباطا وجنودا.

 

تحية تقدير وامتنان للسيد الفريق أول عبدالفتاح السيسى والذى أُكن له بصفة شخصية ومن داخل وجدانى كل التقدير والإحترام والمودة والإعزاز بوصفه نموذجا فريدا لقائد فذ نافذ البصيرة متسع الأفق حازم الرأى والذى لم يتوان أو يتأخر لحظة عن تقديم كافة أنواع الدعم للمؤسسة الأمنية فى جهودها لتحقيق الاستقرار فى ملحمة سيخلدها التاريخ فى التكامل والتنسيق بين القوات المسلحة وجهاز الشرطة من أجل محاربة الإرهاب وحفظ أمن وطننا الغالى الذى نفتديه جميعا بأرواحنا ودمائنا لكى تبقى رايته عالية خفاقة تحتل مكانتها بين الأمم.

 

تحية واجبة لجميع مؤسسات الدولة الوطنية التى عبّرت فى جميع المواقف عن نُبل أهدافها ووطنية أبنائها قضاء شامخا وإعلاما حرا وصحافة مُستنيرة وفنٍ واعٍ.

 

حفظ الله مصر قوية أبية وأدام على شعبها الأمن والأمان.

مقالات متعلقة