تناقضات المؤرخين يكشف تزوير الأمريكان للتاريخ

غلاف كتاب "تناقضات المؤرخين"

صدر عن المركز القومي للترجمة مؤخرًا النسخة العربية من كتاب "تناقضات المؤرخين.. دراسة التاريخ في زماننا"، من تأليف بيتر تشارلز هوفر وترجمة وتقديم قاسم عبده قاسم.

يناقش الكتاب قضية الكذب في الكتابة التاريخية، وحالات الغش والانتحال الشهيرة في تاريخ الجامعات الأمريكية، من خلال توضيح طريقة تدريس التاريخ في الجامعات والمدارس الأمريكية، وما تحويه المجلات التاريخية التي تصدرها الجمعية التاريخية الأمريكية.

 

ويوضح الكتاب أن البحث في التاريخ تحول إلى نوع من "البزنس" خاصة فيما يتعلق بالفكر التاريخي المعاصر.

 

يتناول الكتاب عبر فصوله التسعة عددًا من القضايا المتعلقة بالتاريخ والمؤرخين، فوضح الكاتب بالفصل السادس "سياسات التاريخ والتاريخ في السياسة" ويوضح خلاله أن للمؤرخين شئونهم السياسية الخاصة، كما أن السياسيين يستغلون التاريخ طوال الوقت.

 

وفي الفصل السابع يتناول "المؤرخون في السوق" موضحًا أن المؤرخين ليسوا مجرد باحثين أو مدرسين، بل هم باعة أرصفة ومروّجو بضائع.

 

ويقول د.قاسم عبده قاسم، مترجم الكتاب، في المقدمة: إن الفكرة التي روج لها المؤلف وهي أن التاريخ مستحيل يقصد بها أننا لا يمكن العودة بالتاريخ للوراء لكي نشاهد التاريخ مرة أخرى وهذا حقيقي إلى درجة كبيرة، ولكن الطريقة التي تم بها تناول الكتاب تثير الدهشة وتدعو للتأمل؛ لأن الماضي بالفعل لا يمكن استعادته.

 

ويضيف د.قاسم أن البحث التاريخي يحاول استرداد أقرب صورة لجزء من هذا الماضي، مستعينًا بمنهج ووسائل البحث العلمي التي يعمل بها المؤرخون والباحثون لكي يحاولوا رسم أقرب صورة للماضي.

 

ويشبه د.قاسم، التاريخ بالنهر الذي يجري من منبعه إلى مصبه حاملًا معه كل التفاصيل الصغيرة والكبيرة من الحياة البشرية في هذا الكون منذ بداية الوجود الإنساني حتى اليوم.

 

ويضيف: "معنى هذا أننا لا نستطيع بأي حال من الأحوال أن ندرس التاريخ البشري كله مرة واحدة تحت أي ظرف من الظروف، ومهما كانت أعداد المؤرخين الذين يقومون بهذه الدراسة؛ ذلك لأن دراسة التاريخ أشبه بدراسة المياه التي يحملها النهر".

مقالات متعلقة