هيثم الحريري.. رشاوى انتخابية أم رسالة تخويف؟ (القصة الكاملة)

النائب السابق هيثم الحريري

لأكثر من 6 ساعات خضع النائب السابق هيثم الحريري، عضو المكتب السياسي بحزب التحالف الشعبي الاشتراكي، للتحقيق لاتهامه بتقديم رشوة انتخابية في الانتخابات البرلمانية السابقة، حتى قررت نيابة محرم بك بالإسكندرية إخلاء سبيله بكفالة 1000 جنيه.

 

وكانت نيابة محرم بك قد طلبت سماع أقوال الحريري، يوم السبت، في قضية اتهامه بالتحريض على تقديم رشوة انتخابية في الانتخابات البرلمانية السابقة، واستمرت التحقيقات لأكثر من 6 ساعات، انتهت بقرار النيابة بإخلاء سبيل الحريري بكفالة قيمتها ألف جنيه فقط.

 

وخاض هيثم الحريرى الانتخابات البرلمانية السابقة بدائرة محرم بك بالإسكندرية، ودخل جولة الإعادة إلا أنه خسر مقعهد الانتخابي.

 

وبعد خسارته في انتخابات مجلس النواب، انضم هيثم الحريري إلى حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، الذي شارك والده النائب الراحل أبو العز الحريري في تأسيسه، وجرى اختياره عضوا بالمكتب السياسي للحزب بأغلبية 79 صوتا من 84 صوتا.

 

الحريري يكشف التفاصيل

 

وبعد إخلاء سبيله من نيابة محرم بك، سرد هيثم الحريري تفاصيل القضية المتهم فيها بتقديم رشوة للناخبين في الانتخابات البرلمانية السابقة، معتبرا أن هذه هي ضريبة كلمة الحق.

 

وقال الحريري إنه في صباح يوم ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٠، اليوم الثاني والاخير في جولة الإعادة ألقى أحد الضباط القبض على ٣ من أبناء قرية الدواخلية بمدينة المحلة الكبري محافظة الغربية من ميدان الرصافة بشارع محرم بك، أثناء خروجهم من العقار الذي يوجد به مكتبه ومقره الانتخابي ومعهم توكيلات خاصة وعامة بصفتهم مندوبين عن الحريري لمتابعة سير العملية الانتخابية.

 

وأوضح الحريري أنه دائما يحضر أقاربه من قرية الدواخلية مسقط رأس والده لدعمهم في أيام الانتخابات، مستطرد أنه تم اقتياد هؤلاء الثلاثة إلى نقطة شرطة غربال، وطبقا لأقوالهم في تحقيقات النيابه إنه تم الضغط عليهم بوسائل غير قانونية للاعتراف بتوزيع رشاوي انتخابية بتحريض مني وتم تسجيل فيديو بهذه الاعترافات.

 

وتابع الحريري :"تم إنكار كل هذه الأقوال أمام النيابة، وإثبات ما تعرضوا له في نقطة شرطة غربال في محضر التحقيقات"، لافتا إلى أنه قرار النيابة في ذلك الوقت كان الإفراج عنهم بكفالة 1٠٠٠ جنيه لكل منهم.

 

وأضاف الحريري أنه طلب تحريات المباحث بشان علمه بالواقعة وتم تحريز مبلغ ١٩٦٩٥ جنيه وكاميرا فيديو وسيارة.

 

واستطرد :"جاءت تحريات ثلاثة من ضباط الشرطة تدعي علمي بالواقعة وإني المحرض على هذه الواقعة، وبناء عليه تم استدعائي للنيابة بتهمتي كسر الصمت الانتخابي وتقديم رشوه انتخابية صباح السبت ١٣ فبراير ٢٠٢١".

 

وقال الحريري إنه توجه للنيابة الساعة ١٢ ظهرا، وبدء التحقيق الساعة ٢:٣٠ عصرا، وانتهي في الخامسة مساء، وصدر قرار النيابة بدفع كفاله ١٠٠٠ جنيه في سراي النيابة، وخرج من النيابة في حوالي الساعة السابعة مساء.

 

حقيقة أموال الرشاوى

 

ونفى هيثم الحريري ما ورد بالتحريات بشأن مشاهدة مجموعة من الشباب يوزعون أموال رشاوى انتخابية على المواطنين، مؤكدا أنه لم يتم القبض سوى على 3 من أفراد حملة الحريري ولم يتم القبض على أي مواطن يتلقى رشوة انتخابية.

 

وفيما يتعلق بما ورد في التحقيقات بالعثور على مبلغ 19695 جنيها في السيارة، قال الحريري، في بيان له، إن هذه الأموال لم تكن مع الشباب، ولكنها كانت في السيارة، وهذا صحيح لأنها أموال جمعية خيرية، وكانت مخصصة دفعة مقدمة للتعاقد على سيارة إسعاف من أحد تجار الإسكندرية.

 

وأوضاف الحريري أن الاموال التي حرزت كان من بينها فئات صغيرة من خمسة جنيهات وعشر جنيهات وعشرين جنيه، مستائلا :"هل يعقل أن تكون أموال الرشوة الانتخابية من هذه الفئات الصغيرة؟".

 

وأوضح الحريري أن هؤلاء الشباب معهم توكيل عام وخاص باسمه وبصفته مرشح، مضيفا :"هل يعقل أن استعين بأشخاص يملكون صفة رسمية وعلاقة موثقة بي لتقديم رشوه انتخابية، هل من المعقول أن يتم الاستعانة بأشخاص من قرية ريفية في محافظة بعيدة مثل محافظة الغربية لتقديم رشاوي انتخابية لأهالي محرم بك في محافظة الإسكندرية؟".

 

وتابع الحريري :"كان هناك مرشحين يقدمون رشاوي انتخابية ويستعينون بأشخاص معروفين من أبناء المنطقة على معرفة جيدة بأهالي المنطقة وقادرون على حثهم على المشاركة وشراء أصواتهم".

 

واستطرد :"لقد كنا أفقر حملة انتخابية ولم نتمكن من تعليق يفط انتخابية في مرحلة الإعادة وجميع الأجهزة التي اشرفت وتابعت العملية الانتخابية على علم بذلك، فهل يعقل أن نقدم رشاوي انتخابية؟".

 

وتساءل الحريري:"هل كان الهدف من هذه الاتهامات الملفقة إسقاط عضويتي في حالة نجاحي في الانتخابات، وفي حالة عدم نجاحي منعي من الترشح لمدة خمس سنوات بالإضافة إلى الحبس لمدة سنه طبقا لنص القانون، وتدمير مستقبلي السياسي والوظيفي؟".

 

حملات تشويه

 

وفي السياق نفسه أعرب حزب التحالف الشعبي الاشتراكي عن تضامنه مع النائب السابق هيثم الحريري، معتبرا أن اتهامه بتقديم رشاوى انتخابية مجرد اتهامات ملفقة وحملات للتشويه.

 

وقال الحزب، في بيان، إن هيثم الحريري هو أحد نواب تكتل 25-30، الذين حملوا أمانة تمثيل الشعب واحترموا القسم الذي أقسموه في الدفاع عن الشعب والوطن والأرض والدستور والقانون، لافتا إلى أن شعار حملة الحريري كان "لا للرشاوى الانتخابية"، "لا للمال السياسي".

 

كما أعلن حزب الكرامة تضامنه مع هيثم الحريري، معتبرا أن ما تعرض له محاولات للتنكيل به عن طريق توجيه اتهامات مزعومة بتقديم رشاوى انتخابية خلال انتخابات مجلس النواب الأخيرة، يتنافى مع فكرة أن الوطن يتسع للجميع، كما يقدم رسالة واضحة مفادها الرغبة في مصادرة الرأي الأخر والانتقام من أصحابه.

 

وأضاف الحزب، أن التنكيل بالحريري وتوجيه تلك الاتهامات له يبدو كرسالة تخويف - لن تجدي - للذين اختاروا الطريق الذي رسمه الدستور عبر الانضمام للأحزاب الشرعية، لمواصلة نضالهم السياسي السلمي وطرح بدائل لسياسات وتوجهات أثبتت فشلها خلال الفترة الماضية.

 

 

وعلق أحمد الطنطاوي، رئيس حزب الكرامة وعضو مجلس النواب السابق، على الاتهامات الموجهة لهيثم الحريري قائلا :"تشرفت بزمالته ٥ سنوات وما رأيت منه إلا ما يجعلني أشهد أنه كان مثالًا للنائب الذي يحتاج لأمثاله الوطن، متضامن مع الصديق العزيز المخلص الوطني: هيثم أبو العز الحريري، والذي كان شعار حملته الانتخابية لا للمال السياسي، لا للرشاوى الانتخابية".

 

 

مقالات متعلقة