قفزة جديدة متوقعة في حالات "كوفيد-19" في مصر خلال أبريل، مثلما حدث في أبريل 2020، إذ تكون الذروة في الأسبوع السابع من كل موجة، وفق ما ذكرته وزيرة الصحة هالة زايد خلال مشاركتها في المؤتمر الصحفي للمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لإقليم أفريقيا يوم الخميس الماضي، وعليه كيف ستواجه مصر هذا الأمر؟
فقد واصلت حالات الإصابة بفيروس "كوفيد-19" ارتفاعها الأسبوع الماضي لتسجل أمس 600 إصابة جديدة، بعد أن سجلت أدنى مستوى لها عند 509 إصابات يوم السبت 6 فبراير الجاري، وفق ما أعلنته وزارة الصحة المصرية في بيان لها. وسجلت الوزارة يومي الخميس والجمعة 603 و609 إصابات جديدة على الترتيب.
وانخفض عدد حالات الوفيات خلال الأيام الماضية من 53 حالة يوم الخميس و42 يوم الجمعة، إلى 36 حالة أمس السبت، وهو أدنى مستوى لحالات وفيات "كوفيد-19" منذ 22 ديسمبر الماضي.
تعزيز الاحتياطي الاستراتيجي من الأكسجين السائل: قالت وزيرة الصحة، خلال اجتماع اللجنة العليا لإدارة أزمة فيروس كورونا أمس السبت، إن مصر لديها حاليا احتياطي استراتيجي من الأكسجين السائل يبلغ 1.16 مليون لتر، مضيفة أن الوزارة اشترت 1.7 ألف فلوميتر جديد، وذلك لإحلال الفلومترات القديمة بهدف تقليل فاقد الأكسجين، وفق بيان لمجلس الوزراء.
وكانت مصر تلقت في وقت سابق من الشهر الحالي شحنة قدرها 150 ألف لتر من الأكسجين السائل من المملكة العربية السعودية. وتأتي تصريحات الوزيرة بعدما أشارت تقارير الشهر الماضي إلى وجود نقص في إمدادات الأكسجين بالعديد من مستشفيات العزل ما تسبب في وفاة أربعة من مرضى "كوفيد-19"، وهو ما نفته الوزارة حينها.
أصحاب الأمراض المزمنة والأطقم الطبية في جميع مستشفيات البلاد سيبدأون في تلقي لقاح "كوفيد-19" اعتبارا من السبت المقبل، بعد أن انتهت وزارة الصحة من تطعيم الأطقم الطبية العاملة في 363 مستشفى للعزل والحميات الأسبوع الماضي، وفق ما قالته زايد خلال اجتماع أمس.
وما زلنا في انتظار وصول شحنتين كبيرتين من اللقاحات إلى مصر بنهاية الشهر الحالي. ويتضمن ذلك الدفعة الأولى من نحو 5-8 ملايين جرعة مقدمة من مبادرة كوفاكس التابعة لتحالف جافي العالمي للقاحات والأمصال التابع لمنظمة الصحة العالمية، معظمها من لقاح أكسفورد-أسترازينيكا، إلى جانب دفعة اللقاحات المجانية المقدمة من الصين، وعددها 300 ألف جرعة من لقاح سينوفارم.
منظمة الصحة العالمية ما زالت بحاجة إلى 27 مليار دولار لتمويل برنامج "كوفاكس"، وذلك لضمان التوزيع العادل للقاحات "كوفيد-19" على الدول النامية، وهو ما يترك العديد من الدول أمام خطر حدوث قفزات في معدلات الإصابة والوفيات الناجمة عن الفيروس، بحسب تصريحات المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم جيبريسوس الخميس الماضي.
هل سيكون هناك لقاح واحد لعلاج كافة السلالات المتحورة؟ تخطط شركة الأدوية الألمانية كيورفاك لاستخدام الذكاء الاصطاعي من أجل التنبؤ بالتحورات المستقبلية التي يمكن أن تحدث لفيروس "كوفيد-19"، كما أبرمت اتفاقية شراكة مع الحكومة البريطانية وشركة جلاكسو سميثكلاين من أجل التسريع بإنتاج اللقاحات التي تعمل بتقنية mRNA الخاصة بالحمض النووي الفيروسي، وفقا لوكالة بلومبرج. وتخطط الشركتان أيضا لتطوير لقاح يمكنه معالجة السلالات المتحورة العديدة مرة واحدة.
أكدت المراكز الأفريقية للسيطرة على الأمراض والوقاية منها أن على دول القارة التي لم تصل إليها السلالة الجديدة من "كوفيد-19" مواصلة تطعيم مواطنيها بلقاح أسترازينيكا، وهو ما أشارت إليه في بيان يوم الأربعاء، عقب قرار جنوب أفريقيا إيقاف استخدام اللقاح والاتجاه إلى مبادلة نصف مليون جرعة لديها بلقاح آخر.
وفي الوقت نفسه لا تزال منظمة الصحة العالمية توصي باستخدام اللقاح حتى في الدول التي ظهرت فيها سلالات متحورة، حسبما ذكرت صحيفة واشنطن بوست.
من جانبها، طالبت الولايات المتحدة الصين بأن تسلمها البيانات الخاصة بالمراحل المبكرة من تفشي وباء "كوفيد-19"، وذلك بعدما نقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن أعضاء بعثة منظمة الصحة العالمية إلى مدينة ووهان قولهم إن المسؤولين الصينيين رفضوا إمدادهم بالبيانات الخاصة بتفشي المرض في جزء آخر من الصين قبل ديسمبر 2019، بحسب صحيفة فايننشال تايمز.
وتوصلت بعثة منظمة الصحة العالمية إلى أنه "من غير المرجح تماما" أن يكون فيروس "كوفيد-19" قد أنشئ داخل أحد المختبرات الصينية، ولكن المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس قال إن كافة الفرضيات "لا تزال مطروحة".
شحنات جديدة:
مصر تتلقى شحنتين كبيرتين من اللقاحات في غضون أسبوعين. يتضمن ذلك الدفعة الأولى من نحو 5-8 ملايين جرعة مقدمة من مبادرة كوفاكس التابعة لتحالف جافي العالمي للقاحات والأمصال التابع لمنظمة الصحة العالمية، معظمها من لقاح أكسفورد-أسترازينيكا.
ومن المتوقع أن يوافي التحالف مصر بأول دفعة كبيرة من اللقاحات خلال النصف الثاني من شهر فبراير الجاري، وفق ما ذكره سعد.
وتتوقع مصر أيضا استلام دفعة اللقاحات المجانية المقدمة من الصين في الأسبوع الثالث من شهر فبراير، وعددها 300 ألف جرعة من لقاح سينوفارم.
وشدد المتحدث باسم الحكومة على أن مصر لن تتلقى كل الجرعات دفعة واحدة. وهذا هو الأمر الواقع في كافة أنحاء العالم، في ضوء التسليمات المتأخرة والمتقطعة في كل مكان من كندا إلى أوروبا والولايات المتحدة.
وتواصل مصر المفاوضات للحصول على شحنات من لقاحي "سبوتنيك V" الروسي و"جونسون أند جونسون"، وفق ما كشفه سعد .
وتأمل وزارة الصحة في تصنيع إحدى لقاحات "كوفيد-19" محليا عبر شركة فاكسيرا الحكومية.
معدل الزيادة في الإصابات لا يدعو للقلق، لكن يتعين على المواطنين الالتزام بالإجراءات الاحترازية والتباعد الاجتماعي، حسبما صرح المتحدث الرسمي لمجلس الوزراء نادر سعد في مداخلة هاتفية مع أحمد موسى في برنامجه "على مسؤوليتي" الليلة الماضية .
صناع اللقاح في الصين في مرمى الانتقادات، بسبب الطرح الجزئي وغير المنظم الذي لم يشمل جزءا كبيرا من سكان البلاد ويضع منطقة الشرق الأوسط والدول النامية على لائحة انتظار طويلة لبدء عملية التطعيم، ويعطل تطعيم مليارات الناس حول العالم، وفقا لصحيفة وول ستريت جورنال.
أما فايننشال تايمز فكتبت أن "على الغرب الانتباه" لما أسمته بـ "دبلوماسية اللقاح" التي تنتهجها الصين وروسيا.
منظمة الصحة العالمية تؤكد سلامة استخدام لقاح أسترازينيكا لمن فوق سن الـ 65، وفق ما ذكرته رويترز.
وفي غضون ذلك، قالت جنوب أفريقيا إنها تعتزم تطعيم أطقمها الطبية بلقاح جونسون أند جونسون الذي لم يجر التصديق على استخدامه عالميا حتى الآن، إذ تسعى جنوب أفريقيا لمعرفة درجة فعاليته والحماية التي يوفرها ضد السلالة الجديدة المنتشرة هناك، وفقا لما نقلته وكالة أسوشيتد برس.
ويأتي ذلك بعد أن علقت جنوب أفريقيا مؤقتا حملة التطعيم باستخدام لقاح أسترازينيكا، والتي كان من المقرر أن تبدأ خلال أيام، بعد أن أظهرت دراسة أن اللقاح يوفر حماية محدودة ضد السلالة الجديدة من الفيروس.
وبالعودة إلى مصر، تجتمع اللجنة العليا لإدارة أزمة فيروس كورونا خلال أيام لبحث ترتيبات امتحانات الفصل الدراسي الأول وسيناريوهات استكمال الثاني.
وتتناول اللجنة خلال اجتماعها مقترحات وزارتي التربية والتعليم والتعليم العالي بشأن استكمال الدراسة والإجراءات الاحترازية المزمع اتخاذها.
سباق اللقاحات:
تزامنا مع تسابق الدول الكبرى لطرح لقاحاتها ضد فيروس كورونا المستجد (كوفيد 19)، وبعد اعتماد الصين للقاحها الجديد "سينوفارم" لمكافحة فيروس كورونا المستجد، ليخرج من المرحلة التجريبية ويصبح ضمن اللقاحات الأساسية التي تحارب الجائحة التي شلت حركة العالم، بات السؤال الأهم عن آلية اللقاح وكيفية عمله ضد الفيروس القاتل؟
في أوائل عام 2020، أنشأ معهد بكين للمنتجات البيولوجية لقاحا لفيروس كورونا باسم "BBIBP-CorV"، وتم وضعه في وقت لاحق في التجارب السريرية من قبل شركة "سينوفارم" الصينية المملوكة للدولة، هذا اللقاح تمت الموافقة عليه بشكل رسمي الخميس، وستبدأ دول عالمية باستخدامه للتطعيم، على خطى الإمارات والبحرين اللتان بدأتا بالفعل استخدامه.
ويعمل لقاح "سينوفارم" عن طريق دفع الجهاز المناعي للإنسان لصنع أجسام مضادة لفيروس كورونا، والتي ترتبط بالبروتينات الفيروسية، مثل ما يسمَّى بالبروتينات الشوكية التي ترصع سطح الفيروس.
ولإنتاج اللقاح، أحضر الباحثون في معهد بكين 3 أنواع من فيروس كورونا، من المصابين في المستشفيات الصينية، بالإضافة إلى فيروس متحور يستطيع التكاثر، وفقا لصحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية.
ولدى إنتاج الباحثين لمخزونات كبيرة من فيروسات كورونا، قاموا بصبّها بمادة كيميائية تسمى بيتا بروبيولاكتون، وقام المركب بتعطيل فيروسات كورونا عن طريق الارتباط بجيناتها، ولم يعد بإمكان فيروسات كورونا المعطلة التكاثر.
ثم قام الباحثون بسحب الفيروسات المعطلة وخلطها بكمية ضئيلة من مركب قائم على الألومنيوم كمادة مساعدة، لتحفز هذه المواد المساعدة جهاز المناعة لتعزيز استجابته للقاح، حسبما أشارت الصحيفة.
يذكر أنه تم استخدام الفيروسات المعطلة لأكثر من قرن من الزمان، واستخدمها مبتكر لقاح شلل الأطفال في الخمسينيات من القرن الماضي، جوناس سالك، وهي من القواعد الأساسية للقاحات ضد عدد من الأمراض، بما في ذلك داء الكلب والتهاب الكبد (أ).
ونظرا لأن الفيروسات في اللقاح أصبحت معطلة وغير حية، أصبح بالإمكان حقنها في الجسم دون التسبب بالإصابة.
وبمجرد دخولها الجسم، يتم ابتلاع بعض الفيروسات المعطلة بواسطة نوع من الخلايا المناعية.
وتمزق الخلية المناعية الفيروس التاجي وتعرض بعض شظاياه على سطحها، ويمكن أن تساعد في تجنيد الخلايا المناعية الأخرى للاستجابة للقاح.
وبمجرد التطعيم بلقاح سينوفارم، يمكن لجهاز المناعة الاستجابة لعدوى فيروسات كورونا الحية، حيث تنتج الخلايا المناعية أجساما مضادة تستهدف "بروتين سبايك"، مما يمنع الفيروس من دخول الخلايا، وقد تمنع أنواع أخرى من الأجسام المضادة الفيروس بوسائل أخرى.
وأظهرت التجارب السريرية لشركة سينوفارم أن لقاحها يمكن يحمي الناس من الإصابة بفيروس كورونا، لكن لا أحد يستطيع حتى الآن تحديد مدة استمرار هذه الحماية.
ومن الممكن أن ينخفض مستوى الأجسام المضادة على مدار شهور، لكن الجهاز المناعي يحتوي أيضا على خلايا خاصة تسمى "خلايا الذاكرة ب" التي قد تحتفظ بمعلومات حول فيروس كورونا لسنوات أو حتى عقود.
وكانت دولة الإمارات قد أعلنت أن اللقاح الصيني حصل على الموافقة الكاملة في البلاد، بعد أن كشفت عن نسبة فعالية 86%.
وأعلن رئيس شركة سينوفارم في وقت سابق، أن مليون مواطن صيني تقريبًا تم تطعيمه باللقاح حتى الآن.