يقوم الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن ووزير الخارجية بلينكن بمراجعة عدد من القرارات التي اتخذتها إدارة ترامب فيما يتعلق بالشرق الأوسط، ويشمل ذلك أيضًا صفقات الأسلحة مع الرياض وأبو ظبي، الأمر الذي يشير إلى محاولة من واشنطن للتنصّل من حلف ترامب العربي في الشرق الأوسط، وفقًا لتقرير أوردته صحيفة دير شتاندرد النمساوية.
وقال بلينكين فى مؤتمر صحفى، يوم الاربعاء، ''إنّ بعض القرارات التى اُتخذّت فى وقت سابق من قبل الحكومة الاخيرة يتم فحصها حاليًا''، ومن بينها صفقات الأسلحة للسعودية والإمارات.
موقف إدارة بايدن بشأن اليمن
تحدث بلينكين صراحةً عن ''اليمن''، وذلك بعد أن تم إداج جماعة الحوثيين قبل يوم واحد من انتقال السلطة لبايدن، ضمن قائمة الإرهاب، وبالتالي، تمً فرض عقوبات صارمة عليها، الأمر الذي أثار انتقادات واسعة من قبل الأمم المتحدة، لأنّ ذلك سيؤدي إلى انهيار الدعم الإنساني للسكان اليمنيين الذين يعيشون في مناطق الحوثيين.
ووافق بلينكين على استثناءات للدعم الإنساني لسكان اليمن، وسيُطبّق هذا الاستثناء حتى 26 فبراير، أي أنّه سيظل التصنيف الإرهابي للحوثيين المدعومين من إيران، لكن مع تسهيل الإمدادات الأمريكية لليمنيين.
وبرغم تأكيد بلينكين على انتهاكات حقوق الإنسان و "الفظائع" التي يرتكبها الحوثيون، إلا أنّه أشار أيضًا إلى مساهمة التدخل العسكري اليمني بقيادة السعودية " في حدوث أسوأ كارثة إنسانية في العالم اليوم.
موقف بايدن تجاه السعودية والإمارات
تضغط واشنطن تحت قيادة بايدن على دولتي الخليج السعودية والإمارات، حيث تم تعليق ترخيص بيع 7500 قنبلة دقيقة للسعودية، وفقًا لشركة الدفاع رايثيون.
وفي حالة الإمارات العربية المتحدة، فيما يتعلق الأمر بالصفقة المثيرة للجدل ''شراء أبو ظبي لخمسين طائرة مقاتلة من طرازF-35، أكد بلينكين بشكل غير مباشر أن الصفقة جاءت في سياق التطبيع بين الإمارات وإسرائيل.
الإمارات تُعلّق على تعليق إدارة بايدن صفقة مقاتلات "F-35"
أعلنت الإمارات، ردًا على التقارير حول تعليق إدارة الرئيس الأمريكي الجديد، جو بايدن، صفقة بيع مقاتلات "F-35"، أنها "توقعت مراجعة الفريق الجديد في البيت الأبيض للسياسات الأمريكية".
وقال السفير الإماراتي لدى واشنطن، يوسف العتيبة، في بيان نُشر الأربعاء عبر حساب البعثة الدبلوماسية في "تويتر": "مرحبًا بالجهود المشتركة الرامية إلى خفض حدة التوترات واستئناف الحوار في المنطقة، ستتعاون الإمارات العربية المتحدة بشكل وثيق مع إدارة بايدن حول نهج شامل نحو تحقيق السلام والاستقرار في الشرق الأوسط".
وأضاف العتيبة: "مثلما جرى خلال الفترات السابقة لانتقال السلطة، توقعت الإمارات العربية المتحدة مراجعة للسياسات الحالية من قبل الإدارة الجديدة. خاصة أن ملف F-35 أكبر بكثير من بيع معدات عسكرية لشريك".
وتابع: "على غرار الولايات المتحدة، يتيح هذا الاتفاق للإمارات العربية المتحدة الحفاظ على عامل رادع قوي لأي عدوان. كما يساعد ذلك، بالتوازي مع الحوار والتعاون الأمني الجديدين، في طمأنة الشركاء الإقليميين".
وأشار العتيبة إلى أن "هذا الأمر يمكن كذلك الإمارات العربية المتحدة من تحمل مزيد من عبء الأمن الجماعي في المنطقة، وتحرير أصول أمريكية لتركيزها على مواجهة تحديات عالمية أخرى، ما يمثل أولوية طويلة الأمد بالنسبة لكلا حزبي الولايات المتحدة"
موقف بايدن تجاه المغرب
تجنّب بلينكين مسألة اعتراف ترامب بسيادة المغرب على الصحراء الغربية، مشددا في جلسة الاستماع في مجلس الشيوخ، على ضرورة دعم حكومة بايدن لـ "اتفاقيات أبراهام" .
وفي الواقع، من غير المرجح، أن تقلب حكومة بايدن سياسة الولايات المتحدة تجاه شركائها العرب الإقليميين رأسًا على عقب، ولا حتى فيما يتعلق بالمملكة العربية السعودية، خاصة وأن القيادة المركزية الأمريكية لديها أربع قواعد في المملكة، لكن بايدن سيمارس الضغط بشكل أكثر من ترامب.
موقف واشنطن تجاه إيران
بشكل مختلف تمامًا، وبالتحديد دون أي عجلة من أمره، يبدو أن بايدن وبلينكين يعالجان مسألة إحياء الاتفاق النووي مع إيران، الذي انسحب منه ترامب في عام 2018، حيث تتمسك واشنطن في الوقت الراهن بمطلبها بأن تعود إيران إلى التزاماتها، التي تخلت عنها مؤخرًا بشكل كبير.
ومن الواضح أيضًا أنّ بايدن لا يريد أن يسير وراء المساعي الرامية لإيجاد حل شامل مع طهران قبل بداية الحملة الانتخابية للرئاسة الإيرانية، بحسب الصحيفة النمساوية.
رابط النص الأصلي