قطر وقمم مجلس التعاون.. هذه أبرز محطات الأزمة الخليجية

الأزمة الخليجية

تتطلع أنظار العالم إلى القمة الخليجية المزمع عقدها في 5 يناير الجاري بالعاصمة السعودية الرياض، وذلك في غضون استمرار الأزمة الخليجية منذ اندلاعها في يونيو 2017.

 

وفي يونيو 2017، قطعت دول السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها مع قطر، ثم فرضت إجراءات عقابية عليها بدعوى دعمها للإرهاب، وهو ما تنفيه الدوحة بشكل قاطع.

وفرضت الدول الأربع على قطر عقوبات اقتصادية، منها إغلاق مجالاتها الجوية أمام الطيران القطري، إضافة إلى الحدود البحرية، ما تسبب في إغلاق منافذ استيراد مهمة لقطر، البالغ عدد سكانها نحو 2.7 مليون نسمة.

وعقب اندلاع الأزمة مباشرة وقطع العلاقات، أمرت الدول الخليجية الثلاث، الرعايا القطريين بمغادرة أراضيها خلال 14 يومًا، وأعلنت آنذاك أيضًا أنه يجب على جميع مواطنيها العودة من قطر، مهدّدة بفرض عقوبات على أي شخص لا يعود خلال هذه المهلة. ورغم استمرار الأزمة منذ سنوات، تلقى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني دعوة رسمية من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود لحضور القمة. وهذه ليست المرة الأولى التي تتلقى فيها الدوحة دعوة لحضور القمم الخليجية في ظل الأزمة، حيث تلقت دعوات مماثلة أكثر من مرة في الأعوام الماضية. ولكن قطر حضرت بتمثيل عالي في واحدة، واكتفت بتمثيل دبلوماسي منخفض في اثنتين ما يؤكد حرصها على التواجد الدائم في كل المناسبات، رغم عدم وجود مؤشرات واضحة آنذاك لحل الأزمة.

 

أول قمة بعد الأزمة (ديسمبر 2017)

أمير قطر يحضر القمة الخليجية في الكويت

بعد مرور 6 أشهر على الأزمة الخليجية، عقدت أول قمة لدول الخليج في ديسمبر 2017؛ وآنذاك وجه أمير الكويت الشيخ الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، الدعوة لأمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني. وترأس أمير قطر وفد بلاده في هذه القمة التي انعقدت في الكويت؛ بينما غاب قادة بقية الدول الخليج الأربع السعودية والإمارات والبحرين وسلطنة عمان. وشهدت تلك القمة أدنى مستوى تمثيل في تاريخ القمم الخليجية منذ إنشاء مجلس التعاون الخليجي عام 1981، حيث شارك في القمة زعيمين فقط هما أمير الكويت ( الذي تترأس بلاده القمة)، وأمير قطر. واستمرت جلستيها الافتتاحية والختامية نحو 20 دقيقة، لتكون أقصر قمة، واختتمت أعمالها بعد نحو 75 دقيقة من بدئها لتكون أسرع قمة. وكان الخليجيون يعولون على القمة لحل الأزمة القائمة مع قطر منذ 6 أشهر حينذاك، لا سيما أنها عُقدت في الكويت التي تقود وساطة لحلها، لكن البيان الختامي للقمة لم يتطرق إلى الأزمة مما خيب أمل المتابعين.

 قمة ديسمبر 2018

كان من المقرر عقدها في سلطنة عمان، لكن تقرر عقدها في الرياض بعد ذلك في 9 ديسمبر 2018.

 

وتلقى أمير قطر حينها، دعوة من العاهل السعودي للحضور؛ إلا أنّ إعلان الدوحة مستوى التمثيل في تلك القمة تأخر حتى صباح انعقادها. ولم تتطرق تلك القمة أيضا إلى ملف الأزمة وقطر، وخلا البيان الختامي من أي إشارة مباشرة للأزمة، في حين أكد التمسك بمجلس التعاون الخليجي، والحرص على قوته ووحدة الصف بين أعضائه.

 

قمة مكة الطارئة (مايو 2019)

البيان الختامي لأعمال القمة العربية الطارئة ( قمة مكة )

شاركت قطر ممثلة في رئيس وزرائها الشيخ عبد الله بن ناصر آل ثاني في قمة مكة التي دعا لها العاهل السعودي، وتلقى آنذاك أمير قطر، رسالة خطية من العاهل السعودي، تضمنت دعوته لحضور قمة طارئة لمجلس التعاون الخليجي وأخرى عربية، بالإضافة لقمة عادية لمنظمة التعاون الإسلامي وذلك على مدار يومين، بمكة المكرمة. وجاءت الدعوة للقمة في ظل تعرض سفن تجارية بالمياه الإقليمية للإمارات ومحطتي ضخ نفطية بالسعودية لهجمات، وتزايد التوتر بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران. وأكد وقتها مدير مكتب الاتصال الحكومي القطري سيف بن أحمد آل ثاني، إن مشاركة بلاده في قمم مكة الثلاث تأتي حرصًا منها على أمن واستقرار المنطقة. فيما تحفظت الدوحة على بياني القمة العربية والخليجية والذين أدانا التدخلات الإيرانية في المنطقة، وأوضحت أنّ بعض بنودهما تتعارض مع السياسة الخارجية للدوحة.

وفيما يلي أبرز محطات الأزمة الخليجية:

 

اختراق إلكتروني تبعه إنذارًا قطريًا

في 24 مايو 2017، أعلنت الدوحة أن موقع وكالة الأنباء الرسمية القطرية تعرّض لعملية اختراق من جهة غير معروفة، وتم نسب تصريحات لأمير البلاد في مواضيع تتعلق بإيران وحزب الله وحركة حماس والإخوان المسلمين، والرئيس الأميركي دونالد ترامب، وقامت وسائل إعلام خليجية بنشر هذه التصريحات رغم نفي الدوحة.

 

قطع العلاقات الدبلوماسية ورد فعل ترامب

 

 وفي الخامس من يونيو في نفس العام، أعلنت السعودية وحلفاؤها قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر. وفي اليوم التالي، علّق ترامب عبر تويتر مهاجمًا الدوحة، لكنه غيّر لهجته بعد ذلك لوجود أكبر قاعدة عسكرية أميركية في الشرق الأوسط على أراضي الإمارة الخليجية.

 

وضع قائمة من 13 طلبا

 

وفي 22 يونيو، عرضت السعودية والإمارات والبحرين ومصر على قطر قائمة من 13 طلبا وحدّدت لها مهلة 10 أيام لتنفيذها. ومن ضمن المطالب إغلاق قناة الجزيرة وقطع علاقاتها مع إيران وإغلاق قاعدة عسكرية تركية في الإمارة.

 

وفي 4 يوليو، أكدت قطر أن قائمة الطلبات غير واقعية وغير قابلة للتطبيق.

 

وفي 25 يوليو، نشرت السعودية وحلفاؤها لائحة سوداء تضم أسماء 18 مجموعة إرهابية على ارتباط بقطر، والتي توسعت حاليًا لتضم حوالي تسعين شخصا ومجموعة.

 

موقف إيران وتركيا الداعم لقطر

 

سعت إيران وتركيا منذ بداية الأزمة الى مساعدة قطر على كسر عزلتها، ووقعت قطر مع الولايات المتحدة عقودا في قطاعات النفط والطيران والتسلح، وعززت صناعاتها المحلية وحققت نوعا من الاكتفاء الذاتي بعد إغلاق كل المنافذ مع جيرانها الذين كانت تقيم معهم علاقات تجارية قوية.

 

وفي أبريل 2018، أكد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني خلال لقاء مع الرئيس الأمريكي رفضه أي تمويل للإرهاب. وأعلن ترامب أنه يعمل من أجل وحدة الدول في المنطقة.

 

علامات تهدئة

 

في ديسمبر 2019، استضافت الإمارات كأس آسيا لكرة القدم. وفازت قطر باللقب برغم خوض المنتخب القطري البطولة دون جمهور.

 

وفي بداية ديسمبر 2019، استضافت قطر بطولة كأس الخليج في كرة القدم، وقررت السعودية والإمارات والبحرين التراجع عن قرارها بعدم المشاركة. وفازت البحرين بالكأس.

 

وفي العاشر من ديسمبر 2019، عُقدت قمة مجلس التعاون الخليجي في الرياض بغياب أمير قطر الذي أوفد بدلا منه رئيس الوزراء في حينه عبد الله بن ناصر بن خليفة آل ثاني.

 

وأعلن وزير الخارجية القطري في يناير 2020 تعليق محادثات كانت بدأت على مضض بين بلاده والرياض.

 

أحكام دولية لصالح قطر

 

في 16 يونيو، أصدرت منظمة التجارة العالمية حكمًا لصالح قطر في خلافها مع السعودية التي تتهمها بانتهاك حقوق الملكية الفكرية بسبب قرصنة تعرضت لها شبكة "بي إن" القطرية من قناة "بي آوت كيو" التي يشتبه بأن السعودية تقف خلفها.

وفي 14 يوليو، أصدرت محكمة العدل الدولية قرارًا لصالح قطر في خلافها مع أربع دول أخرى اتهمتها الإمارة بفرض حصار جوي عليها.

 

وفي 22 يوليو، طالبت شركة الخطوط الجوية القطرية هذه الدول بتعويضات بقيمة خمسة مليارات دولار.

 

تقدم في الأزمة

 

في الرابع من ديسمبر2020، كشف وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان توافق حلفاء بلاده في ما يتعلّق بحل الأزمة الخليجية، متوقعا في مقابلة مع وكالة فرانس برس في البحرين، التوصل قريبا إلى اتفاق نهائي بشأنها.

 

وفي 30 كانون ديسمبر، أعلن مجلس التعاون الخليجي أن العاهل السعودي سلمان بن عبد العزيز وجه دعوة الى أمير قطر لحضور قمة مجلس التعاون الخليجي التي تنعقد في المملكة في الخامس من يناير.

   

 

 

مقالات متعلقة