الجيش الإثيوبي يبدأ هجوما على تيجراي.. هل يواجه حرب عصابات؟

الجيش الإثيوبي

نقلت وكالة رويترز الأمريكية نبأ عاجلا على لسان قائد قوات إقليم تيجراي يفيد بأن الجيش الإثيوبي بدأ هجوما للاستيلاء على عاصمة الإقليم.

 

وأفادت الحكومة المحلية في بيان أوردته وسائل إعلام تيجراي أن الجيش الإثيوبي "بدأ قصف وسط (العاصمة الإقليمية) ميكيلي باستخدام الأسلحة الثقيلة والمدفعية"، وهو أمر أكده مسؤولان معنيان بمجال الإغاثة على اتصال بموظفين تابعين لمجموعتيهما في المدينة  

ومنذ ساعات، قال الجيش الإثيوبي إنه سيسيطر، خلال الأيام المقبلة، على مدينة ميكيلي، عاصمة إقليم تيجراي، وذلك بعد يوم من إعلان رئيس الوزراء آبي أحمد بدء "المرحلة الأخيرة" من الهجوم الذي تشنه القوات الاتحادية على الإقليم.

 

وقال رئيس وحدة التدريب في قوات الدفاع الإثيوبية، اللفتنانت جنرال حسن إبراهيم، في بيان، إن القوات الاتحادية سيطرت على بلدة وقرو، التي تبعد 50 كيلومترا شمالي ميكيلي، لافتا إلى أنها ستسيطر على العاصمة "خلال بضعة أيام".

 

وأضاف أن القوات الحكومية سيطرت أيضا على عدة بلدات أخرى، حسب ما ذكرت وكالة رويترز.

قائد قوات تيجراي

ولا يمكن التحقق من تطورات الصراع المستمر منذ 3 أسابيع (بين القوات الاتحادية والجبهة الشعبية لتحرير تيجراي)، نظرا لانقطاع الاتصالات والإنترنت في الإقليم، بالإضافة إلى القيود المشددة على دخوله، وفق سكاي نيوز.

 

وقال بيان من السفارة الأمريكية في إريتريا المجاورة، في وقت مبكر السبت، إنه سُمع دوي "ضوضاء عالية، ربما انفجار" في العاصمة أسمرة مساء الجمعة.

 

يذكر أن صواريخ أطلقتها الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي، كانت قد سقطت على إريتريا في 14 نوفمبر.

 

ويعتقد أن الآلاف قتلوا، فضلا عن الدمار واسع النطاق، نتيجة الضربات الجوية والقتال البري منذ بدء القتال. وفر نحو 43 ألف لاجئ إلى السودان.

 

وأعطت الحكومة الجبهة الشعبية لتحرير تيجراي مهلة الأحد الماضي، لإلقاء السلاح أو مواجهة هجوم على ميكيلي، التي يبلغ عدد سكانها 500 ألف نسمة. وانقضت هذه المهلة الأربعاء الماضي.

 

وأبلغ آبي أحمد، الذي أعلن الخميس أن الجيش بدأ "المرحلة الأخيرة" من الهجوم، مبعوثي سلام أفارقة، الجمعة، بأن حكومته ستحمي المدنيين في تيجراي.

 

 

وفي الوقت نفسه، حذرت رسالة أرسلت إلى السفارات في أديس أبابا، الجمعة، الملحقين العسكريين من أنهم سيكونون عرضة للطرد إذا تواصلوا مع أعداء لإثيوبيا، لم يحددهم بالاسم.

 

وقالت الرسالة: "بعض الملحقين العسكريين يعملون مع من يهددون أمن البلد ومدرجين في قائمة سوداء ومطلوبين بموجب أمر من المحكمة".

 

وأضافت الرسالة توقيع مسؤول العلاقات الخارجية في وزارة الدفاع، الجنرال بولتي تاديسي: "سنطرد من لا يمتنعون عن هذه الأفعال.. من يتواصلون مع هذه الجماعات المتطرفة".

 

حرب عصابات  

وفي تقرير أوردته بي بي سي، حول احتمالية شن إقليم تيجراي (تي بي إل إف) - جبهة تحرير تيجراي - حرب عصابات ضد الحكومة الفيدرالية، قالت إن من بين جبهة التحرير قدامى المحاربين في حرب العصابات التي استمرت 17 عاما والتي أدت إلى استيلاء جبهة تحرير شعب تيجراي على السلطة في العاصمة الفيدرالية أديس أبابا في عام 1991 ، والذين سيطروا بعد ذلك على الجيش وأجهزة المخابرات في البلاد حتى قام رئيس الوزراء آبي أحمد بطردهم عندما تولى منصبه في عام 2018 واتهمهم بالقمع والفساد، وهي الاتهامات التي ينفونها.

 

ووصفت مجموعة الأزمات الدولية (آي سي جي)، وهي منظمة غير حكومية تركز على منع الصراعات تلك القاعدة بأنها كانت أكبر قيادة عسكرية إقليمية للجيش الفيدرالي.

 

واستولت جبهة تحرير شعب تيجراي على مجموعة من الأسلحة بما في ذلك الصواريخ، ومع ذلك فإن الجيش الإثيوبي لا يزال يتمتع بقوة جوية كبيرة بما في ذلك الطائرات المقاتلة والمروحيات الحربية.

 

مواجهات غير متكافئة  

يقول ويليام دافيسون، محلل شؤون إثيوبيا في مجموعة الأزمات الدولية، إن جبهة تحرير شعب تيجراي قد تكون قادرة على حشد أكثر من 200 ألف مقاتل من الميليشيات في القرى إلى القوات الخاصة في الحكومة الإقليمية، وفق بي بي سي.

 

وأضاف: "بسبب الديناميات السياسية المتغيرة على مدى العامين الماضيين كان هناك تجنيد وتدريب كبير في تيجراي".

 

ولا تقدم مجموعة الأزمات الدولية تقديرا لقوة الجيش الإثيوبي، لكن تنقل وكالة رويترز للأنباء عن مجموعة جينيس للبيانات الأمنية قولها إن لدى إثيوبيا نحو 140 ألف عنصر نشط معظمهم في الجيش.

 

وإذا كانت هذه التقديرات صحيحة فقد يكون للجيش الإثيوبي عدد أقل من الجنود من جيش تحرير شعب تيجراي، ولكن يمكنه تعزيز أعداده بالاعتماد على القوات الخاصة للحكومات الإقليمية الأخرى حيث يسمح القانون الإثيوبي لكل من تلك الحكومات الإقليمية بالحصول على هذه الوحدات شبه العسكرية لتوفير الأمن داخل مناطقها.

 

وكانت القوات الخاصة من حكومة إقليم أمهرة الذي لديه نزاع طويل على الأرض مع تيجراي، قد ساعدت بشكل ملحوظ القوات الفيدرالية على تأمين الأراضي في غرب تيجراي عندما بدأ الصراع.

 

وقال دافيسون: "في الغرب، قد تكون السيطرة المشتركة من القوات الفيدرالية وقوات أمهرة أكثر رسوخا لأن هذه القوات تفوقت على قوات التيجراي المحلية وتغلبت عليها".

 

وأضاف قائلا: "هناك أيضا المزيد من المناطق السهلية في الغرب مما يمنح الجيش التقليدي ميزة أكبر"، مشيرا إلى أن ذلك لا يشبه التضاريس في "قلب" تيجراي حول مدن في الشرق مثل ميكيلي حيث التضاريس وعرة وجبلية مما يجعلها أكثر ملاءمة لحرب العصابات.

مقالات متعلقة