بـ «ارفع رأسك يا أخي».. مجلة أمريكية تتذكر عبد الناصر

الرئيس الراحل جمال عبد الناصر

خصصت مجلة جاكوبين الأمريكية الاشتراكية تقريرا اليوم الإثنين حول الذكرى الخمسين لرحيل الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر وتذكرت شعاره الشهير "ارفع رأسك يا أخي".

 

وأضافت: "رغم مرور 50 عامًا على وفاته، ما يزال الزعيم المصري جمال عبد الناصر يلقي بظلال طويلة على السياسة العربية".

 

ووصفت المجلة عبد الناصر بأنه رمز للتحدي في عهد التحرر من الاستعمار.

 

وتابعت: "استطاع عبد الناصر تحويل دولته لكنه لم يمنح أبدا لشعبه السيطرة على النظام الذي حكمهم".

 

وأشارت إلى أن بعد الناصر حكم مصر في الفترة من 1954-1970 وكان بطلا للقومية والاشتراكية العربية ومناهضا للاستعمار.

 

ومضت تقول: "كان ناصر أول حاكم من السكان المصريين الأصليين منذ كليوباترا وكان يؤمن بما يقوله ويفهم مصالح شعبه ويخاطبهم بلغة شبه عامية غير مزخرفة".

 

ودأب عبد الناصر على  حث شعبه قائلا: "ارفع رأسك يا أخي".

 

وواصل التقرير: "التوازن بين القبول والإذعان في مشروع عبد الناصر اتسم بعدم اليقين والتحول بمرور الوقت".

 

واستطردت جاكوبين: "البعض مثل الأديب الشهير توفيق الحكيم دعموا عبد الناصر وقتما كان في السلطة لكنهم انقلبوا عليه بعد وفاته".

 

وزادت قائلة: "أما الماركسيون فقد اتهموا عبد الناصر بالفاشية في أوائل الخمسينيات لكنهم هللوا له في ستينيات القرن المنصرم وبعد موته كذلك".

 

التحول السياسي المصري من ملكية دستورية أرستقراطية إلى جمهورية "الضباط" يمثل الإرث المستمر الأكبر لعبد الناصر من وجهة نظر المجلة الاشتراكية.

 

وزادت: "لقد استمر هذا الشكل من النظام بالرغم من إعادة تنظيم السياسة الداخلية المصرية والخارجية وتوازن القوى بين عناصر التكتل الحاكم بين الجيش والجهاز الأمني والداخلي والبرجوازية والرأسماليين التابعين للقطاع الخاص الذين ظهروا منذ حقبة السبعينيات".

 

وأوضحت: "منذ الخمسينيات وحتى ما بعد وفاته، ألقت كاريزما ناصر الشخصية وترويجه للقومية العربية بظلال طويلة على سياسات العرب".

 

 

ونتيجة لذلك، شكلت مصر نموذجا للجمهوريات العسكرية المناهضة للاستعمار أو الاشتراكية في سوريا والعراق والجزائر وشمال اليمن وليبيا والسودان.

 

وتساءلت المجلة عن الأسباب التي دفعت الماركسيين في عهد التحرر من الاستعمار إلى اعتبار مصر عبد الناصر والأنظمة المشابهة تقدمية أو حتى اشتراكية.

 

وأجابت قائلة إن مناهضة الاستعمار كانت  الديناميكية التاريخية التي شكلت ذلك العهد.

 

وعلاوة على ذلك، لم تكن حركات اليسار الدولية تتفهم جيدا الهياكل الاشتراكية الداخلية للأنظمة المناهضة للاستعمار أو تناقش ذلك الأمر بشكل يتسم بالجدية.

 

وروج الاتحاد السوفييتي آنذاك إلى أوهام بشأن حلفاء الحرب الباردة مما شجع توجها ينبذ التمييز بين السياسة الخارجية المناوئة للاستعمار والسلطوية الداخلية بحسب "جاكوبين".

 

وكان ناصر ينتمي إلى الفوج الأول من طلاب الطبقة المتوسطة والفقيرة الذي دخلوا الكلية الحربية عام 1936.

 

وبعد الحرب العالمية الثانية، واصلت القوات البريطانية احتلال منطقة قناة السويس.

 

ولذلك بدأ ناصر والضباط الأحرار في السعي لإجلاء القوات البريطانية عن مصر وتحقيق الاستقلال الكامل.

 

وواصلت المجلة: "لقد كان ناصر يؤمن بأن الجيش يجيب أن يأخذ المبادرة لطرد البريطانيين وتدمير قوة المتآمرين المحليين وإصلاح السياسات والمجتمع ولذلك شكل حركة الضباط الأحرار في أعقاب الهزيمة المهينة في حرب اليمن عام 1948".

 

 

 

ونوهت "جاكوبين" إلى دور الضباط الأحرار في  وضع نهاية لحكم الملك فاروق في 23 يوليو 1952 حيث غادر مصر بعد 3 أيام.

 

وأضافت: "باستثناء أنصار الملكية والإقطاعيين ورجال الأعمال وأعوانهم في الصحافة والقانون، رحب معظم عناصر الشعب المصري بالضباط الأحرار وباركوا تلك الحركة وفقا للنهج الذي تم وضعه".

 

.

رابط النص الأصلي

 

مقالات متعلقة