رغم نفي الحكومة الكويتية مرات عديدة مزاعم قرب التطبيع مع "إسرائيل" والذي أعلن عنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قبل أيام، لم يهدأ الشارع الكويتي خلال الساعات الفائتة، مطالبا بحزمة من القرارات والقوانين التي تجرم "التطبيع".
جددت دولة الكويت، أمس الإثنين، دعمها خيار الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة، وقالت إن موقفها من التطبيع ثابت ولم يتغير، وإنها ستكون آخر من يطبّع مع دولة الاحتلال.
وجاء التأكيد الكويتي، بعد أيام من تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول اقتراب الكويت من تطبيع العلاقات مع "إسرائيل".
وأكد مجلس الوزراء الكويتي، "دعم خيارات الشعب الفلسطيني، بإقامة دولة مستقلة على حدود 1967، تكون عاصمتها القدس الشرقية"، مشدداً على "مركزية القضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب والمسلمين الأولى".
ونقلت وكالة الأنباء الكويتية الرسمية تأكيد مجلس الوزراء "وقوف الكويت إلى جانب الشعب الفلسطيني، ودعم خياراته، وتأييدها للجهود الرامية للتوصل إلى حل عادل وشامل للصراع وفق مبادرة السلام العربية".
وفي وقت سابق أمس الاثنين، نقلت صحيفة "القبس" المحلية، عن مصادر حكومية رفيعة، أن الموقف الكويتي من التطبيع مع دولة الاحتلال "ثابت ولم يتغير"، وأن "الكويت ثابتة على موقفها، وهي آخر من سيطبّع مع الكيان الصهيوني".
وقالت المصادر: إن تصريحات ترامب "لم تكن على هامش لقائه مع الشيخ ناصر صباح الأحمد الذي ناب عن أمير البلاد في تسلُّم وسام الاستحقاق العسكري برتبة قائد أعلى، الممنوح من الرئيس الأمريكي".
وشددت على أن الكويت "لا تواجه أي ضغوط لتغيير موقفها الراسخ والرافض للتطبيع مع إسرائيل"، موضحةً أن "القرار الكويتي أمر سيادي ولم يتغير".
وبينت أن "الكويت تقف إلى جانب الشعب الفلسطيني لنيل حقوقه كاملة وتحقيق الحل العادل القائم على مرجعيات السلام، وفي مقدمتها قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية وحل الدولتين".
وجاءت هذه التصريحات، بعدما أثارت صحيفة "وول ستريت جورنال" الجدل، عقب نشرها خبراً مفاده أن الرئيس دونالد ترامب توقَّع تطبيع الكويت علاقاتها مع "إسرائيل" قريباً.
وقالت الصحيفة، إن الرئيس ترامب قبل لقائه، الجمعة، نجل أمير الكويت الشيخ ناصر صباح الأحمد الجابر الصباح، قال إن الكويت قد تصبح قريباً البلد التالي الذي يطبّع علاقاته مع "إسرائيل".
وسبق أن صرَّح مسؤولون كويتيون رفضهم أي تطبيع مع "إسرائيل"، وقالوا إن بلادهم ستكون آخر دولة عربية تطبّع مع دولة الاحتلال.
وأثارت تصريحات ترامب حول قرب تطبيع الكويت علاقاتها مع "إسرائيل"، جدلاً واسعاً، حيث جاءت بعد اجتماع مع وفد ضم نجل أمير الكويت بمناسبة تقليد أمريكا للشيخ صباح الأحمد الصباح وسام الاستحقاق.
وعلى صعيد آخر المستجدات، دعت 41 منظمة في الكويت، برلمان البلاد إلى إقرار قانون "يجرم" التطبيع مع إسرائيل.
جاء ذلك في بيان مشترك صادر عن هذه المنظمات غير الحكومية، وأبرزها: "جمعية المحامين"، و"جمعية المعلمين"، و"الجمعية الاقتصادية الكويتية".
وقالت المنظمات: "نضم صوتنا إلى أبناء الشعب الكويتي الحر بدعوة مجلس الأمة (البرلمان) والحكومة، إلى سرعة إقرار قانون تجريم التطبيع مع دولة الاحتلال".
وشددت على "رفض كل أشكال التطبيع مع إسرائيل أو التوقيع على أي اتفاقية سلام معها مهما كانت الأسباب".
وأكدت المنظمات الـ41 أنها "ترفض كل المحاولات التي تريد جر الكويت لهذا المستنقع النتن، تماشياً مع الموقف الرسمي والشعبي الكويتي".
وتابعت: "موقفنا كان وما زال وسيبقى هو رفض هذا الكيان ونبذه وعدم الاعتراف به حتى تحرير فلسطين".
وأشار البيان، إلى المرسوم الأميري الصادر في 6 يونيو 1967، والمستمر إلى اليوم، والذي نص على أن "دولة الكويت في حرب دفاعية منذ صباح اليوم (تاريخ صدوره) مع العصابات الصهيونية في فلسطين المحتلة".
والثلاثاء الماضي، وقَّعت الإمارات والبحرين اتفاقيتي تطبيع مع "إسرائيل" في البيت الأبيض، برعاية الرئيس الأمريكي، متجاهلتين حالة الغضب في الأوساط الشعبية العربية.
للتذكير بأبرز المعلومات عن التطبيع العربي مع "إسرائيل".. شاهد الفيديوهات التالية: