وافق وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو على وقف مساعدات أمريكية لإثيوبيا، وذلك بسبب تعنتها في ملف سد النهضة، محل النزاع مع مصر والسودان.
وبحسب تقرير نشرته مجلة "فورين بوليسي الأمريكية، مساء الخميس، قد يؤثر القرار، الذي اتخذ هذا الأسبوع، على ما يصل لنحو 130 مليون دولار من المساعدات الأمريكية لإثيوبيا، ويؤجج توترات جديدة في العلاقة بين واشنطن وأديس أبابا حيث تنفذ خططًا لملء السد.
وتهدف الخطوة الأمريكية إلى الضغط على إثيوبيا لتغيير موقفها بشأن السد الذي يثير خلافات كبيرة مع مصر والسودان.
وترى مصر أن بناء السد يمثل قضية مائية جوهرية نظرًا لاعتماد البلاد الشديد على النهر للحصول على المياه العذبة والزراعة.
ولعبت واشنطن دور الوسيط في المفاوضات الجارية بين إثيوبيا والسودان ومصر، للوصول لحل للقضايا العالقة بين الأطراف بشأن سد النهضة، لكن وبعد مفاوضات ماراثونية رفضت إثيوبيا التوقيع على صيغة اتفاق اعدتها واشنطن بالتعاون مع البنك، فيما وقعت عليها مصر بالحرف الأولى، بينما وافق السودان على مسودة الاتفاق لكنه ربط توقيعه بالتوقيع الإثيوبي لتجنب اتساع الفجوة بين الأطراف الثلاثة.
ولم تتمكن الدول الثلاث من الوصول إلى توافق بجدول محدد حول التصرفات المائية المنطلقة من سد النهضة في الظروف الهيدرولوجية المختلفة للنيل الأزرق.
ولا توجد إجراءات واضحة من الجانب الإثيوبي للحفاظ على قدرة السد العالي على مواجهة الآثار المختلفة التي قد تنتج عن ملء وتشغيل سد النهضة، خصوصا إذا واكب ذلك فترة جفاف أو جفاف ممتد لعدة سنوات متتابعة.
وتشدد وزارة الري المصرية على ضرورة مرونة المنظومة المائية لمواجهة الظروف القاسية التي قد تنشأ عن ملء وتشغيل سد النهضة، إضافة إلى حالات الجفاف والآثار التي قد تنتج عن ظاهرة تغير المناخ.
من جانبه، علق هاني رسلان، الباحث المصري المتخصص في الشأن الأفريقي، على صفحته بفيسبوك، على تقرير المجلة الأمريكية، مشيرا إلى أن الخطوة الأمريكية هى امتداد لما تم تسريبه سابقا ، فى تقرير لمجلة فورين بوليسى نفسها ، من أن هناك اتجاها داخل إدارة ترامب لحجب بعض المساعدات عن اثيوبيا ، كتعبير عن رفض واشنطن لتعنتها فى المفاوضات، وإن كانت الإشارة حينها لحجب ما قد يصل إلى ٤٠٠ مليون دولار.
وأضاف رسلان: "من الواضح أن واشنطن تريد ارسال إشارة فقط إلى إثيوبيا وإلى الأطراف المتصارعة بأنها تدعم الوصول إلى تسوية، ولكنها لا تضغط بالدرجة التى يمكنها إحداث تاثير حقيقى فى الموقف الإثيوبى ، إذ ربما تخشى اتجاه إثيوبيا إلى الارتماء أكثر فى اتجاه الصين".
وتابع: "فى اللحظة الحالية يثور التساؤل حول ما هو تاثير هذا القرار على التعنت الاثيوبى؟ .. هل سيؤخذ فى الاعتبار؟ ام سيتم تحويله لحساب زيادة شعبية آبى احمد وإعلان المزيد من التحدى والمزيد من التصلب؟ .. لا سيما أن إجمالى المبلغ الذى سيتم حجبه ليس كبيرا ، وربما يمكن تعويضه بطرق ملتوية.. كما ان إدارة ترامب فى مرحلة انتقالية ولا احد يعرف هل سوف تستمر ام سيفوز الحزب الديمقراطى؟"
وتساءل رسلان عن سر تزامن زيارة رئيس الوزراء الإثيوبي للخرطوم مع زيارة وزير الخارجية الأمريكي، لافتا إلى أن "بعض التقارير أشارت إلى أن الهدف كان هو التقاء أبى احمد مع بومبيو لمناقشة قرار حجب بعض المساعدات ، وأن الخرطوم كانت مجرد وسيط ومسهل لإجراء هذا اللقاء لصالح الاثيوبى".
واعتبر رسلان أن "هذا الأمر بدوره يثير التساؤل عن موقف حكومة حمدوك وأين تقف بالضبط فى مفاوضات السد ، لاسيما أن ما تم الإعلان عنه من مقترحاتها داخل المفاوضات يصب فى اتجاه تخفيف الضغط على الطرف الإثيوبى".
الرابط الأصلي