في الوقت الذي اتخذت فيه الحكومة قرارات بالفتح التدريجي للتعايش مع كورونا، كشف أستاذ في علم اقتصاديات الصحة والأوبئة إسلام عنان عدة سيناريوهات للمرحلة المقبلة بالأرقام، متوقعًا انكسار تلك الموجه في أغسطس المقبل إذا ما تمّ الالتزام بارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي أو حدوث انتكاسة بالدخول في سيناريو سيئ من أوروبا أوروبا وأمريكا اللاتينية في حال عدم ارتداء الأقنعة.
وتحدّث عنان، في تصريحات تلفزيونية، عن تأثير ارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي في ظل المرحلة المقبلة التي ستشهد فتح الاقتصاد بدءًا من أول يوليو حيث يقول: "أي وباء على مر التاريخ إما أن ينتهي بعلاج أو لقاح أو من تلقاء نفسه وهذا ما يحدث في كثير من الأحيان، أو بالتباعد الاجتماعي لكسر التفاعل بين أي شخص مصاب وآخر سليم، فنحن ليس أمامنا الآن سوى سلاحي التباعد الاجتماعي والكمامات".
وأضاف: "إذا التزم 80% من المواطنين بارتداء الكمامات والتباعد الاجتماعي فالموجة ستنتهي في أغسطس المقبل، وإذا اعتمد 50% من الشعب على الأقنعة فهذا ستتراجع الوفيات من 17% إلى 45%، أمَّا في حالة عدم الالتزام التام بارتدائها فسيحدث تدفق رهيب في الإصابات وحينها سنكون أمام سيناريوهات سيئة للغاية قريبة من أوروبا وأمريكا اللاتينية، لهذا نطالب المواطنين بأهمية ارتداء الكمامات لأنها تؤثر للغاية على المنحنيات والأرقام".
وتابع: "تاريخ 27 يونيو بالنسبة لنا هو تاريخ فيصلي نظرًا لأن سيشهد فيه فتح للاقتصاد وبالتالي إذا حدث ازدحام فهذا سينعكس في معدل الإصابات خلال الفترة من 5 يوليو و10 يوليو فإما أن تزيد أو تظل كما هي وفي الحالة الثانية سيكون الوضع مع أول يوليو هو أننا سنصل لوفيات تترواح حصيلتها ما بين 2050 إلى 3100 حالة، وهو ما يعني معه لنا أن هذه الموجه ستنتهي في اغسطس المقبل بحصيلة وفيات تتراوح ما بين 5 آلاف وفاة إلى 6 آلاف حالة ".
وأوضح: "أما إذا حدث إزدحام مثل أول رمضان وقبل العيد للأسف سنكون حينها أمام سيناريو مختلف، ونحن هنا لا نتحدث عن فتح الاقتصاد من عدمه، ولكن في كيفية التعايش حتى نحافظ على الاثنين صحة الانسان والاقتصاد".
وواصل: "أي شخص لديه جوجل ماب على الموبايل، فإن "جوجل" من خلالها تجمع تحركات العالم كله، ومنها نستخرج نحن المعلومات بعد تحليها، فعلى سبيل المثال وجدنا أن قبل رمضان المواطنين نزلوا بكثرة وحينها الاصابات زادت يوم 17 مايو حيث بلغ متوسط أعداد الحالات 600 اصابة في اليوم، ويوم 24 مايو وجدنا أن عدد كبير للغاية من الموطنين نزل للشارع وهو ما انعكس على معدل الاصابات فبعدها بـ 10 أيام أصبح متوسط الاصابات اليومي 1300 اصابة في اليوم، أما الوفيات فوصلت إلى 90 وفاة في اليوم".
واستكمل: "هناك ارتباط وثيق بين نزول المواطنين للشارع وانعكاسه على معدل الإصابات التي تظهر بعد 10 أيام، والوفيات التي ترتفع بعد 21 أو 30 يومًا".
وتابع: "إذا كان لدي 100 حالة في مصر فقط كوفيد 19 سيكون بينهم 20 لديهم أعراض تحتاج لتدخل طبي، منهم 15 قد يحتاجوا إلى أكسجين و5 لرعاية مركزة، وفي حالة الحجر المنزلي إذا كان عدد الإصابات الرسمية 65 ألف حالة مسجلة على سبيل المثال فيجب أن نعمل حسابتنا بأن هذا يمثل نسبة 7% إلى 8 % من نسبة الإصابات الموجودة في مصر، كذلك منحنى الوفيات نضربه في 3 لأن ليست كل الوفيات مسجلة على السيستم الرسمي إما لأن التشخيص كان خارج هذا السيستم أو بسبب أن المواطنون تفضل عدم تسجيل الحالة".
يذكر أن إجمالي الإصابات المعلنة في مصر بلغت حتى أمس الأربعاء 59561 حالة من ضمنهم 15935 حالة تمّ شفاؤها وخرجت من مستشفيات العزل والحجر الصحي، و2450 حالة وفاة.
والمحافظات التي سجلت أعلى معدّل إصابات بفيروس كورونا هي "القاهرة، الجيزة والقليوبية"، بينما سجلت محافظات "البحر الأحمر، مطروح وجنوب سيناء" أقل معدلات إصابات بالفيروس.
وبحسب الأرقام الرسمية للوضع الوبائي في مصر حتى أول الاثنين الماضي؛ فإنّ نسبة عدد المتوفين بمرض مزمن أو أكثر من مصابى كورونا وصلت إلى 85,70% بينما بلغت نسبة المتوفين بدون أمراض مزمنة 14,30%.
كما أشارت الإحصائيات ذاتها إلى أنّ نسبة 79% من المرضي المحجوزين تصل معدلات أعمارهم إلى أقل من 60 عاماً، فيما بلغت إصابات من سن 60 عاماً فأكثر نحو 21% من إجمالي عدد الحالات.
وفيما يخص الأمراض المزمنة المصاحبة للمرضي المحجوزين، أوضحت وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد أنّ المصابين بالسكري بلغت نسبتهم 10,5%، والمصابين بالأمراض الصدرية وصلت نسبتهم إلى 5,9%، بينما بلغت نسبة المصابين بأمراض القلب 5,9%، والمصابين بأمراض الكلى 1,3% والمصابين بأمراض المناعة 1,2%، والمصابين بأمراض الكبد وصلت نسبتهم إلى 0,6%.
فيما وصلت نسبة الإشغال بالمستشفيات إلى 59%، أمّا مُعدل استخدام أجهزة التنفس الصناعي 23%، والرعاية المركزة تم شغل 71% منها، وفقًا لوزيرة الصحة.
أما بالنسبة للمستشفيات الجامعية فبلغ إجمالي عدد الحالات بها حتى الاثنين الماضي 3486 حالة، من بينهم 714 حالة مستقرة، و225 حالة رعاية مركزة، و104 حالات على أجهزة التنفس الصناعيّ، بينما تم خروج 2208 حالات، إلى جانب 267 حالة وفاة.
الجدير بالذكر أن الحكومة المصرية اتخذت حزمة من القرارات تتعلق بالفتح التدريجي للتعايش مع كورونا، والذي سيبدأ بدءًا من بعد غد السبت بفتح المساجد والمقاهي والمطاعم والنوادي والمسارح ودور السينما، وعودة حركة الطيران اعتبارًا من أول يوليو والسياحة الداخلية ولكن وفقًا لاشتراطات محددة.