باتت مدينة سرت الليبية واحدة من المناطق التي تشهد أعنف المعارك بين قوات حكومة الوفاق، وقوات الجنرال الليبي خليفة حفتر.
وتعد مدينة سرت، واحدة من أهم المناطق في خريطة النزاع الليبي، لامتلاكها ميزات جيوستراتيجية، وتاريخية، واقتصادية عدة، فهي تقع في منتصف المسافة تماماً، بين عاصمتي النزاع الليبي بنغازي، وطرابلس، حيث تبعد عن كليهما مسافة 500 كيلو متر، وهي حلقة الوصل بين شرق ليبيا، وغربها، وجنوبها.
فمن الناحية التاريخية، سرت هي مسقط رأس الرئيس السابق لليبيا معمر القذافي، ولد فيها وقتل، وعمل لسنوات على تهيئتها لتكون عاصمةً للبلاد.
اقتصادياً، تحوي أرض سرت في باطنها، أكبر مخزون غاز مكتشف في ليبيا، في حوض جوفي يحمل اسمها "حوض سرت"، الذي يعد واحداً من أهم أسباب التنافس بين إيطاليا، وفرنسا في الملف الليبي، حيث تخوض الشركتان العملاقتان "إيني وتوتال" صراعاً منذ سنوات، للفوز بحصة الأسد في الامتيازات المستقبلية للتنقيب، والاستثمار في هذا الحوض الكبير، الذي يحوي أيضاً مخزوناً لا بأس به من النفط، بحسب المعلومات الواردة عن المؤسسة الليبية للنفط.
كما تمتلك سرت، ميناءً يعد بين الأكبر في ليبيا، يطل على خليج طبيعي واسع، ومطاراً دولياً، وقاعدة جوية عسكرية كبيرة، تكمن أهميتها في موقع المدينة في قلب البلاد تماماً، ما يجعل القاعدة نقطة انطلاق مناسبة للطائرات، في أي اتجاه أرادت المضي إليه في ليبيا .
وتنقسم ليبيا منذ عام 2014 بين مناطق خاضعة لسيطرة حكومة الوفاق في طرابلس وغربي البلاد، وأخرى يسيطر عليها حفتر هي بنغازي والمناطق الشرقية.
وتعيش ليبيا حالة من الفوضى منذ الإطاحة بالرئيس السابق معمر القذافي في 2011، وأصبح شرقها تحت سيطرة قوات حفتر، وغربها في أيدي حكومة الوفاق الوطني.
ولم ينجح الهجوم الذي شنته قوات حفتر للسيطرة على طرابلس في تحقيق الغرض منه، رغم استمرار المعارك حتى الآن.
وتراجعت قوات الجنرال الليبي في الآونة الأخيرة، بعدما خسرت العديد من المناطق الحيوية، لعل أهمها قاعدة الوطية العسكرية، ومدينة ترهونة وبعض المناطق الأخرى.
للمزيد من المعلومات عن الأهمية الاستراتيجية لمدينة سرت الليبية.. شاهد الفيديو التالي: