مجلة ألمانية: ترامب يلعب دور الديكتاتور.. ويُفكّك أمريكا

ترامب يترجل في حديقة البيت الأبيض

"الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يهدد المتظاهرين بالجيش، ويسير ضد إرادة الولايات والقانون، مُتَذَرعًا  بقانون الانتفاضة، وهو قانون غامض صدر عام 1807، وبه استثناء لقمع التمرد".

 

هكذا وصفت صحيفة "شبييجل" الألمانية الاضطرابات الحادثة في الولايات المتحدة على خلفية مقتل رجل من أصول إفريقية على يد عناصر من الشرطة.

 

ورأت المجلة أَنَّ أعمال الشغب، التي اندلعت في عشرات المدن الأمريكية، تجعل التفاوت الاجتماعي العميق في أمريكا مرئيًا ، لافتة إلى أَنَّ الرئيس ترامب يفكك أمريكا بالاحتجاجات ويستخدمها لنفسه.

 

واندلعت أعمال شغب خطيرة في أكثر من 75 مدينة في الأيام القليلة الماضية، واشتعلت النيران في سيارات الشرطة في مدينة نيويورك، بجانب أعمال النهب في لوس أنجلوس.

 

وقال إريك جارسيتي عمدة لوس أنجلوس: "لم تعد هذه احتجاجات.. هذا دمار".

 

 

وأشارت شبيجل إلى أَنَّ  فقهاء القانون الأمريكيين منقسمون، فالبعض يؤكد أن قانون 1807، الذي يريد أن يتذرع  به ترامب لاستخدام الجيش في قمع المظاهرات،  يمكن استخدامه فقط إذا طلب المحافظون ذلك صراحة، بينما يعتقد البعض الآخر، أن ترامب يمكنه التحايل على إرادة الولايات إذا أراد ذلك حقًا.

 

ويقول ستيفن فلاديك، أستاذ القانون في جامعة تكساس، إن قانون التمرد يخول للرئيس أن يقرر تدخل الجيش، ما إذا كانت الظروف تقتضي ذلك.

 

وحتى الآن ، لم يطلب أي حاكم من ترامب المساعدة العسكرية، ومن شبه المستحيل أن يفعلوا ذلك، بحسب المجلة الألمانية.

 

وأضافت شبيجل: "بعد خطاب ترامب التهديدي،  توجه الرئيس من البيت الأبيض إلى كنيسة القديس يوحنا الأسقفية ، "كنيسة الرؤساء" ، التي تضررت في أعمال الشغب يوم الأحد،  ومن أجل ذلك ، طارد الحرس الوطني بعنف مئات المتظاهرين السلميين خارج حديقة لافاييت باستخدام الغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي."

 

 

وفي خطابه بحديقة البيت الأبيض، قال دونالد ترامب: "يجب على العمد والمحافظين استخدام القوة في التنفيذ حتى يتم التغلب على العنف، وإلا فإنه سينشر الجيش الأمريكي ويحل المشكلة بسرعة لهم".

 

وبحسب التقرير، تَرَجَّلَ  ترامب في حديقة البيت الأبيض، وعلى الجانب الآخر، سار جنود يرتدون زي  التمويه وضباط عسكريون وشرطة مكافحة الشغب، مما أدى إلى إغلاق قلب حكومة الولايات المتحدة.

 

وأوضحت المجلة الألمانية أَنَّ  مثل هذه المشاهد لم يعتاد الأمريكيون عليها من قبل، فبعد أسبوع من وفاة الرجل الأسود، جورج فلويد، في مينيابوليس ، تندلع مظاهرات حاشدة في عشرات المدن الأمريكية وتمتد إلى العاصمة واشنطن،  وبعدها يغامر ترامب لفترة وجيزة بالخروج من البيت الأبيض المحاصر لمخاطبة الأمة للمرة الأولى منذ بدء الاضطرابات في جميع أنحاء البلاد.

 

وأردفت شبيجل: "على الرغم من أن الأزمة أظهرت فشل ترامب السياسي ، إلا أن الرئيس الأمريكي لم يوجه خطابه للشعب بأكمله، بل لناخبيه فقط، ومعظمهم من البيض."

 

 ورأت المجلة أَنَّ  ترامب غير مهتم بمشاعر المتظاهرين، فلم يقل أي كلمة عنهم  في خطابه الذي استمر 7 دقائق في حديقة البيت الأبيض، لكن الشيء الوحيد الذي يبدو أنه مهتم به هو فرصه في انتخابات نوفمبر، التي قضى عليها بشكل كبير وباء كورونا والركود الاقتصادي.

 

وفقا لشبيجل، كان ترامب قد تحصن من المتظاهرين لمدة أسبوع ، حيث تم نقله إلى مخبأ تحت الأرض في البيت الأبيض، ولم يظهر إلا بعد أن حديث التقارير الإعلامية عن "جبن الرئيس".

 

 

رابط النص الأصلي

 

مقالات متعلقة