فيديو| «مشالي».. طبيب رفض ملايين «غيث» مقابل البقاء بين الغلابة

احدى التصاميم المتداولة عبر الفيسبوك لـمشالي

مشهدٌ توقف أمامه الملايين لرجل كبير في السن والمقام، يملك عيادة بسيطة في أحد أحياء طنطا يُعالج فيها المرضى بمبلغ رمزي لا يتجاوز الـ 10 جنيهات، ما جعله يُعرف بين الجميع  بـ "طبيب الغلابة". 

 

فطبيب الفقراء رفض ملايين "غيث" مقدم برنامج "قلبي اطمأن" وجميع مساعداته المغرية، مؤكدًا عدم عزمه على الإطلاق الانتقال من عيادته البسيطة التي يعالج فيه الغلابة إلى أخرى أوسع في مكان أرقى، واكتفى بقبول هدية "غيث" الرمزية المتمثلة في سماعة طبية شاكرًا له فضله ومبادرته الطيبة.  

 

 

طبيب الغلابة الذي فضل البقاء بين البسطاء على أموال الدنيا يُدعى الدكتور محمد مشالي، رجل سخر علمه في علاج الفقراء بالغربية، ففي الوقت الذي ارتفعت فيه الأسعار على مر السنين ظلت قيمة كشفه ثابته لا تتغير، وكثيرًا من الأحيان يوقع الكشف الطبي على البعض بالمجان.  

 

 

بساطة ثياب "مشالي" وعيادته المتواضعة جعل البعض يقف مندهشًا امام موقفه من رفض ملايين "غيث" ذاك الشاب الامارتي الذي يجوب البلاد لرسم البسمات على وجه البسطاء بمساعدتهم وحل مشاكلهم من جذورها. 

 

ولكنهم في الوقت ذاته انحنوا خجلًا أمام تلك الكلمات التي جرت على لسان طبيب الغلابة خاصًة وهو يُعلل سبب رفضه تلك المساعدات المُغرية، وأخذ رواد مواقع التواصل الاجتماعي يتداولون قصته بل والبعض الأخر  قام برسم "مشالي" كرمز لرجل يحمل في داخله الكثير من المعاني النبيلة. 

  

 

بدأت تفاصيل القصة حينما توجه الشاب الإمارتي "غيث" مُقدم برنامج قلبي اطمأن إلى محافظة الغربية حيث يتواجد طبيب الغلابة، وبعد كثير من التعب بحثًا عن "مشالي" الذي لم يكن متواجدًا في منزله لحظة ذهابهم  وبعد انتظار لساعات أمام عيادته تم إرسال أحدهم إلى الطبيب ليخبره أن هناك شخص في الخارج بحاجة لمساعدته لا يستطيع صعود عيادته. 

 

وسرعان ما كان طبيب الغلابة في الشارع، ليرى ما يمكنه تقديمه لهذا الشاب،  فأخبره "غيث" أنه شاب امارتي لا يملك معه سوى 5 جنيهات وسأله عن امكانية صعوده العيادة بعد انتهاء "مشالي" لتوقيع الكشف عليه، فبادره الأخير الرد  بالترحيب. 

 

 

وحينما سأله "غيث" عن سبب توقيعه الكشف الطبي بـ 10 جنيهات فقط، فأجابه "مشالي": "الناس غلابة وأنا نشأت فقير، ووالدي رحمه الله أوصاني بالفقراء خيرًا، أنا مش عايز عربية 10 متر ولا عايز بدلة ب 10 آلاف جنيه، أنا زاهد اي حاجة بتكفيني  ساندوتش فول وطعمية يكفيني". 

 

 

"لو حابب اساعد اعمل ايه؟"؛ سؤال جرى على لسان "غيث" ليأتي رد "طبيب الغلابة" عليه: ممكن تروح تتبرع  للأيتام أو جمعية خيرية أو مؤسسة الملاجئ في شارع سعيد. 

 

اعطى "غيث" مشالي ورقة على اعتبار أنها روشته دونها أحدهم له، إلا إنها في حقيقة الأمر تحمل عرضًا مغريًا لطبيب الغلابة، وهو ما كان يريد مقدم البرنامج ان يفاجئ به "مشالي" بشكل مهذب.

 

" لأ أنا مش موافق ومش هنتقل من هذه العيادة إلى أن يتوافني الله وشاكر فضلك جدًا وجميلك على راسي من فوق، وأنا بإمكاني افتح عيادة تانية ولكن هذه  منطقة شعبية  اخدم فيها الفقراء، فأنا اتقرب إلى الله بالعمل الطبيب"؛ كلمات جرت على لسان طبيب الغلابة بمجرد أن وقع بصره على ما ورد في الورقة، التي منحها له "غيث" مكتفيًا بقول السماعة الطبية كتذكار منه.   

باءت كل محاولات "غيث" تلك المرة بالفشل أمام قناعة "طبيب الغلابة" وأمام اصراره على أن يظل في خدمة الفقراء دون مساعدات من أحد. 

 

تبادل كلاهما الأحضان، واعرب طبيب الغلابة عن امتنانه الكبير لمبادرة الشاب "غيث"، ممسكًا بالسماعة وهو يقول: "أنا هحتفظ بها كتذكار لعملك الطيب". 

 

 

"طبيب الغلابة" ولد في محافظة الغربية، ويوم تخرجه من كلية الطب عام 1967 فارق والده الحياة، بعد رحلة طويلة افتتح "مشالي" عيادته وصار يقضى فيها ساعات طوال من يومه رغم كبر سنه الذي تخطى الثمانين.

 

وكانت قيمة كشفه في البداية 5 قروش، وصارت مع الوقت 10 جنيهات للمقتدرين ومجانًا لغير القادرين ولم يرفع منذ ذاك الحين السعر، عاملًا بوصية والده "استوصى بالفقراء خيرًا". 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

مقالات متعلقة