فيديو| في ذكرى تحريرها.. سيناء بين التعمير ودعوات الاستقلال

عيد تحرير سيناء

تحتفل مصر اليوم السبت بذكرى تحرير سيناء الذى يوافق 25 أبريل من كل عام، ففى مثل هذا اليوم عام ‏1982‏ استعادت مصر حدودها الشرقية من إسرائيل بعد احتلال دام 15 عاماً، وطوى مشهد رفع الرئيس السابق حسنى مبارك  العلم المصري فوق شبه جزيرة سيناء سلسة طويلة من الصراع المصري الإسرائيلي، وأصبح هذا اليوم عيداً قوميا يحصل فى كافة العاملين فى الجهاز الإداري على إجازة مدفوعة الأجر احتفالا بهذا العيد.

 

تعتبر سيناء حصن الدفاع الأول عن أمن واستقرار مصر، وكانت مسرحاً لمعارك كبرى إلى أن وقعت حرب ١٩٦٧، ومن بعدها حرب الاستنزاف، إلى أن وجه الرئيس محمد أنور السادات يوم السادس من أكتوبر 1973 ضربة مباغتة لقوات الاحتلال حقق فيها الجيش المصري انتصارا أذهل العالم بعدما عبر قناة السويس واقتحم خط بارليف الحصين .

مهد انتصار أكتوبر الطريق لعقد اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل في سبتمبر 1978، التى كانت المرحلة الثانية لتحرير سيناء عن طريق المفاوضات السياسية، وبدأ الانسحاب الإسرائيلي الكامل من شبة جزيرة سيناء، وعودتها للسيادة المصرية وفق جدول زمني ظهرت أول بوادره يوم 26 مايو 1979 حينما رفع العلم المصري على مدينة العريش، وعلى مراحل مختلفة تراجعت إسرائيل وانسحبت من الأراضى المحتلة وفى 19 مارس 1989م رفع الرئيس مبارك علم مصر على طابا  بعد معركة دبلوماسية  استمرت لسنوات.

 

منذ عدة أيام أثيرت حالة من الجدل فى مصر حول مصير سيناء، على خلفية سلسلة مقالات نشرها كاتب باسم مستعار هو "نيوتن" فى جريدة "المصري اليوم"، دعا فيها الكاتب إلى عزل سيناء عن مصر، باعتبار شمال سيناء إقليم مستقل عن الدولة المصرية وأن يكون لها حاكم لمده ست سنوات له سلطات رئيس الجمهورية ويكون لها حكم ذاتي وحدود جغرافية وهيكل إداري ووظيفي مستقل عن مركزية الدولة.

 

كما طالب بأن تكون لهذه الدولة ميزانية مستقلة منفصلة عن ميزانية الدولة المصرية وتكون مستقلة سياسيا واقتصاديا عن مصر وأن يحق لها عقد الاتفاقيات والعلاقات الثنائية المشتركة مع الدول الأخرى دون الرجوع للدولة المصرية،وقال الكاتب "لن نضيع وقتاً فى اختراع نظم وقوانين جديدة. سنستعير النظم والقوانين المطبقة فى دول ناجحة مثل سنغافورة أو ماليزيا أو هونغ كونغ".

 

وعلى إثر هذه المقالات تقدم محامي يدعى طارق محمود ، ببلاغ للنائب العام، قيد تحت رقم  19649 لسنة 2020 بلاغات النائب العام، ضد كلا من مؤسس وصاحب جريدة المصري اليوم صلاح دياب ورئيس تحرير الجريدة عبداللطيف المناوى والصحفى كاتب مقال استحداث وظيفة المدعو نيوتن، اتهمهم جميعا بجريمة الخيانة العظمى فى حق مصر.

 

 

لم تكن هذه المقالات هى الدعوة الأولى لاستقلال سيناء، ففى عام 1968 أقامت قوات الاحتلال الإسرائيلي مؤتمرا في مدينة الحسنة بشمال سيناء، لتحريض الأهالي على الاستقلال بها وإعلانها دولة مستقلة للقضاء على تبعيتها لمصر وإثبات عدم أحقيتها في استرداد سيناء مرة أخرى، ولكن بعد أن اتفقت مع مشايخ سيناء قاموا بخداع الإسرائيليين وقال الشيخ سالم الهرش بإثبات تبعية سيناء لمصر في المؤتمر، مما تسبب في صدمة شديدة وفشل في المساعي الإسرائيلية.

 

 

وفى تعليقه على مقالات "المصري اليوم"، قال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إنه لا يمكن القول أن من يتحدث في هذه الموضوعات له أهداف خبيثة، لكن كنت أتمنى أن من يتحدث عن سيناء أن يكون على علم بما فعلناه فيها، لافتا إلى أن تكلفة المشروعات المتعلقة بسيناء تصل لـ 600 مليار جنيه، يخص الهيئة الهندسية للقوات نصف هذه التكلفة بواقع 300 مليار جنيه.

 

ووفقا لبيانات حكومية، بلغت مشروعات الخطة الاستثمارية لمحافظة جنوب سيناء للعام المالى الحالى 2019/2020 حوالى 288 مليون جنيه، فيما بلغت مشروعات الخطة الاستثمارية لمحافظة شمال سيناء خلال العام المالى 2019/2020 فقد بلغت حوالى 261 مليون جنيه

 

وجرى اعتماد مبلغ 74 مليون جنيه لمشروعات الكهرباء للعام المالى الجارى، و44 مليون جنيه لمشروعات تحسين البيئة، والانتهاء من سلسلة مشروعات لمياه الشرب والصرف الصحى تصل لقيمة 50 مليون دولار، ومن المقرر إنشاء أكبر محطة مياه فى الشرق الأوسط على ساحل العريش تسلم خلال 4 سنوات يصل إنتاج المرحلة الأولى 100 ألف متر مياه فى اليوم.

 

وتقوم الدولة بتنفيذ 5 مشروعات إسكان، بإجمالي عدد 80995 وحدة سكنية، و400 بيت بدوي، منها انشاء تجمعات عمرانية جديدة منها مدينة رفح الجديدة وسلام وبئر العبد الجديدة، وتنفذ الهيئة الهندسية للقوات المسلحة 312 مشروع، بتكلفة 199 مليار جنيه تم الإنتهاء من 171 مشروعاً منها.

 

تعتمد خطة التنمية على توفير 2 مليون فرصة عمل، وضخ استثمارات بنحو 20 مليار دولار، إلى جانب رفع نصيب سيناء من الدخل القومي لـ 4,5%، ويجرى توفير أراضٍ لإنشاء جامعات خاصة في محافظتيْ سيناء، خاصة فى مدينة شرم الشيخ، إلى جانب التوسع فى المراكز البحثية، لمهمة بعلوم البحار، والزراعات المختلفة.

 

ومجال الطرق، تم إنشاء 24 طريقاً بإجمالي أطوال 1922 كم، وفى مجال الرعاية الصحية تم إنشاء 15 مستشفى ووحدة صحية ومخزن أدوية، وانتهت من إنشاء وتطوير 9 مستشفيات، وجار العمل في الباقي، وفى مجـال المنشـآت التعليميـة، تم تنفيذ ما يقرب من 50 مشروع تشمل ( إنشاء ورفع كفاءة مدارس / إدارات تعليمية )، و19 مشروع في مجـــــال المنشــــــآت الرياضية والثقافية والإجتماعية والخدمية والترفيهية، تطوير ورفع كفاءة 35 مركز شباب، وإنشاء 9 مراكز أخرى، إلى جانب تنفيذ 4 مشروعات فى مجال التنمية الصناعيه، و11 مشروع فى مجال التنمية الزراعية للاستفادة من الموارد المائية في الزراعة بطاقة إنتاجية 6 ملايين م3 مياه.

مقالات متعلقة