ضرب فيروس كورونا واحدة من أهم الصناعات العالمية وهي "السينما"، حيث أغلقت الدور الأبواب في وجه عشاق الفن السابع، وشلّ الوباء مواقع التصوير وشركات الإنتاج.
وفي ظل العجز الذي يطول الجميع في الوقت الحالي، يحاول صناع الأفلام إيجاد حلول بديلة لطرح أعمالهم وتعويض خسائرهم، وكان أبرزها طرح الأفلام عبر المنصات الإلكترونية.
وتواصلت "مصر العربية" مع عدد من النقاد لمعرفة "هل تستطيع السينما مقاومة فيروس كورونا؟"، و"هل يمكن للمنصات الإلكترونية سحب البساط من دور العرض في المستقبل"؟.
كورونا.. ومكاسب للمنصات الإلكترونية
قال الناقد رامي عبد الرازق في تصريحات لـ"مصر العربية"، إنّ أي إجراء سيتم أخذه حاليا، سيكون إجراء استثنائيًا، وأضاف: "في أيام الحروب كان لا يوجد سينمات لكن هذا لم يوقف السينما، و بعد الحرب العالمية الثانية على سبيل المثال، شهدت السينما انتعاشة كبيرة".
وتابع: "السينما بالنسبة لجمهور كبير هي فسحة، والأفلام السينمائية تحتاج إلى المشاهدة في الشاشة الكبيرة وأماكن مظلمة ومشاهدة جماعية، فكل هذه العناصر تجعل الاستمتاع بالسينما يتحقق، فالمشاهدة المنزلية مهما كانت آمنة ومريحة ستظل مشاهد فردية ومتقطعة".
وأوضح رامي أنّ هناك مكاسب سيحصل عليها أصحاب المنصات الإلكترونية بعد الأزمة، فهناك شرائح لم تكن تعلم شيئا عن هذه المنصات ستتعرف عليها وقت الحجر المنزلي، لكن أعتقد أن استمرارية هذه الشرائح لمشاهدة الأفلام عبر المنصات بعد انتهاء الأزمة غير مؤكد".
وحكى رامي عن استمرارية السينما بعد الأزمات عبر التاريخ ، قائلًا: "السينما دائما موجودة ومتطورة وبعد كل أزمة بشرية بيحصل قفزات إلى أمام على مستوى السينما، وبعد الحرب العالمية الثانية على سبيل المثال ظهر أفلام الإنتاجات الضخمة في هوليوود وقدمت أعمالًا مختلفة على مستوى الصورة ولذلك لجذب الجمهور مرة الأخرى الذي انقطع عن الذهاب لها ".
لا بديل للسينما
الناقدة ماجدة خير الله، أوضحت في تصريحات لـ"مصر العربية": "السينما متعة مختلفة وبالرغم من ظهور الفيديو والتلفزيون لم يتوقف الجمهورعن الذهاب للسينما، فهذا ظرف مؤقت ولن يدوم".
وقالت: "الناس تعتبر السينما فسحة، هترجع تتفرج وتروح السينما تاني بعد انتهاء أزمة فيروس كورونا، والمهرجانات هترجع"، مشيرة إلى أن المنصات الإلكترونية طريقة سيحتاجها أصحاب الأفلام في الوقت الراهن لعرض أعمالهم فهي وسيلة عرض وليس بديلًا عن للسينما.
وعن احتمالية زيادة تذاكر السينما في مصر بعد الأزمة، علقت ماجدة: "الناس كتير منهم مش هيروحوا لو زادت الأسعار والدولة لن تدخل لأن ده أمر يخص المنتجين".
حجم الخسائر
وأوضحت الناقدة علا الشافعي أنّه من المتوقع أن السينما ستواجه خسائر بقيمة 5 مليارات دولار، ومن المتوقع أن يزيد حجم الخسائر فى حالة توقف شاشات العرض الأمريكية.
أما عن شكل الخريطة السينمائية في الفترة القادمة، فأشارت علا إلى أنه لا يوجد أي تصورات في الوقت الحالي وأن كورونا في التي تسيطر على الوضع حاليا.