طالبوا بالاعتذار للغرب.. مثقفون يهاجمون الفتوحات الإسلامية

الفتوحات الاسلامية

أثيرت حالة من الجدل، مؤخرًا حول قضية الفتوحات الإسلامية، بعد مطالبة البعض، للعرب بالاعتذار عن هذه الفتوحات، بدعوى أنها ماضٍ أسود لوّث رسالة الدين الإسلامي السمحة، وذلك على خلفية السجال الذى دار بين الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر والدكتور محمد الخشت رئيس جامعة القاهرة خلال مؤتمر تجديد الفكر الإسلامي الذى عقده الأزهر فى أواخر يناير الماضى.

 

وكان الدكتور الطيب قد قال فى مستهل رده على بعض الأفكار والمقترحات التى أثارها رئيس جامعة القاهرة خلال مؤتمر تجديد الفكر الإسلامي: "التراث الإسلامي كان سببًا في نهضة العرب"، لافتًا إلى أنّ الفتوحات الإسلامية كانت سببا فى وضع المسلمين إحدى قدميهم في الصين والأخرى فى الأندلس.

 

هذه التصريحات أثارت غضب بعض المفكرين فى مصر، ومن بينهم الدكتور خالد منتصر، الذي انتقد في مقال له هذه التصريحات، مشيرًا إلى أنه لا يريد للمسلم المصري أن تكون إحدى قدميه فى الصين والأخرى فى الأندلس، وإنما أن تكون قدمه ويكون عقله وقلبه موجودًا داخل ربوع هذا الوطن.

 

وخلال مقاله الذي عارض فيه رأي شيخ الأزهر، أوضح أن قوة السيف والحروب العسكرية كانت سببًا في الفتوحات الإسلامية، وقال: "مثلما رفع الصليبيون الإنجيل بيد، السيف باليد الأخرى، فإن المسلمين قاموا بنفس الأمر، ولكن الفرق بيينا أن الغرب اعتذر عن هذه الحروب ونحن لم نعتذر حتى الآن".

 

وأضاف: "ما قام به المسلمون يسمى غزوًا واستعمارًا وليس فتحًا، بعض ضرب بعض الأمثلة من التاريخ الإسلامى لتدعيم وجهة نظره، وما يسميه شيخ الأزهر فتوحات لا يطلق عليها فى القانون الدولى إلا اسم واحد فقط هى استعمار أو غزو".

 

لم يكن خالد منتصر هو الشخص الوحيد الذي انتقد الفتوحات الإسلامية، فقد خرج من وزارة الأوقاف شيخ على درجة كبير أئمة (درجة وظيفية بالأوقاف) يسمى نشأت زارع، ليطالب الدكتور الطيب، بالاعتذار لدول العالم عن الفتوحات الإسلامية، بدعوى أنها احتلال وانتهاك لحقوق الإنسان- على حد قوله.

 

زراع الذى أطلق على الفتوحات لفظ "الفتوحات السياسية"، أشار إلى أن الصاقها بالدين الإسلامي يضر به لأنه السلم هو الأصل بينما الحرب استثناء وتكون للدفاع عن النفس ورد العدوان، وزعم إمام الأوقاف أن الشيخ محمود شلتوت أنكر الفتوحات الإسلامية فى كتاب "الإسلام عقيدة وشريعة"، موضحا أنه كما ينتقد البعض الحملات الصليبية ويقول أنها لا علاقة لها بالمسيحية، ننتقد الفتوحات ونقول ليست من الإسلام.

 

بدورها، أحالت وزارة الأوقاف، نشات زارع، بعد تصريحاته إلى المحكمة التأديبية، التى قررت خفض درجته الوظيفية، للدرجة الأدنى مباشرة، كما أوقفته الوزارة عن العمل الدعوى وأحالته إلى باحث دعوة، بسبب تصريحات عن الفتوحات الإسلامية.

 

وسبق أن عاقبت "الاوقاف" نشأت زارع، منذ سنوات عن العمل بعد سفره للعراق وإيران، دون الحصول على إذن مسبق.

 

قضية الفتوحات الإسلامية كانت قد أثيرت عام 2019، على لسان الأكاديمي السعودي، علي الهويريني، الذى قال فى مقابلة تلفزيونية، إن الفتوحات الإسلامية كانت غزواً قام به العرب لنشر الدين الإسلامي بحد السيف، واعتبرها الأكاديمي السعودى نكسة على الإسلام، وتساءل: "لماذا نتجه للأندلس ، فهل أمرنا الإسلام بعبور البحر ومحاربة النصارى؟"، ليؤكد بعدها أن الإسلام ليس توسع واعتداء على من لم يعتدى علينا وإنما بلاغ ورسالة لا تحتاج للحرب.

 

وعلى النقيض، رد الداعية السلفى سامح عبد الحميد حمودة، على منتقدى الفتوحات الإسلامية، وقال: "لولا هذه الفتوحات لكان المصريون وثنيون حتى يومنا هذا يعتنقون دين الفراعنة.. الدين الإسلامي عندما دخل مصر لم يكره أحد على الدخول فيه، والدليل على ذلك وجود كنائس ومعابد يهودية حتى يومنا هذا.

 

وأضاف: "عمرو ابن العاص حرر المسيحيون الأرثوذوكس فى مصر من الاحتلال الرومان، موضحا أيضا أن الاسلام لم ينتشر بحد السيف فقط وإنما هناك دولا كثيرة دخلها الإسلامي بسبب التجار المسلمين"، لافتًا إلى أن غير المسلم يدفع الجزية يقوم المسلم بدفع الزكاة، والفقير سواء كان مسلما أو من أكل الكتاب تسقط عنه الزكاة والجزية، وتتكفل الدولة الإسلامية برعايته.

 

 

مقالات متعلقة