الولادة القيصرية فى مصر.. بيزنس أم ضرورة صحية؟

الولادة القيصرية

 

احتلت مصر المرتبة الأولى عالميا فى معدل عمليات الولادة القيصرية بنسبه وصلت 63% مقابل 37 % للولادة الطبيعية، وكشف مسح قامت به وزارة الصحة عن وصول فاتورة بيزنيس الولادات القيصرية فى البلاد لـ 14مليارا و525 مليون جنيه سنويًا فى مقابل الولادات الطبيعية التى بلغت فاتورتها 3 مليارات و675 مليون جنيه.

 

الولادة القيصرية هي تقنية جراحية لولادة الجنين، وهذه الجراحة تتم عن طريق القيام بشق البطن فوق الرحم من أجل إخراج الجنين والمشيمة، كبديل للولادة المهبلية الطبيعية، ويستغرق النوع الأول وقتا لا يتجاوز ساعتين، بعكس الولاد الطبيعية التي تستغرق من 8 ساعات إلى 15 ساعة.

 

المسح أشار إلى أن عدد الولادات الطبيعية بلغ مليون و225 ألف ولادة، مقابل مليون و375 ألف حالة ولادة قيصرية سنويًا، وتتراوح تسعيرة الولادة الطبيعية بين أطباء النساء والتوليد من 1000 إلى 3000 جنيه، بينما الولادة القيصرية من 8 آلاف إلى 14 ألف جنيه، وتزيد هذه العمليات فى الفئات الأكثر تعليما.

 

فيما اختلف الأطباء حول أسباب ارتفاع نسبة عمليات الولادة القيصرية فى مصر، فالبعض أشار إلى أن هناك أطباء يلجأون إليها لتحقيق مكاسب مادية كبيرة، فيما أكد آخرون أنها تجرى فى حالات استثنائية وفقا للظروف الصحية للأم.

 

من جانبه عدد الدكتور عبد المجيد رمزي رئيس قسم التوليد وأمراض النساء بكلية طب القصر العيني، الأسباب التى تدفع الأطباء إلى إجراء عمليات الولادة القيصرية، منها ضعف صحة الأمهات بسبب سوء التغذية وارتفاع نسبة الإصابة بالأنيميا، ونقص الكالسيوم، وقلة الحركة وزيادة السمنة وانتشار أمراض السكري من النوع الثاني.

 

وذكر أن زيادة معدل السمنة وعدم الحركة يضعف عضلات البطن وعضلات الظهر، ما يقلل من فرص الولادة الطبيعية التي تعتمد على عضلات بطن وظهر قوية، وقد تصاب السيدة بسكر الحمل، وهذا يتسبب أيضًا في اللجوء إلى الولادة القيصرية.

 

الأمر ذاته أكده الدكتور محمد ممتاز أستاذ أمراض النساء، الذى نفي أن يكون لجوء الأطباء إلى هذا النوع من العمليات نوع من الاستسهال، موضحا أن الولادة الطبيعية أفضل صحيا للأم والمولود ولا يمكن لطبيب أن يجري ولادة قيصرية لأم تساعدها صحتها على الولادة الطبيعية.

 

بدورها أطلقت منظمة الصحة العالمية، تحذير من ارتفاع معدلات الولادة القيصرية في مصر من 12 إلى 21 % خلال 15 عامًا فقط، وتسببها في وفاة سيدات بنسبة تفوق 60 %، بالمقارنة مع نسب الوفيات بسبب الولادات الطبيعية.

وطالبت المنظمة، الأطباء باللجوء فقط إلي الولادات القيصرية في حالة حدوث مضاعفات تستدعي إجراء العملية لإنقاذ الأم أو الجنين، ومن هذه الحالات، تعذر عملية الولادة الطبيعية بسبب وضعية الطفل داخل رحم الأم، لأسباب تتعلق بطبيعة حوض الأم

 

وأكد الدكتور محمد مراد، مدير مستشفى الجلاء للولادة، أن الولادات القيصرية تحمل الدولة تكاليف باهظة، وتشكل خطورة على صحة الأم والجنين.

 

وعدد مراد، مخاطر الولادات القيصرية، منها التصاق الذي يؤدي لعقم فيما بعد، وزيادة نسبة الوفيات، وارتفاع عدد الأطفال المنكسرين بسبب الولادة قبل الوعد، وارتفاع نسبة حدوث المشيمة المنغمدة المستبقة والتي تؤدي للنزيف وفي بعض الحالات استئصال الرحم أو وفاة الأم، وذكر أن ولادة السيدة لمرتين أو أكثر قيصرية يمنعها تمامًا من التمكن من الولادة الطبيعية

 

وأكد مدير مستشفى الجلاء للولادة، أن السبب الرئيسي وراء ارتفاع معدل الولادات القيصرية في مصر هو الأطباء وليس السيدات، وذكر أن الأطباء يفضلون الولادات القيصرية بسبب خوفهم من المساءلة القانونية، حيث أنه في مصر فقط الطبيب يحبس في حالة الخطأ الطبي، بالإضافة إلى العائدة المادي الكبير.

 

اتفق معه فى الرأى الدكتور جمال أبو السرور، الذى أوضح أن الأسباب لا تقتصر فقط على العائد المادي ووقت إجرائها القصير وعدم تمثيلها خطورة على صحة الجنين، وإنما هناك أسباب أخرى لمثل هذا النوع من العمليات منها تأخر سن الزواج والطرق الحديثة للتكنولوجيا لعلاج العقم .

 

وشدد على ضرورة تشكيل لجنة عليا فى وزارة الصحة تضم كوادر وأساتذة لوضع معايير وأسس محددة يتبعها الأطباء ومن خلالها تحدد كل حالة على حدة ما اذا كانت تلد قيصريا أو طبيعيا ويتم توزيع هذه القواعد على المستشفيات والأطباء ومن يخالفها يتعرض للمسألة التأديبية والقانونية.

 

مقالات متعلقة