رئاسيات تونس| شاهد.. القروي خارج السجن ويتعهد «لا تحالف مع النهضة»

لحظة خروج نبيل القروي

غادر المرشح الرئاسي التونسي نبيل القروي سجن المرناقية، مساء الأربعاء، بعد ساعات قليلة من صدور قرار محكمة التعقيب بالإفراج عنه قبل جولة الإعادة لانتخابات الرئاسة التونسية التي تجري يوم الأحد المقبل 13 أكتوبر.

 

ووصل أنصار القروي وقياديون من حزبه "قلب تونس" في طوابير من السيارات إلى مقر السجن الواقع على أطراف العاصمة تونس بعد وقت قصير من صدور قرار من المحكمة.

 

ورغم رفض محكمة الاستئناف الإفراج عن القروي في مرتين سابقتين، إلا أنه يبدو أن جلسة اليوم كانت حاسمة وقررت المحكمة الإفراج عنه.

واعتقلت السلطات التونسية نبيل القروي في 23 أغسطس الماضي، بعد صدور حكم بحبسه لاتهامه بالتهرب الضريبي، وتبييض الأموال، قبيل أيام من إعلان الهيئة العليا المستقلة للانتخابات القائمة النهائية للمرشحين للرئاسة.

 

وكان القروي قد حصل على نحو 15.6 بالمئة من أصوات الناخبين في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية فيما حصل المرشح قيس سعيد على 18.4 بالمئة من الأصوات.

 

احتفالات انصاره

 

وتجمع العشرات من أنصار ومؤيدي القروي أمام السجن، حيث أحاطوا به فور خروجه، حاملين لافتات وأعلام حملته الانتخابية.

 

وعقب خروجه حمله أنصاره على الأكتاف، وسرعان ما صعد إلى سيارة سوداء غادرت محيط السجن ، وتوجه مباشرة إلى مقر حزبه "قلب تونس".

 

وقال المتحدث باسم القروي:" إن القروي سيقود حملته الانتخابية بنفسه بعد إطلاق سراحه، وتوجه فور خروجه من السجن ليرأس الاجتماع الأول للمكتب السياسي لحزب "قلب تونس"، وحملته الانتخابية".

 

وأكد حاتم المليكي "نعتبر الإفراج عن القروي انتصارا لتونس وللديمقراطية في تونس، وليس فقط لحزب قلب تونس".

 

 وقال إن "تونس تمر اليوم بعد هذا الإفراج إلى مرحلة جديدة في حياتها السياسية".

 

وأضاف :"خروج القروي هو خبر يتنظره العديد من التونسيين خوفا على مسارهم الديمقراطي والانتخابي، كما يعد انتصارا للمسيرة التي تخوضها تونس. الخبر مفرح لقلب تونس".

 

وقال عماد بن حليمة، محامى المرشح للانتخابات الرئاسية التونسية نبيل القروي، إنه في  حال فوزه القروي فى جولة الإعادة، سيتم إسقاط كافة التهم والقضايا الموجهة إليه.

 

القروي يتعهد.."لا تحالف مع النهضة"

 

وتعهد المترشح لجولة الإعادة من الانتخابات الرئاسية  في تونس بعدم الدخول في تحالفات سياسية مع حركة النهضة الإسلامية، وذلك في أول تعليق له عقب قرار الإفراج عنه.

 

ونقلت جريدة ”الصريح“ المحلية عن مصادر من حملة نبيل القروي أن هذا الأخير ”قدم شكره للقاضي الذي أنصفه وشدد على أنه لن يكون هناك أي تحالف أو صفقة سياسية مع النهضة، خلافًا لما تم ترويجه في بعض الصحف“.

 

كما نفى حاتم المليكي في تصريح لـ"موزاييك"، وجود صفقة بين القروي وحركة النهضة.

وقال المليكي ''موقفنا واضح من حركة النهضة وأعلناه أمام الجميع.. عن أي صفقة يتحدثون؟''.

 

ومن جانبه، قال القيادي في حزب قلب تونس، أسامة الخليفي، ان “القضاء التونسي أنصف القروي وأعاد له حقه مبينا أنه “لا صحة لما يروج بخصوص وجود صفقة وراء خروج نبيل القروي من السجن”.

 

وأضاف الخليفي، مدير الحملة الانتخابية لنبيل القروي في تصريح نقلته وكالة الأنباء التونسية (وات)، عقب زيارة نبيل القروي لمقر الحزب بمنطقة البحيرة بعد خروجه من سجن المرناقية، أن “أول قرار اتخذه القروي هو لقاء مناصريه وعائلته بمقر الحزب قصد توجيه رسالة طمأنة لهم، ولتشجيع كافة الساهرين على شئون الحزب لمواصلة المشوار، وللتعبير أيضا عن تحمل المسئولية الكبيرة المنوطة بعهدة الحزب تجاه توحيد كافة التونسيين والتونسيات”.

 

ردود الأفعال

 

وفي تعليق على قرار المحكمة، قال غازي الشواشي من التيار الديموقراطي:"ن القضاء له مبرراته لاتخاذ هذا القرار، وإن الإفراج لا يعني أن القضية أغلقت".

 

ولفت إلى أن التهم ما تزال موجودة، والحجر على الأموال والسفر ما يزال قائما، مشيرا إلى حقه في عمل مناظرة انتخابية مع منافسه قيس سعيّد.

 

وكان القضاء التونسي قرر في يوليو الماضي منع القروي - 56 عاما- من السفر، وتجميد أصوله البنكية، وتوجيه تهمة بـ "تبييض الأموال"، إلا أن الهيئة العليا المستقلة للانتخابات لم ترفض طلبه للترشح للانتخابات الرئاسية، لعدم وجود حكم قضائي نهائي ضده، أو حكم بات يمنعه من الترشح.

 

وأشار الشواشي إلى أن هنالك قضية أخرى بانتظار القروي، وهي القضية التي رفعها التيار على خلفية وثائق "اللوبيينغ".

 

من جهة أخرى، قال القيادي في حزب "تحيا تونس"، مصطفى بن أحمد في تصريحات صحفية، إنه يحترم قرار القضاء، ولا تعليق لديه سوى ذلك.

 

 كما صرحت حركة النهضة قائلة: "نحترم قرار القضاء".

 

 وأصدرت النهضة بيانا أكدت فيه على ثبات موقفها في دعمها للمرشح الرئاسي للدور الثاني الأستاذ قيس سعيد ودعوتها أنصارَها للتصويت القوي له.

 

‏وقالت إن إطلاق سراح السيد نبيل القروي، تماماً مثل إيقافه، شأن قضائي خالص لا دخل للحركة فيه.

 

وفي إطار ردود الفعل أيضا، وشّح عضو المجلس الأعلى للقضاء، والناطق الرسمي، عماد الخصخوصي، صفحته بالسواد بعد قرار الإفراج عن القروي، في رسالة قال مراقبون إنها تعني أن الإفراج جاء بضغوط.

 

وفي وقت سابق، رد رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات في تونس، نبيل بفون، على طلب حزب "قلب تونس" الذي يرأسه القروي، بشأن مطلبه بتأجيل الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية.

 

وأكد بفون تلقي الهيئة مراسلات من المرشح للانتخابات الرئاسية القروي، وحزبه "قلب تونس"، للمطالبة بـ"مبدأ تكافؤ الفرص بين المرشحين".

وسبق أن أفاد حزب "قلب تونس" بأنه لجأ إلى القضاء من أجل تأجيل الدور الثاني للانتخابات الرئاسية.

 

وأعلنت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات مساء الأربعاء، عن نتائج الانتخابات التشريعية في تونس، حيث فازت حركة "النهضة" بـ52 مقعداً، فيما فاز "قلب تونس" بـ38 مقعداً، ثم حزب "التيار الديمقراطي" بـ22 مقعداً، و"ائتلاف الكرامة" بـ21 مقعدا، والحزب "الحر الدستوري" بـ17 مقعداً، ثم قائمة "الشعب" بـ16 مقعداً، وحركة "تحيا تونس" بـ14 مقعداً.

 

مقالات متعلقة