"الله أكبر لكل أبطال شمال سيناء، ويمكن تكون دى آخر لحظات حياتى في الدنيا، أنا لسه عايش في هجوم الجماعة الدواعش التكفيرين علينا هنا في مربع البرص، دخلوا بكام عربية مفخخة، وهدوا المبيتات وكل النقطة، أنا لسه عايش أنا و4 عساكر، متمسكين بالتبة ومتمسكين بالأرض، علشان خاطر زمايلنا الشهداء ما نسيبهمش .. ولا اي مصاب هنسيبه.. بسرعة يا جماعة أي حد يوصل للعمليات يبلغهم يضربوا مدفعية احنا لسه عايشين ومش هنسيب الأرض دي وعليها اي شهيد أو أي مصاب".. كان هذا نص الرسالة المسجلة الأخيرة للشهيد العقيد أركان حرب أحمد صابر المنسي، والتي اعاد رواد مواقع التواصل الاجتماعي نشرها مجددًا تزامنًا مع ذكرى ميلاده اليوم.
ففي يوم الجمعة ، تحل ذكرى ميلاد الشهيد البطل، وفي يوم الجمعة أيضًا فاضت روحه إلى بارئها، وهو يدافع عن أرض الوطن.
"منسي" هو قائد كتيبة 103 صاعقة، استشهد في الهجوم الإرهابي الذي استهدف كتيبته جنوب رفح، بعد لحظات من إرسال رسالته الصوتيه بنبرة يتخللها الثبات رغم استشهاد من معه عدا 4 ، مؤكدًا على ثباته وعدم تخليه عن زملائه.
ولد "منسي" بمركز منيا القمح بـمحافظة الشرقية عام 1977، وتخرج ضمن طلبة الدفعة 92 من الكلية الحربية بمصر، بعدها انضم لصفوف القوات المسلحة.
تولى "منسي" قيادة الكتيبة 103 صاعقة بشمال سيناء، وانضم لفريق الكفاءة البدنية بها، وحصل على فرق مقاومة الإرهاب لكونه ضابطًا بقوات الصاعقة، واشتهر بين زملاءه بالكفاءة.
تخليدًا له ولسيرته تم تدشين عددًا من المنشآت تحمل اسمه منها إنشاء كوبري بإسم (الشهيد أحمد منسي)، يقع بمنطقة نمرة 6 بمدينة الإسماعيلية.
تم إفتتاح الكوبري يوم 3 ديسمبر 2017، وبدأت أعمال التشغيل التجريبى العائم الجديد على قناتى السويس القديمة والجديدة وذلك بمنطقة نمرة 6 بالإسماعيلية، بحضور قيادات ترسانة بورسعيد التابعة لهيئة قناة السويس وإدارة التشغيل بالإسماعيلية.
كما تم تدشين مدرسة باسم (الشهيد أحمد منسي) التجريبية للغات، بتكلفة 11 مليون جنيه، وهي مقامة بالمجاورة 25 بمدينة العاشر من رمضان على مساحة 1800 متر، مكونة من 3 طوابق، تضم 42 فصلًا، تساهم في القضاء على نظام الفترتين، وتقليل الكثافة الطلابية داخل الفصول، افتتحت مدرسة الشهيد يوم 17 فبراير 2018.
"شجرة انت يا مصر من عمر التاريخ اعلم انك فانية فلا شئ باقي ولكنك ستفنين عندما يفنى التاريخ" كلمات دائمًا ما كان يرددها على مسامعه حبيبته ورفيقة دربه منار سليم، التي دائمًا ما كان يخبرها عن حبه للوطن.
تروي حبيبته أسماء أنها دائمًا ما كانت تراه مقدمًا على مساعدة الصغير والكبير، ولفتت أنه كان يستقطع جزءًا من راتبه لله، فكان يتصل بزوجته قائلًا: "أنا قبضت مرتبي انهارده وهطلع حق ربنا فيه والباقي هنعيش به"
"ده اللي هيعد لنا في القبر" هكذا كان يرى المنسي في كل عمل يقدم عليه سواء من ماله أو بدنه أو اي شئ.
لدى الشهيد من الأبناء اثنان هما حمزة وعلي، فكان دائمًا ما يدعي لهما أن يكون لهما نصيبًا من شجاعة وإيمان سيدنا علي وحمزة.
زرع "منسي" في ابنه حمزة حبه لله والوطن، وقبل استشهاده بشهر واحد فصل لصغيره أفرول، ووعده أنه في أقرب فرصه سيصطحبه معه في يوم للكتيبة بعد استأذان قادته.
رحل "المنسي" وظلت رسالته وبطولاته شاهدًا على حبه لأرض الوطن، الذي دافع عنه ببسالة حتى آخر نفس.