العرض الحوثي لإيقاف الحرب.. هل توافق السعودية لـ«تلتقط الأنفاس»؟

التحالف العربي في اليمن
"مستعدون للسلام".. رسالةٌ واضحةٌ لكنّها مشروطةٌ صدرت عن مليشيا الحوثي الانقلابية، وجهتها إلى المملكة العربية السعودية التي تقود التحالف العربي.    "العرض" قدّمه رئيس ما يسمى المجلس مهدي المشاط قائلًا إنّ الحوثيين على استعداد لوقف الهجمات التي تشنها على المملكة، مقابل أن يوقف التحالف العربي عملياته في اليمن.    أثيرت الكثير من التساؤلات عقب هذه الدعوة، ما بين إمكانية قبول السعودية بها من أجل أن تلتقط الأنفاس لبعض الوقت وإعادة ترتيب البيت من الداخل على الصعيدين السياسي والعسكري في ظل التغيُّرات التي تطرأ على الحرب.   يحمل "العرض الحوثي" الكثير من الدلالات، لعل أبرزها هي دلالة التوقيت، فالمليشيات أصدرت هذه الدعوة بعد أيامٍ قليلة من الهجوم الإرهابي على معمليّ شركة أرامكو السعودية، والذي من المتوقع أن يكون الرد عليه رادعًا للأذرع الإيرانية في المنطقة، وعلى رأسها المليشيات الحوثية في اليمن.    في الوقت نفسه، فإنّه لا يمكن الثقة في جنوح الحوثيين نحو السلام، فالمليشيات التي أشعلت حربها العبثية في صيف 2014، أجهضت كل السبل نحو التوصل إلى حل سياسي، لا سيما اتفاق السويد الذي وُقِّع في ديسمبر من العام الماضي، وارتكبت المليشيات أكثر من سبعة آلاف خرق لبنوده.   والسعودية عندما تدخلت في الحرب اليمنية بدءًا بعملية عاصفة الحزم التي أطلقتها في مارس 2015، استهدفت في المقام الأول استعادة الشرعية وإنهاء الانقلاب الحوثي في اليمن وإعادة العاصمة صنعاء والمحافظات الخاضعة لسيطرة المليشيات (في الشمال) إلى سلطة الرئيس عبد ربه منصور هادي.    وبعدما مرور خمس سنوات على الحرب وأربع سنوات على بدء تدخل التحالف، لم تستطع المملكة إلى الآن تحقيق الأهداف التي رمت إليها، ما يعني أنه لن يكون من السهولة بمكان القبول بوقف العمليات في اليمن قبا تطهيره من الإرهاب الحوثي.    والرياض عندما تدخلت على رأس التحالف، كانت تهدف أيضًا لحماية أمنها القومي، وبالنظر إلى عديد الهجمات التي تعرضت لها المملكة فإنها لن تجازف بتعريض أجوائها لخطر الاعتداءات الحوثية.    في معرض تعليقه على "العرض الحوثي"، يقول المحلل السياسي والخبير الاستراتيجي اليمني الدكتور عمر الشرعبي إنَّ العرض المقدم من مليشيا الحوثي للملكة العربية السعودية بإيقاف الضربات الصاروخية وكذلك الطائرات المسيرة له أبعاد سياسية وعسكرية.   ويضيف في حوارٍ لـ"مصر العربية" - يُنشر لاحقًا: "البعد السياسي فرض واقع جديد للمناورات السياسية والتفاوض بالمستقبل القريب والبعد العسكري أنّه سوف يتم إيقاف الحرب الجوية، ويتم الاعتماد على الحرب البرية بشقيها الميداني للحكومة الشرعية وكذلك قوات التحالف الأخرى المتواجدة في بعض المحافظات الجنوبية والحديدة ومأرب".   وتابع: "احتمال تحقُّق العرض هذا سوف يكون وقتيًّا إن تمّ فعليًّا لأنّ الحرب الجوية لها أهمية كبيرة في الانتصار للحرب البرية إجمالًا في الحروب الحديثة لأنها حرب غير  تقليدية".   ويرجح الشرعبي أن توافق المملكة على العرض الحوثي، ويقول: "السيناريو المحتمل أنّ الرياض ستوافق بالوقت الحالي لالتقاط الأنفاس لاعادة ترتيب البيت العسكري ووضع استراتيجية حرب جديدة لان الواقع الميداني تغير نوعًا ما".   وتابع: "بالطبع هذا العرض لو تمت التوافق عليه سوف يعكس سياسيًّا على العودة إلى طاولة المفاوضات غير المجدية لاختلاف المصالح بين جميع الأطراف المشاركة في المفاوضات السابقة".

مقالات متعلقة