بحث الطلاب المغتربين عن سكن خارجي.. رحلة عذاب

بحث الطلاب المغتربون عن سكن خارجي

ثلاثة أيام فقط تفصلنا عن بداية العام الدراسي الجديد، الذى تبدأ معه رحلة معاناة الطلاب المغتربين بالجامعات المصرية عن سكن ملائم لهم يتناسب مع ظروفهم الاجتماعية.

 

طلاب الأقاليم القدامي هم الأكثر حظًا من أقرانهم المستجدين، الذين تركوا المكان الذي عاشوا فيه ليبدأوا حياة جديدة بعيدًا عن أسرهم وأصدقائهم وجيرانهم، فالفئة الأولى خاضت التجربة واكتسبت خبرة وبعضهم حظى بفرصة القبول فى المدينة الجامعية.

 

 أما الفئة الثانية من الطلاب (المستجدين) فما إن تطأ أقداهم المحافظة الجديدة التى حددتها كليتهم، إلا ويبدأون مشوارا مليئا بالصعاب فى رحلة البحث عن سكن يجمع بين الراحة والأمان والسعر المناسب، بعضهم يسقط فريسة فى أيدى سماسرة كل همهم استنزاف جيوبهم، وسعيد الحظ منهم من لدينه قريب أو صديق فى المدن الجديدة.

 

ففى حالة عدم تمكن طلاب الفرقة الأولى بالجامعات من الإقامة في المدن الجامعية، يضطرون للإقامة فى سكن خاجي وفيه صعوبات يواجهون كثيرة، منها الإقامة فى أماكن غير أدمية، لا تساعد على التركيز والمذاكرة، فضلا عن الأسعار المبالغ فيها والتى لا تستوعب المأكل والمواصلات ومستلزمات الدراسة.

  

فى نطاق القاهرة الكبرى يوجد عدد من الجامعات أشهرها القاهرة والأزهر وحلوان وعين شمس، ووفقا لمحمد جمعة أحد سماسرة العقارات فى منطقة أبو قتاته احد المناطق القريبة فى جامعة القاهرة، تبدأ أسعار شقق الطلاب المغتربين من 2500 جنيه للشقة العادية ذات الفرش القديم ويصل السعر من 3 إلى 4 آلاف جنيه للشقة ذات التشطيب والفرش الجيد، وهناك شقق يصل إيجارها الشهري 6 آلاف جنيه بسبب المنطقة الموجودة فيها والفرش والتشطيب.

 

وتشهد المناطق المحيطة بجامعتي حلوان وعين شمس، هى الأخرى ارتفاع كبير في أسعار السكن الخاص بالطلاب  والذي يتراوح ما بين 3 وحتى 7 آلاف جنيه في بعض المناطق، حسب حالة السكن والعفش والمنطقة.

 

في الإسكندرية تتراوح أسعار شقق الطلبة ما بين 2000 إلى 8000 جنيه، بالإضافة إلى دفع مبلغ مالي للسمسار ومبلغ آخر كتأمين، ويقبل الطلاب المغتربون على المناطق من الشاطبي وحتى مصطفي كامل، نظرًا لقربها من مجمع كليات جامعة الإسكندرية.

 

وبالمنوفية يوجد جامعتين، الأولى جامعة المنوفية، والثانية جامعة مدينة السادات، وتضم الأولى 6 مدن جامعية، والثانية 3 مدن فقط، ورغم ذلك لا تكفي هذه المدن الطلاب المغتربين، الذين يضطرون للسكن في شقق خارجية وتأجيرها بأسعار باهظة، الأمر ذاته يتكرر فى بورسعيد وتبدأ أسعار العقارات للطلبة من 3 إلى 5 آلاف جينه لوحدة سكنية 6 طلبة فقط.

 

فى طنطا تبدأ أسعار شقق الطلبة بـ 3000 جنيه، وشهر تأمين وعمولة، ويختار معظم الطلاب مناطق قريبة من الجامعة، مثل: شارع سعيد بجوار كلية التربية، ومجمع الطب بكفر عصام بقرية سبرباى بجوار مجمع كلية الآداب.

 

وفى بني سويف يبيع السماسرة السرير الواحد للطلاب المغتربين بـ 300 جنيه، فيما تقوم بعض الجمعيات التابعة لمديرية التضامن الاجتماعي بالمحافظة، بتوفير بعض السكن للطالبات المغتربات من خارج المحافظة، وتوفير السكن من خلال وجود دارين للسكن للبنات بإجمالى أكثر من 130 طالبة، بأسعار مخفضة تتراوح ما بين 400 جنيه للسكن العادى و 500 جنيه للسكن المميز.

 

 

الأسعار فى بمحافظات الصعيد أقل من القاهرة والوجه البحري، ففى المنيا يبلغ ثمن إيجار الشقة فى الاماكن الشعبية 1500 جنيه، ويزيد إلى 3 آلاف جنيه بالأحياء الراقية، وهناك أصحاب عقارات تجهزون عدد من الغرف في الشقة السكنية ووضع من 3 إلى 4 أسره في الغرفة الواحدة على أن يحاسب كل طالب أو طالبة بمفرده حيث يبدأ سعر السكن في الغرفة بالسرير من 200 جنيه شهريا.

 

وتختلف أسعار السكن الخارجي فى محافظة سوهاج من مكان إلى آخر، حيث يوجد سكن يقدر فيه السرير الواحد بـ 300 جنيه، وسكن يوجد فيه السرير بـ 400 جنيه، وسكن يوجد فيه السرير الواحد بـ 650 جنيه، وقد تحتوي الشقة الواحد على 12 سرير.

 

مشاكل الطلاب المغتربون فى كافة الجامعات المصرية متشابهة رغم اختلاف المحافظات، ويقوم الطالب أحمد إبراهيم إنه يعاني كثيرا من كون السكن غير آدمي، ولا يوجد به إلا سرير ولا يوجد دولاب أو بوتاجاز أو ثلاجة وكل ذلك يقوم بشرائه من تلقاء نفسه بالتعاون مع زملائه المغتربين من المحافظات الأخرى.

 

بينما تعاني الطالبات ومنهم هالة على، فى السكن الخارجي، من كثرة التحرش اللفظي فى الشرفات والطرقات، من الشباب القاطنين في المناطق المجاورة لهن، وأضافت :" البعض يعتقد أن الفتاة المغتربة مستهترة وصيد رخيص يستطيع أي شخص أن يقيم معها علاقة غرامية ويتنقل بها كما يشاء".

 

أما شيماء عبد العال، فتؤكد أنها وقعت فريسة في أيدي السماسرة أكثر من مرة، وتروي أن أول سمسار تعاملت معه منذ قرابة 3 سنوات، طلب 300 جنيه من كل طالبة بالإضافة إلى إيجار السكن والتأمين، وكل عام يزداد السعر.

 

ويشيرا الطالب محمد محروس، إلى أن أصحاب العقارات والسماسرة مستغلين، ويرفعون قيمة الإيجار التي تزيد عن 2500 جنيهًا نظير إيجار الشقة شهريا.

 

وللأسباب السابقة، اضطر عبد الرحمن سلمان، إلى الذهاب والعودة بالقطار على الإقامة الدائمة، بعدما فشل في التكيف مع ما يطلب منه من نفقات السكن، ونسب الإيجار التى ترتفع كل عام.

 

مقالات متعلقة