بعد عقود من خدمة السياحة بالإسكندرية..لهذه الأسباب يواجه الحنطور خطر الاندثار

الحنطور يواجه خطر الإندثار

رائحة اليود وأصوات الأمواج المرتطمة بالصخور ، وصدى أقدام الخيل وعزف أجراس العربة الخشبية، هي مشاهد ارتبطت بشكل وثيق بكورنيش البحر بالإسكندرية، حتى باتت جزءًا لا يتجزأ من المشهد الساحر له في مخيلة قاطني المدينة وزائريها. ورغم ما يشكله هذا المشهد الساحر لعروس البحر، إلا أن أحد أضلاعه الرئيسة بات يواجه خطر الإندثار إلا وهو عربات الحنطور، التي أدخلها الإيطاليون للإسكندرية في مطلع القرن العشرين. ولعقود طويلة ظلت لعربات الحنطور مكانتها الخاصة لدى أهالي المدينة وزائريها، ومن يعيش بها من الجاليات الأجنبية للتنقل بين المزارات السياحية، حيث يرتكز بشكل أساسي في مناطق قلعة قيتباي وصولا لمناطق بحري والمنشية ومحطة الرمل.   ومع التغيير الكبير الذي أصاب المدينة الساحلية، تعرضت مهنة الحنطور لأزمات عديدة حيث تضاءل عدد العربات بشكل كبير لأسباب عديدة، تكشفها "مصر العربية"، عبر السطور القادمة. ففي ميدان سعد زغلول بمنطقة محطة الرمل وسط الإسكندرية-تراصت العديد من عربات الحنطور انتظارا لزبائنها-ومن بين هؤلاء وقف عم محمد الرجل السبهيني، يجهز عربته ويطعم الخيل التي تجرها  بهمة ونشاط". "الدنيا اتغيرت كتير في الإسكندرية ..تحس أنها بقت مدينة تانية..والحاجات القديمة زي الحنطور مبقتش تعجب حد"، بهذه الكلمات بدأ الرجل حديثه معنا، مشيرًا إلى أن عدد عربات الحنطور انخفض بشكل كبير خلال العقود الأخيرة من 1500 عربة إلى قرابة الـ 200 عربة على الأكثر. وأشار إلى أن أغلب السائقين وخاصة من فئة الشباب تركوا المهنة وقاموا ببيع عرباتهم والتي يشتيرها تجار كبار لتصديرها للدول الأوروبية، وخاصة إيطاليا التي ما زال أهلها يعتزون بعربات الحنطور كوسيلة للجذب السياحي". ويضيف:"انا ورثت الشغلانة دي عن أبويا وجدي، وأبني دلوقتي مش عجباه وراح أشتغل حاجة تانية، مضيفا:"بس هو عنده حق أنا ساعات بروح من غير ولا مليم لأنها مبقتش تأكل عيش".

ويقول صابر عليوه، أحد سائقي الحنطور، أن  العوامل التي أثرت على المهنة تتمثل في الركود السياحي والمطاردات الأمنية  علوة على مطاردات الأجهزة التنفيذية التابعة للأحياء، كاشفا على أن كل عربات الحنطورغير مرخصة من الأساس مما يجعلهم عرضة لتلك المضايقات".

 

وأضاف:"نطالب بتقنين أوضاعنا وإصدار تراخبص للعربات المتقية وخاصة وأنها تمثل جانب تراثي هام يعجب السائحين وزوار المدينة".

ويقول مصطفى البرديسي، سائق حنطور، كل السائقين الآن كبار في السن واللي بيموت عباله بيبعوا العربية وفي تحجار بيجو من إبطاليا بيدورا عليها وبيشتروها بأسعار حلوة لأن العربيات دي قدينة ومعمولة بفن وضمير، مشيرا إلى أنه لا يوجد الآن من يصنعها في مصر".

 

مقالات متعلقة