صنع لنفسه مسيرة احترافية بعدما رحل عن بلاده بسبب الفوضى، ولكنه لم ينس أبدا أولئك الذين تركهم خلفه، هكذا بدأت صحيفة "الجارديان" البريطانية حوارها مع الليبي الدولي محمد المنير مدافع لوس أنجلوس أف سي بالدوري الأمريكي لكرة القدم للمحترفين.
ويقدم الدولي الليبي عروضاً مميزة مع فريق لوس أنجلوس ليواصل اللاعب مشوار التألق في بلاد العم سام، حتى بات أحد أفضل لاعبي الدوري الأمريكي في السنوات الأخيرة.
وبات "المنير"، حديث وسائل الإعلام الأمريكية، للمستوى المميز الذي ظهر به هذا الموسم مع فريقه الجديد، وأصبحت مهاراته الدفاعية والهجومية، محط اهتمام متابعي الدوري الأمريكي.
وانتقل "المنير"، إلى صفوف فريق لوس أنجلوس الأمريكي قادمًا من أورلاندو سيتي، في صفقة تبادلية مع البرتغالي جواو موتينيو، وبات الدولي الليبي محمد المنير، من أعلى لاعبي الدوري الأمريكي لكرة القدم أجرًا.
وتعتبر أهم مميزات "المنير"، هو أنه عندما يتقدم لديه قدرة كبيرة على التوغل وسباق المدافعين.
ويرى بوب برادلي المدير الفني لنادي لوس أنجلوس، أن المنير لا يمتلك فقط القدرة على إرسال تمريرات متقنة، لكنه أيضًا يستطيع خلق هجمات مباغتة من الجانب الأيسر، وهذه ميزة جيدة لأي فريق يرغب في بناء خط الهجوم.
وأوضح المدير الفني الأسبق لمنتخب مصر، أن القدرة على المرواغة والسرعة التي يمتاز بها "المنير"، جعلته من أكثر اللاعبين "ديناميكية" في الدوري الأمريكي الممتاز الموسم الماضي، مشيرًا إلى أن المنير قدم عددا هائلا من المراوغات الناجحة الموسم الماضي.
مقابلة الجارديان
وتحدثت الصحيفة في مقابلة "المنير" عن الظروف الصعبة التي مر بها اللاعب في ليبيا خاصة عندما كان في الـ19 من العمر ويدافع عن ألوان فريق الاتحاد بالعاصمة طرابلس.
وروى المنير كيف توقف الدوري الممتاز بعد قيام الثورة الليبية في 17 فبراير 2011، حيث انتهت المرحلة الأولى من البطولة.
وأضاف أن فريق الاتحاد الليبي كان على استعداد للمرحلة الثانية من الدوري ولكن تم إيقاف البطولة مجددا لأسبوع أو 10 أيام لحين استتباب الأمن في البلاد.
وسرد المنير متأثرا الأحداث الصعبة التي مر بها في تلك الفترة وكيف رأى أصدقائه يموتون في الشوارع حتى أنه كان لا يعلم إذا خرج من منزله "هل سيعود أم لا؟ إلى أن تأزمت الأمور بشكل كبير خاصة مع انقطاع الكهرباء لساعات طويلة وصعوبة الحصول على الطعام.
بعدها تحدثت الصحيفة عن السنوات التي تلت ذلك خاصة بعدما رحل المنير في 2011 عن ليبيا ليصنع لنفسه مسيرة احترافية بينما يسعى لتقديم الدعم لأسرته في طرابلس.
وأضافت أن لوس أنجلوس أف سي تمثل المحطة الأخيرة حتى الآن في رحلة المنير التي بدأت من ليبيا مع الاتحاد حتى أصبح أول لاعب ليبي ينضم للدوري الأمريكي عندما تعاقد معه أورلاندو سيتي ومن ثم انتقل إلى لوس أنجلوس.
وأوضحت الصحيفة أنه رغم الاستقرار المالي والأسري مع زوجته وطفليه، فإن "قلق المنير لا يختفي أبدا" على أسرته في ليبيا إلى جانب شعوره بالوحدة وهو بعيد عن وطنه.
وعن أوضاع كرة القدم في ليبيا، قال المنير إن بلاده تمتلك لاعبين مميزين ولكنهم لا يخوضون المباريات باستمرار إذ يلعبون مباراة واثنتين كل شهرين أو 3 أشهر .
ولم تغفل الصحيفة تأثير الأوضاع المضطربة بالسلب على المنتخب الليبي الوطني لكرة القدم والذي مثله المنير 19 مرة.
وأضافت أن فرسان المتوسط لم يتدربوا أو يخوضوا أي مباراة على أرضهم منذ 2013 إلى جانب استضافة الدول المجاورة مثل مصر وتونس لمباريات المنتخب الليبي في تصفيات كأس العالم وأمم أفريقيا، كما أشارت الصحيفة إلى توقف الدوري الليبي أكثر من مرة منذ 2011 وكان أخرها موسم 2018/ 2019 والذي بدأ في نوفمبر 2018 وتم تعليقه في مايو الماضي.
صلابة دفاعية بنكهة إيطالية
تلقى المنير ، خلال الأيام الماضية إشادة واسعة من مشجعي فريقه لوس أنجلوس إف سي، بعد تألقه اللافت وإنقاذه هدفًا محققًا، خلال مباراة أمام هيوستن دينامو، ضمن منافسات الدوري الأمريكي للمحترفين.
وتدخل "المنير" في اللحظات الأخيرة ومنع الكرة من دخول مرمى فريقه عندما راوغ مهاجم هيوستن حارس مرمى لوس أنجلوس، لينفرد بالمرمى الخالي عند الدقيقة 25 من عمر الشوط الأول، مما حرم هيوستن من مضاعفة النتيجة إذ كان متقدما بهدف دون رد حتى تلك اللحظة.
وانتشر مقطع "إنقاذ المنير" على موقعي التواصل الاجتماعي "تويتر" و"إنستجرام"، بعدما لاقى تفاعلا واسعا. وكان من أبرز المعلقين على اللقطة الأسطورة "كارلوس بويول" نجم برشلونة الإسباني السابق، وجيرو بواتينج نجم بايرن ميونيخ الألماني. وعلق بويول على المقطع قائلا: "لقد أحببت ذلك".
كما دخل اللاعب، التشكيلة المثالية في أكثر من مناسبة بمنافسات الدوري الأمريكي للمحترفين، بعدما أداءه المميز مع فريقه خلال مباريات الدوري.
تدخل وحشي من إبراهيموفيتش
في السياق نفسه، تسبب زلاتان إبراهيموفيتش، في إيذاء المنير، بعد الالتحام الفضائي بينهما في المباراة المثيرة التي جمعت جالاكسي بخصمه لوس أنجلوس إف سي يوم السبت الماضي، وانتهت بفوز أصدقاء إبرا بثلاثية مقابل هدفين للفريق الآخر.
مع ذلك، تُفيد أحدث التقارير بأن صاحب الـ37 عامًا، قد يواجه عقوبة رادعة، بإيقافه فترة طويلة الأجل، إذا أدين بتعمد إيذاء منافسه الليبي، وهو الاتهام الذي سيجد إبرا صعوبة في الهروب منه، كون ضربته للمنير، جاءت بعد دقائق قليلة من لعبة مشتركة بين الأخير ومدافع غالاكسي إبراهيم كورونا، كانت أثارت غضب زلاتان، وجعلته يشتبك مع المدافع العربي، وكأنه كان يحذره من عواقب التدخل القوي على زميله.
ورصدت العدسات الناقلة لقمة السبت، إبرا وهو ينظر للمنير مرتين، قبل أن يشترك معه في حوار فضائي، على إثره سقط المدافع أرضًا، واضعًا يده على رأسه، من شدة ألم الإصابة، مع ذلك لم يلجأ حكم المباراة لتقنية (VAR)، ليفلت النجم السويدي من عقوبة الطرد.
ونقل صحيفة "ديلي ميل" عن مصادر أمريكية، أن الظهير الأيسر الليبي، تعرض لإصابة مروعة على مستوى الرأس، على إثرها خضع لعملية جراحية معقدة.