يقبل بعض المواطنين من ضعاف النفوس الذين يحملون الدغينة والحقد للآخرين، على الدجالين والمشعوذين، للقيام بأعمال سحرية لأشخاص آخرين لا يتمنون لهم الخير، ويدفنون هذه الأعمال فى المقابر باعتبارها مكانا آمنا يصعب العثور عليها وفكها، أو لكونها بوابات للعالم الآخر.
مؤخرا دشن عدد من أهالي القليوبية مبادرة "بإدينا هنطهر مقابرنا" لتنظيف المقابر من أعمال السحر والشعوذة، وانتشرت المبادرة من قرية إلى قرية أخري بعد أن اكتشفت أعمال أعدها أصحاب النفوس المريضة بجوار المقابر لمواطنين آخرين، كمكان بعيد عن أعين البشر.
بدأت المباردة بجروب على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، لأهل قرية قرنفيل بالقناطر الخيرية، واتفق المشاركون فى الجروب على تحديد موعد لبدء التنقيب عن الأعمال السحرية فى المقابل، وتم التوافق على يوم الجمعة لكونه إجازة لجميع الأهالي، قسم الأهالي المقابر وقاموا بعمليات الحفر والبحث بجوار الجدار الخاص بكل مقبرة، واكتشفوا فى نهاية اليوم العديد من الأعمال منها "كفن على حجر طوب وشمع عليه صليب وعظام رأس قرموط سمك، وعظم لوحة الكتف ونبات شكله غريب ملفوف بشكل معين وجريد نخل بالزعف مربوط بقماش معين وثلاث جماجم بشرية وجمجمة ماعز وأوراق عليها طلاسم غير مفهومة" بحسب قول الأهالي
لاقت المبادرة التى أطلقها أهالي قرية "قرنفيل" بالقناطر الخيرية، قبولا كبيرا من القرى المجاورى التى سارع أهلها في تطبيقها مثل قرى البرادعة بالقناطر الخيرية، وأجهور الكبرى بطوخ، وكفر أبو جمعة وحلابة بقليوب، تم العثور فى 5 قرى على 140 عملا أسودا، منها صور ومتعلقات شخصية لأفراد، وأعمال سحر سفلية بالموت والتفرقة وعدم الإنجاب وعدم الزواج الشباب، والإصابة بالسرطان، ووقف الحال للبنات، والطلاق، جرى إبطالهم جميعا بمشاركة مشايخ تلك القري
فى محافظة أسيوط عثر الأهالي علي عشرات من الأعمال السفلية في حملة لتنظيف المقابر بعدد من جبانات المحافظة، وانتشرت عقب الحملة مجموعة من الصور توضح نماذج مختلفة لاعمال السحر للكبار والصغار والأقباط والمسلمين علي حد سواء .
وفى محافظة الدقهلية أجرى عدد من أهالى مدينة السنبلاوين حملة تنظيف لمقابر المدينة من أعمال السحر والشعوذة المدفونة بداخلها فى شهر فبراير الماضي، وعثر القائمون على الحملة، على أوراق وقطع ملابس داخلية وبقايا عظام حيوانات مكتوب عليها عبارات غير مفهومة ورسومات.
أحمد عبد التواب محمود، يعمل تربي بأحد المقابر، روى أن إحدى النساء عرضت عليه مبلغا كبيرا من المال مقابل أن يدفن لها أوراق وصورة وملابس في مقابر قديمة وممتلئة ويصعب فتحها مرة أخرى إلا أنه رفض وأخبر بقية الحفارين بالمقابر بهذا الأمر
وأشار إلى أن بعض أصحاب النفوس المريضة يتمكنون من فتح القبور المغلقة ويضعون أعمالهم السحرية بداخلها ثم يغلقون عليها، وعادة لا تكتشف هذه الأعمال إلا في حالة القيام بدفن ميت جديد، وعندما نكتشف مثل هذه الأمور نقوم بإشعال النيران فيها ورشها بالماء والملح لابطال أى أذى يقع بسببها.
من جانبها قالت الدكتورة أمنة نصير، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، عضو مجلس النواب، إن السحر من الأعمال الشيطانية التي تفسد عقيدة الإنسان، مؤكدة "من ألاعيب الشيطان التي يقع فيها الجهلة"، معربة عن دهشتها من الأمر قائلة: "المجتمع المصري الذي يجيد التعامل مع الإلكترونيات يتراجع مرة أخرى إلى الانحدار، في ممارسة أعمال السحر والشعوذة التي كانت موجودة في العصور الوسطى!!".
وأشادت نصير، فى تصريح تليفزيوني لها، بقيام بعض الأهالي بحملات لتنظيف المقابر من أعمال "السحر الأسود"، موضحة أن هذه الأعمال تمس صحيح الدين وتخرج عن الملة، ويخرج الإنسان الذي يفعلها من دائرة الإيمان.