فورين بوليسي: نجاح محادثات الدوحة = هيمنة طالبان على أفغانستان

طالبان تهيمن على مناطق واسعة في أفغانستان

سلطت مجلة "فورين بوليسي" الأمريكية الضوء على المحادثات التي تستضيفها قطر لإنهاء الصراع الدائر في أفغانستان منذ عام 2001، معتبرة أن نجاح هذه المحادثات يعني هيمنة حركة طالبان على الدولة التي مزقتها الحرب.

 

وقالت المجلة في تقرير نشرته على موقعها الإليكتروني:" في الوقت الذي تتواصل فيه المحادثات في قطر لإنهاء الحرب في أفغانستان هذا الأسبوع ووسط الفوضى السياسية في كابول، يبدو أن هناك توجهًا واحدًا واضحًا على الأرض وهو أن طالبان تعزز سيطرتها".

 

 وأضافت:" كلما طال أمد الحرب التي بلغت عامها الثامن عشر، كلما كان التوازن بين طرفي النزاع في صالح الجماعة المتمردة".

 

 ورأت المجلة أنه:" في حال نجحت محادثات السلام، فإن طالبان سوف تضفي الطابع الرسمي على سيطرتها على مناطق واسعة في البلاد وسوف تتمدد سيطرتها على مناطق أوسع، ولكن في حال فشلت ستكون النتيجة أسوأ، في ظل تجدد القتال ووجود حكومة غير مستقرة في كابول"، لافتة إلى أن الحركة قضت سنوات في الإعداد من أجل العودة للسلطة.

 

وذكرت أن الحركة استبدلت إدارتها التي تتضمن محاكم شرعية، وقوة من مسئولي الخدمة الاجتماعية مسئولة عن عدد من المهام بداية من مراقبة حضور المعلمين إلى جمع الضرائب.

 

وبموازاة المحادثات المنفصلة بين حركة طالبان والمبعوث الأمريكي الخاص إلى أفغانستان، انطلقت صباح الأحد في العاصمة القطرية محادثات بين سياسيين أفغان وممثلين عن الحركة بهدف تحقيق سياسي بينما تسعى واشنطن لإبرام اتفاق مع الحركة في غضون ثلاثة أشهر لإنهاء 18 عاما من الحرب.

 

ويأتي اللقاء بين الأطراف الأفغانية بعد محادثات مباشرة بين طالبان والولايات المتحدة استمرت ستة أيام قبل أن تعلّق بغية السماح بعقد المحادثات الأفغانية التي تستمر يومين، على أن تستمر المفاوضات مع الجانب الأمريكي يوم الثلاثاء.

 

وأعلن المبعوث الأمريكي الخاص إلى أفغانستان زلماي خليل زاد السبت أن الجولة السابعة من محادثات السلام التي تجريها الولايات المتحدة مع حركة طالبان هي "الأكثر إنتاجية" حتى الآن.

 

 

ومن قطر قال خليل زاد: إن "الأيام الستة الأخيرة كانت الأكثر إنتاجية من بين الجولات التي أجريناها مع طالبان".

 

 وأضاف خليل زاد "للمرة الأولى يمكنني القول إننا أجرينا نقاشات معمّقة، مفاوضات، وأحرزنا تقدّما في النقاط الأربع".

 

 وأعرب المتحدث باسم طالبان في قطر سهيل شاهين عن ارتياح الحركة للمحادثات الجارية مع الولايات المتحدة.

 

وكتب على تويتر "نحن مسرورون بالتقدم الذي أحرز ونأمل أن يتم إنجاز العمل المتبقي. لم نواجه أي عراقيل حتى الآن".

 

 وترفض طالبان التفاوض مع حكومة الرئيس الأفغاني أشرف غني، وتؤكد الحركة أن محاوريها سيشاركون في الاجتماع "بصفتهم الشخصية".

 

ولن تكون الولايات المتحدة ممثلة في المحادثات التي ستعقد بين الأطراف الأفغان، والتي أكد خليل زاد أنها لن تجرى "وفقا لشروط طالبان". لكنّه أكد بدوره أن محاوري طالبان سيشاركون بصفتهم الشخصية.

 

 غير أن استبعاد الحكومة الافغانية التي تعتبرها الحركة المسلحة "دمية" في يد الولايات المتحدة، من المحادثات، يجعل من الصعب تحديد النتائج الملموسة التي يمكن أن تثمر عنها المحادثات.

 

واجتماع الأحد هو ثالث لقاء من هذا النوع بين طالبان وسياسيين أفغان عقب قمتين مماثلتين في موسكو في مايو وفبراير الماضيين.

 

واعتبر اللقاء الأول اختراقا تاريخيا. وفي مشاهد استثنائية استمع مسؤولو طالبان لنساء تحدثن في اجتماع موسكو، وهو الأمر الذي لم يكن يمكن تصوره إبان حكم طالبان الذي أطاحت به القوات التي تقودها الولايات المتحدة في 2001.

 

ويفترض أن يتضمن الاتفاق مع طالبان نقطتين رئيسيتين هما الانسحاب الأمريكي من أفغانستان وتعهد الحركة بعدم توفير قاعدة لمتطرفين، وهو ما كان سبب الاحتلال الأمريكي قبل 18 عاما.

 

وبعدما أنفقت تريليون دولار في أفغانستان بحسب بعض التقديرات، يرجح أن تشدد الولايات المتحدة قدر الإمكان في الاتفاق على أن تباشر طالبان مفاوضات مع حكومة الرئيس أشرف غني.

النص الأصلي

مقالات متعلقة