لهذه الأسباب.. الحوثيون يهددون ناقلات النفط في البحر الأحمر

سفينة في البحر الأحمر

من جديد، توترت الأجواء في منطقة الشرق الأوسط، واشتعلت بعد تصريحات جماعة الحوثي اليمنية بأحقيتها في استهداف السفن وناقلات النفط في البحر الأحمر، بحسب تصريحات للجماعة.

 

وقبل ساعات، اعتبرت جماعة الحوثي في اليمن، اليوم الاثنين، أن أي سفينة نفطية بالبحر الأحمر أو بحر العرب ستكون هدفاً مشروعاً لهم، في حال استمر التحالف في عملياته العسكرية.

 

جاء ذلك في تصريحات لمهدي المشاط، رئيس ما يسمى المجلس السياسي الأعلى التابع للحوثيين، أعلى هيئة تنفيذية تتبع للمليشيا في إدارة المحافظات الخاضعة لهم، ونشرتها وكالة الأنباء الخاضعة لهم.

 

 

وقال المشاط: إن "استهداف مضخات النفط بالسعودية قرار يمنيٌّ خالص، وهو البداية لتدمير الصناعة النفطية في دول العُدوان (التحالف العربي)"، بحسب تعبيره.

 

وأضاف القيادي الحوثي: "سيكون أي موقع نفطي أو سفينة تحمل النفط في البحر الأحمر وبحر العرب أهدافاً مشروعة لنا حتى يتوقف العُدوان".

 

وادَّعى المشاط أن صواريخ جماعته والطائرات المسيَّرة "أصبحت قادرة على الوصول إلى أي نقطة في دول الخليج".

 

وأردف مهدِّداً: "كل دولة لا تنسحب من تحالف العُدوان (التحالف العربي) ستطولها صواريخنا.

وأضاف القيادي الحوثي في تصريحات صحفية: "إذا تراجعت أمريكا عن دعم العُدوان ودعم إسرائيل فليس لدينا مانع من العلاقات معها".

 

وعن علاقة جماعته بإيران، قال المشاط: "إيران دولة إسلامية شقيقة ساندتنا في التصدي للعُدوان، ومن حقها علينا مساندتها في التصدي لأمريكا وإسرائيل وأذيالها من العرب"، على حد قوله.

 

ودعا إلى حوار مباشر مع السعودية، قائلاً: إن "السعودية تكرر دائماً أنها تريد السلام باليمن، فإذا كانت جادة في ذلك فعليها فتح صفحة جديدة مع أنصار الله (الحوثيين)".

 

وتابع: "ليست لدينا مطامع خارج حدود اليمن، وسنتفاهم مع السعودية ونتعايش ونبني علاقات طيبة معها، ونقبل بتلبية مطالبها التي لا تتعارض مع سيادتنا إذا قبلت بنا وبسلطتنا".

وعن ملف الحديدة واتفاق ستوكهولم، قال المشاط: "الحديدة يمنية وستبقى يمنية، ولن تُسلَّم للعُدوان ولا لهادي ومرتزقته، ولا لغريفيث، ومن يهددنا بالعمل العسكري فنحن جاهزون له". في حين لم يصدر أي تعقيب من دول التحالف العربي، على ما ورد على لسان المشاط.

 

وتهديد الحوثي باستهداف ناقلات النفط في البحر الأحمر يأتي بعد أقل من أسبوع على هجمات مجهولة استهدفت ناقلتي نفط بخليج عُمان.

 

كما أن الحادث وقع بعد نحو شهر من استهداف 4 سفن تجارية بأعمال "تخريب" مماثلة أمام سواحل ميناء الفجيرة الإماراتي، وألقت الولايات المتحدة باللوم على إيران في الحادث أيضاً.

يذكر أن تحالفا عسكريا تقوده السعودية يقوم، منذ 26 مارس 2015، بعمليات عسكرية لدعم قوات الجيش اليمني الموالية لرئيس البلاد عبد ربه منصور هادي لاستعادة مناطق سيطرت عليها جماعة "أنصار الله" في كانون الثاني/يناير من العام ذاته.

 

وبفعل العمليات العسكرية، التي تدور منذ مارس 2015، يعاني اليمن حالياً أسوأ أزمة إنسانية في العالم، فبحسب الأمم المتحدة قتل وجرح آلاف المدنيين ونزح مئات الآلاف من منازلهم، كما يحتاج 22 مليون شخص، أي 75 بالمئة من السكان، إلى شكل من أشكال المساعدة والحماية الإنسانية، بما في ذلك 8.4 مليون شخص لا يعرفون من أين يحصلون على وجبتهم القادمة.

 

وتتفاقم الأوضاع المعيشية والإنسانية في مدن اليمن  بشكل متسارع يسابق إيقاع الحرب التي تضرب البلاد منذُ أكثر من عامين، ومع انهيار الدولة اليمنية في الحادي والعشرين من سبتمبر من العام 2014 اتسعت رقعة الفقر والجوع بشكل كبير ينذر بكارثة إنسانية في المدينة "السمراء".

وتصاعدت الحرب بين الحوثيين والقوات الموالية لحكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي في مارس 2015، عندما هرب هادي إلى السعودية وتدخل التحالف الذي تقوده الرياض في اليمن.

 

ومنذ ذلك الحين، قتلت الحرب قرابة عشرة آلاف شخص وفقاً لمنظمة الصحة العالمية، رغم أن منظمات حقوق الإنسان تقول إن عدد القتلى الحقيقي قد يبلغ خمسة أضعاف ذلك.

 

وتصف الأمم المتحدة الأزمة الإنسانية في اليمن بـ"الأسوأ في العالم"، وتؤكد أن أكثر من 22 مليون يمني، أي أكثر من ثلثي السكان، بحاجة إلى شكل من أشكال المساعدة الإنسانية والحماية العاجلة، بمن فيهم 8.4 مليون شخص لا يعرفون كيف سيحصلون على وجبتهم المقبلة، ويعاني نحو مليوني طفل من النقص الحاد في التغذية.

 

 

 

مقالات متعلقة