مع استمرار تأجيل إعلانها.. بومبيو عن «صفقة القرن»: غير قابلة للتحقيق

مايك بومبيو

في ظل الحديث عن تأجيل إعلان "صفقة القرن" عقب فشل رئيس بنيامين نتنياهو، الاحتفاظ بلقبه كرئيسا لوزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي، شكك وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، في جدوى الصفقة معتبرا أنها "غير قابلة للتحقيق".

 

عقب فشل نتنياهو في تشكيل حكومة جديدة ، ما أدى إلى حل البرلمان الإسرائيلي "الكنيسيت" نفسه تمهيدًا لانتخابات مبكرة في سبتمبر المقبل ، قالت صحيفة "نيويورك تايمز"الأمريكية ، إن الدعم الأمريكي لنتنياهو المتمثل في تمرير "صفقة القرن"، يبدو أنه سيتأخر قليلًا، نظرًا لأن الخطة لا تسير على ما يرام، خاصة بعد زيارة صهر ترامب وكبير مستشاريه، جاريد كوشنر الأخيرة إلى بعض الدول العربية.

 

وبدلًا من تقديم جاريد كوشنر تنازلات للفلسطينيين لجعل الخطة عادلة، يبدو أن الأخير –بحسب الصحيفة الأمريكية- سيتعرض لضوطات ضخمة لإمالة "صفقة القرن"، لتصب في صالح الجانب الإسرائيلي أكثر من أي وقت مضى.

 

وأكدت "نيويورك تايمز"، أن الخطة التي أعدها صهر ترامب لمدة عامين في خفاء تام، يبدو أنها ستفشل بشكل ذريع، إذا ما استمرت في محاولة توجيهها لجانب واحد، لإنقاذ حليف أمريكا الأبرز في الانتخابات التشريعية.

 

الخطة غير قابلة للتحقيق

 

وأبدى وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، تشاؤمه من نجاح "صفقة القرن" لحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، وفقا لصحيفة "واشنطن بوست".

 

وقالت الصحيفة إن بومبيو، قدم تقييمًا واقعيًا لآفاق "صفقة القرن" في اجتماع مغلق مع بعض القادة اليهود.

 

ونقلت عن بومبيو قوله في إشارة إلى تسجيل صوتي للاجتماع المغلق لزعيم الدبلوماسية الأمريكية مع رؤساء أكبر المنظمات اليهودية في الولايات المتحدة، والذي انعقد في 28 مايو قوله:"  "يمكن القول" إن الخطة "غير قابلة للتحقيق" وقد لا "تحقق نتائج".

وأعرب في الوقت نفسه، عن أمله في ألا يتم رفض الصفقة على الفور.  

وأشار وزير الخارجية إلى أنه "يمكن رفض خطته. لكن السؤال الكبير هو ما إذا كان يمكننا الحصول على مساحة كافية. لإجراء محادثة حقيقية حول كيفية بنائها".

 

وأوضح أيضا أن الإعلان عن الخطة قد تم تأجيله أكثر من مرة.

 

وترى "نيويورك تايمز"، أن توقيت الإعلان عن تفاصيل صفقة القرن سيشكل أزمة، لأن الإدارة الأمريكية ستنتظر حتى تشكيل تحالف جديد في دولة الاحتلال بعد الانتخابات التشريعية، بعد سبتمبر، ما يمكن أن يجعلها تصدر في نوفمبر، أو أوائل العام 2020، أي خلال الانتخابات الأمريكية.

 

كما قال بومبيو إنه لا توجد "ضمانات" بأن الولايات المتحدة ستكون قادرة على حل النزاع العربي الإسرائيلي المتجمد. وفي الوقت نفسه، أعرب عن أمله في أن "يشارك الجميع (في حل النزاع) بجدية.

 

فضلا عن ذلك أقر وزير الخارجية الأمريكية بصحة الرأي القائل إن الخطة يمكن أن تفيد الحكومة الإسرائيلية فقط.

 

وترى "نيويورك تايمز" أن احتياج ترامب للمساندة في الانتخابات سيجعله يضمن أن يخرج "صفقة القرن"، بالشكل الذي يرضى حليفه نتنياهو، كما ترى الصحيفة أن ترامب دعم نتنياهو بالفعل أكثر من أي رئيس أمريكي فعل خلال الفترة الماضية، ما يرجح أن يحاول إنعاش آمال تمرير صفقة القرن.

وقالت "واشنطن بوست" إن هذه التصريحات هي أكثر التعليقات صراحة التي يطلقها مسئول أمريكي حول "صفقة القرن"، مشيرة  إلى أن شخصين من الحضور في الاجتماع كان لديهم الانطباع بأن بومبيو نفسه لم يكن متفائلًا بنجاح الخطة، وقال أحدهما شريطة عدم الكشف عن اسمه: "لم يكن بومبيو واثقًا من أن تؤدي هذه الصفقة إلى نهاية ناجحة للصراع".

 

في طريقها للفشل

 

وقالت صحيفة"نيويورك تايمز" إن الهدية التالية من إدارة ترامب لنتنياهو، ستكون في عقد ورشة اقتصادية في البحرين، في يونيو الجاري، لجس نبض الدول العربية، وتحقيق بعض الأهداف.

 

ويبدو أن الأوضاع تعثرت أمام ترامب وكوشنر، نظرًا للرفض الفلسطيني القاطع للمشاركة في الورشة الاقتصادية التي تقعد في المناممة.

 

وأضافت أن خطة الولايات المتحدة لإعطاء العرب والفلسطينيين حافز على شكل مليارات الدولارات كاستثمارات لتأييد صفقة القرن، قابله رفض قاطع من بعض الدول العربية، أبرزها فلسطين، بالإضافة إلى تأكيد الأردن على أنه لن يقبل أي حل لا يدرج به استقلال الدولتين.

 

برغم تحقيق كوشنر تقدمًا ملحوظًا في الحصول على وعود من بعض الدول العربية، مثل قطر والسعودية والإمارات، بالمشاركة في الورشة الاقتصادية بالبحرين، إلا أن رفض فلسطين –بحسب نيويورك تايمز- هو بمثابة تذكير بصراع صهر ترامب الشاق للتوصل مع الطرف الآخر الأساسي في اللعبة.

ومن الجدير بذكره أن الولايات المتحدة بصدد الإعلان عن خطة لتسوية الصراع بين فلسطين وإسرائيل وفق ما أطلق عليه تسمية "صفقة القرن" التي أعلن الفلسطينيون عن رفضهم لها، كونهم يشككون بنزاهة الطرف الأمريكي وسيطا بين الطرفين، ولا سيما بعد اعتراف ترامب بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي ونقل سفارة بلاده إليها من تل أبيب، الشيء الذي اعتبره الجانب الفلسطيني خروجا على مقررات الشرعية الدولية ومجلس الأمن، التي تعتبر القدس الشرقية منطقة محتلة من قبل إسرائيل ولا يجوز المس بطابعها القائم قبل الاحتلال أو تغيير وضعها الجغرافي تاريخيا والسكاني أيضا.

 

مقالات متعلقة