من جديد، قصفت جماعة الحوثيين مواقع هامة تابعة للسعودية بمنطقة نجران، لتعيد إلى الأذهان أجواء التوتر، التي سبقت المفاوضات الأممية الأخيرة حول مدينة الحديدة.
قصف مطار نجران، الثالث خلال أيام، فقد سبقه قصف لمناطق نفطية هامة وقصف بالأمس على الرياض والطائف.
الهجوم والتصعيد الحوثي الأخير، اعتمد على الطائرات المسيرة من جانب، والصواريخ الباليستية من الجانب الآخر، ليضع معها المنطقة أمام أزمة كبيرة.
وقبل ساعات، أقرَّ التحالف السعودي الإماراتي بقصف مليشيات الحوثي هدفاً حيوياً في مدينة نجران جنوبي السعودية بطائرة مسيَّرة تحمل متفجرات، في حين أكد الحوثيون استهداف مطار المدينة بطائرة قاصفة "k2".
وقال المتحدث باسم التحالف، تركي المالكي، في بيان له: إن"المليشيا الحوثية الإرهابية قامت بمحاولة استهداف أحد المرافق الحيوية في مدينة نجران والذي يستخدمه المدنيون من مواطنين ومقيمين، بطائرة من دون طيار تحمل متفجرات".
نجران
وأضاف المالكي، في بيان بثته وكالة الأنباء السعودية: "يواصلون تنفيذ الأعمال الإرهابية التي تمثل تهديداً حقيقياً للأمن الإقليمي والدولي، من خلال استهدافهم للأعيان المدنية والمرافق المدنية، وكذلك المدنيين من مواطنين ومقيمين من جميع الجنسيات".
وتابع المالكي قائلاً: إن "منظومات الدفاع الجوي الملكي السعودي رصدت أهدافاً جوية تُحلِّق على مناطق محظورة بمحافظة جدة ومحافظة الطائف، وتم التعامل معها وفق ما يقتضيه الموقف".
بدورها، نقلت قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين، عن مصدر في سلاح الجو الحوثي، أن طائرة من دون طيار استهدفت مخزناً للأسلحة بمطار نجران؛ وهو ما أدى إلى نشوب النيران فيه.
ويأتي هذا الهجوم، بعد أسبوع من تعرُّض محطات في شركة "أرامكو" بالعاصمة الرياض لهجوم بطائرات مسيَّرة؛ أدى إلى خسارتها بعد الحادث قرابة 31 مليار دولار.
كذلك، اعترفت الرياض بتعرُّض ناقلتين سعوديتين لـ"هجوم تخريبي"، وهما في طريقهما لعبور الخليج العربي قرب المياه الإقليمية للإمارات.
وكانت السعودية قد أعلنت في وقت سابق اعتراض صاروخين قالت إنهما كانا يستهدفان منطقة مكة واتهمت الحوثيين بإطلاقهما.
ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن المتحدث باسم التحالف قوله إن "منظومات الدفاع الجوي الملكي السعودي رصدت أهدافا جوية تحلق على مناطق محظورة بمحافظة جدة ومحافظة الطائف، وتم التعامل معها وفق ما يقتضيه الموقف".
ووصفت الجماعة البيان السعودي بأنه "أسلوب يهدف لحشد التأييد للحرب".
وقال يحيى سريع، المتحدث العسكري باسم الحوثيين على فيسبوك، إن "النظام السعودي يحاول من وراء هذه الادعاءات حشد الدعم والتأييد لعدوانه الوحشي على شعبنا اليمني العظيم".
تأتي هذه التطورات بينما تشهد المنطقة توترا متزايدا بين طهران من ناحية ودول الخليج العربية والولايات المتحدة من ناحية أخرى، فضلا عن الحرب المستمرة في اليمن منذ أكثر من أربعة أعوام.
وأرسلت الولايات المتحدة حاملتي طائرات كما نقلت قاذفات بي 52 الاستراتيجية إلى منطقة الخليج وسط اتهامات لإيران بالتخطيط لاستهداف المصالح الأمريكية.
واتهمت المملكة إيران بتدبير هجمات بطائرات بدون طيار الأسبوع الماضي على محطتين لضخ النفط في المملكة، وهو الهجوم الذي تبناه الحوثيون الذين يُعتقد على نطاق واسع أنهم يلقون دعم إيران.
ونفت إيران أي علاقة لها بالهجوم الذي لقي استنكارا دوليا واسعا.
وجاء الهجوم على المحطتين التابعتين لشركة أرامكو بعد يومين من هجمات على أربع ناقلات نفط، منها ناقلتان سعوديتان، قبالة سواحل الإمارات.
وتشهد العلاقات بين واشنطن وطهران توترا حادا بخصوص الاتفاق النووي، الذي انسحبت منه واشنطن العام الماضي وأعادت فرض عقوبات اقتصادية على إيران.
وفي الذكرى الأولى لإنسحاب واشنطن من الاتفاق، ردت إيران، منذ أيام، بتعليق جزئي لبعض التزاماتها في الاتفاق، ما يثير المخاوف من تصاعد الصراع بين البلدين.