رغم إعلانها الانسحاب من الحديدة.. جماعة الحوثي تنتهك الهدنة مجددًا

جماعة الحوثي

بعد ثلاثة أيام فقط من إعلانها الانسحاب من ميناء الحديدة، خرقت جماعة الحوثي اليمنية للهدنة اليمنية هناك.

 

وتجددت المعارك، اليوم الأربعاء، بين المقاتلين الحوثيين والقوات الموالية للحكومة اليمنية الشرعية في مدينة الحديدة الساحلية باليمن.

 

وقالت القوات اليمنية الموالية للشرعية والمدعومة من التحالف العربي الذي تقوده السعودية في تقرير، إن المقاتلين الحوثيين حاولوا التسلل إلى الحديدة، ومنطقة الدريهمي إلى الجنوب، لكن القوات الموالية للحكومة أحبطت محاولتهم.

 

وجاء اندلاع القتال بعد يوم من إعلان جماعة الحوثي الموالية لإيران المسؤولية عن هجوم بطائرات مسيرة، قالت الرياض إنه أصاب محطتين سعوديتين لضخ النفط.

 

اتهامات حكومية  

 

اتهم متحدث عسكري يمني، الأربعاء، الأمم المتحدة بتسجيل "موقف سلبي"، من خلال "محاباتها" للحوثيين عبر تغاضيها عن انتهاكات الجماعة في الحديدة غربي البلاد. جاء ذلك في تصريح أدلى به للأناضول المتحدث باسم القوات المشتركة لتحرير الساحل الغربي في اليمن، العقيد وضاح الدبيش.

 

وقال الدبيش: "في الوقت الذي تؤكّد فيه الأمم المتحدة عبر مبعوثها في اليمن (مارتن) غريفيث ومكتبه في الحديدة، انسحاب المليشيات (الحوثيين) من الموانئ الرئيسية بالمحافظة، فإن الجماعة تشنّ، وبشكل يومي، هجمات متكررة على مواقع القوات الحكومية". وأضاف: "لعل الهجوم الكبير الذي شنته قوات الحوثي، اليوم، على مدينة الدريهمي بالحديدة، دليل على سلبية الأمم المتحدة ومحاباتها للحوثيين، وهي بذلك تسجل موقفا سلبيا ومتواطئاً مع الحوثيين، من خلال غض الطرف عن جرائمها بحق السكان بشكل يومي في الدريهمي وغيرها".   

خرق دائم  

 

واعتبر أن "هذه ليست المرة الأولى التي تشن فيها مليشيات الحوثي مثل هذه الهجمات، وتخرق اتفاق وقف إطلاق النار الصادر من الأمم المتحدة في ديسمبر/ كانون أول 2018".  وتابع: "سبق أن أبلغنا رئيس لجنة إعادة الانتشار في محافظة الحديدة، الفريق مايكل لوسيغارد، بالخروقات المتكررة لجماعة الحوثيين، إلا أن رده علينا كان صاعقا بقوله: 'ليس من اختصاصي رصد الخروقات، أنا هنا فقط لإعادة الانتشار'".   

انسحاب سابق

 

وقبل أيام بدأ الحوثيون الانسحاب من ميناء رئيسي بمحافظة الحديدة، لتنفيذ بنود اتفاقية وقف إطلاق النار التي وقعت في شهر ديسمبر الماضي.

 

وقد اتفق الحوثيون والقوات الحكومية التابعة للرئيس عبد ربه منصور هادي على الانسحاب من ميناء الحديدة للسماح للمساعدات الإنسانية بدخول البلاد.

 

وقالت بي بي سي إنها حصلت على مقاطع فيديو تظهر المسلحين الحوثيين يستقلون شاحنات لتنفيذ الانسحاب.

 

ونقلت وكالة فرانس برس للأنباء عن فرحان حق المتحدث باسم الأمم المتحدة تأكيده بدء عملية الانسحاب التي وصفها المبعوث الأممي مارتن غريفيث بأنها "خطوة أولى".

 

تفاؤل أممي  

 

وقال غريفيث لبي بي سي: "أنا متفائل، لكن الأمر هش، لدينا ما نفعله لنتأكد بأن الحكومة اليمنية راضية".

ووصفت حكومة هادي إعلان الحوثيين بأنه "مسرحية". ونقلت وكالة رويترز عن وزير الإعلام، معمر الارياني، قوله إن هذا الإعلان يهدف إلى "تضليل المجتمع الدولي قبل اجتماع مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة" حول اليمن.

 

كما اتهم محافظ الحديدة الحسن طاهر الحوثيين "بالتحايل" وتسليم الموانئ فيما بينهم.

 

وقتل ما لا يقل عن 6800 مدني في الحرب المستمرة منذ 4 سنوات في اليمن، وجرح حوالي 10700 شخص ، وفقا لبيانات الأمم المتحدة. وتوفي الآلاف بسبب سوء التغذية والأمراض والأوضاع الصحية السيئة.

 

ويشكل ميناء الحديدة شريان الحياة الرئيسي لثلثي سكان اليمن، وكان لإغلاقه أثر كارثي على الشعب اليمني الذي وصل إلى مشارف المجاعة.

 

وقد اتفق الطرفان المتحاربان بموجب هدنة برعاية الأمم المتحدة على الانسحاب من مدينة وميناء الحديدة والصليف ورأس عيسى.

 

ويشكل عرض الحوثيين الانسحاب من ميناء الحديدة الخطوة المهمة الأولى لتنفيذ وقف إطلاق النار.

وكانت الأمم المتحدة قد ناشدت الطرفين مرارا السماح فتح مخازن الميناء التي تحوي كميات كبيرة من الحبوب تكفي لإطعام 3.5 مليون شخص لمدة شهر.

 

ولم يتمكن عمال الإغاثة من الوصول للمخازن على مدة خمسة شهور، وحذرت الأمم المتحدة من إمكانية تلف مخزون الحبوب.

 

وللعام الخامس على التوالي، يشهد اليمن حربا بين القوات الموالية للحكومة ومسلحي جماعة "الحوثي" المتهمين بتلقي دعم إيراني، والمسيطرين على محافظات، بينها العاصمة صنعاء منذ سبتمبر 2014.

مقالات متعلقة