اشتدت حدة المعارك المشتعلة في العاصمة الليبية طرابلس، بين قوات حفتر والسراج، في اليومين الماضيين.
وكشفت تقارير إعلامية أن الطرفين يدفعان لمزيد من التصعيد، بعد دفعهما لمزيد من الجنود والعتاد المسلحة لأرض القتال.
ويعمل جيش حفتر على فتح جبهات جديدة في طرابلس، وقال المتحدث العسكري، اللواء أحمد المسماري، إن "الجيش يستدعي قوات الاحتياط لفتح جبهات جديدة في طرابلس، مشيرا إلى أنه سيستخدم المدفعية والمشاة في الأيام المقبلة".
مناطق استراتيجية
وأضاف: "بدأ الجيش الوطني، بناء على أوامر من قائده المشير خليفة حفتر، هجوما قبل أكثر من أسبوعين لتطهير طرابلس من الميليشيات، ونجح في استعادة مناطق استراتيجية حول العاصمة".
وفيما يتعلق بسير المعركة على الأرض، أشار المسماري إلى أن معركة "طوفان الكرامة" تسير "على نحو جيد" في كل الجبهات، وتحقق قوات الجيش "تقدما ميدانيا ممتازا".
وتابع: "لم ينفذ سلاح الجو (الاثنين) أي طلعات بسبب الغبار والرياح القوية، ولكننا نركز على معسكرات الميليشيات الإرهابية المعروفة لدينا، وأي موقع يصل إليه الجيش لن يتراجع عنه".
كما بيّن أن تواجد المدنيين والكثافة السكانية العالية في بعض مناطق الاشتباك "تحول دون سرعة إنجاز مهمة الجيش في تحرير طرابلس".
وأدرف المسماري قائلا: "لهذه الغاية اعتمدنا الزج بالتنسيق الثاني، لتعويض غياب الأسلحة الثقيلة واستخدام القوة المفرطة في هذه المواقع".
وأشار إلى توفر معلومات عن نقل بعض مؤسسات الدولة من طرابلس إلى مصراتة، لتأخذ دور العاصمة، متوعدا باجتثاث بؤرة الإرهاب وبأنه "لن يتوفر للمجموعات الإرهابية أي ملاذ آمن في ليبيا".
وكان البيت الأبيض أعلن قبل أيام أن الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، تحدث هاتفيا إلى حفتر، معترفا بدروه "الكبير في مكافحة الإرهاب وتأمين موارد ليبيا النفطية".
وأظهرت مقاطع فيديو أرتالا طويلة من العربات المسلحة، وهي تتجه من منطقة الجبل الغربي ومن أقصى الغرب، نحو العاصمة لتعزيز قوات الجيش في محيط طرابلس.
معركة مصيرية
وعلى الرغم من الهدف الدعائي والنفسي من استعراض الحشود العسكرية وأرتال الآليات، إلا أن مؤشرات هذه المرة تدل على أن معركة طرابلس ستشهد تصعيدا كبيرا بعد أكثر من أسبوعين من قتال نجم عنه، وفق منظمة الصحة العالمية، مقتل 254 شخصا، وإصابة 1228 آخرين.
ويبدو أن القيادة العامة للجيش قد ألقت بكل ثقلها في هذه المعركة "المصيرية" من خلال إرسال قوات ضخمة من "الاحتياط" إلى الجبهات، وتغيير قائدي كتيبتين مقاتلتين متمركزتين في ضواحي العاصمة
الجنوبية.
وترجح الأنباء المتواترة أن تشهد المناطق المحيطة بالعزيزية، ومحاور القتال في ضواحي العاصمة الجنوبية معارك طاحنة، وقد تُفتح جبهات جديدة بغرض اقتحام طرابلس، وحسم المعركة.
بالمقابل، ستحاول الوحدات المدافعة عن العاصمة امتصاص الهجوم الجديد والاحتفاظ بمواقعها أطول فترة ممكنة، بل ومحاولة كسر شوكة الجيش، وإبعاد قواته عن المنطقة، وصولا إلى السيطرة على غريان، جنوب غرب طرابلس، واقتحام ترهونة، جنوب شرق المدينة، وفق منشورات في مواقع إخبارية تتحدث باسم هذه التشكيلات المسلحة التابعة لحكومة الوفاق الوطني.
تصعيد مقابل
وتحدثت مواقع إخبارية تابعة لحكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج عن حشود متبادلة منذ مساء أمس، ما يعني أن الحرب مرشحة اليوملمزيد من التصعيد في محاورها الرئيسة، وخاصة حول مدينة العزيزية الاستراتيجية إلى الجنوب من طرابلس، وفي الضواحي الجنوبية الملاصقة للمدينة.
وكانت محاور القتال في عين زارة وطريق السواني وقصر بن غشير قد شهدت معارك كر وفرن، تبادل خلالها الطرفان السيطرة على المعسكرات والمناطق الحيوية لفترات قصيرة من دون أن يحقق أي طرف مكاسب كبيرة.
وفي غضون ذلك، نجحت قوات موالية لحكومة الوفاق الوطني يقودها أسامة الجويلي في إبعاد وحدات الجيش من منطقة العزيزية إلى وادي الهيرة.
ولم يتغير الوضع لاحقا في هذه المنطقة على الرغم من المعارك الشرسة التي خاضها الطرفان، حيث حاول الجيش استعادة هذه المدينة الاستراتيجية، فيما سعت قوات حكومة الوفاق إلى التقدم في محاولة للسيطرة على مدينة غريان وانتزاعها من قبضة الجيش.
معارك طرابلس
ويأتي هذا الهجوم، في وقت يشن فيه الجيش الليبي بقيادة حفتر عملية عسكرية أطلق عليها "طوفان الكرامة" من أجل تخليص العاصمة طرابلس من قبضة حكومة الوفاق بقيادة فائز السراج. وحسب المتحدث باسم الجيش الوطني التابع لحفتر، اللواء أحمد المسماري، فإن "الجيش تمكن من تحقيق عدة إنجازات خلال العملية، مشيرا إلى أن الجهات التي يقاتلها الجيش عبارة عن ميليشيات مرتبطة بتنظيمي الإخوان وداعش الإرهاربيين". وأكد المسماري أن الميليشيات التي تسيطر على طرابلس تتلقى دعما خارجيا، خاصة من قطر وتركيا.