وسط أزمة ديبلوماسية صامتة.. سفير الإمارات يغادر المغرب بـ«طلب سيادي عاجل»

محمد السادس ومحمد بن زايد - آرشيفية

في خطوة غامضة تكشف عن مدى تطور الخلاف الصامت بين الرباط وأبوظبي، غادر السفير الإماراتي بالرباط علي سالم الكعبي، المغرب ، بناء على "طلب سيادي عاجل" من أبوظبي، بحسب إعلام مغربي.

 

وقالت وسائل إعلام محلية، بينها صحيفة "أخبار اليوم" (خاصة)، الإثنين، إن "علي سالم الكعبي غادر الأسبوع الماضي، الأراضي المغربية، عائدا إلى بلاده، بشكل مفاجئ ".

وتشير المعطيات التي حصلت عليها الصحيفة إلى أن السفير الإماراتي، الذي لم يمض على تعيينه عام، غادر البلاد بناء على «طلب سيادي مستعجل»، من دون توضيح تفاصيل.

وأضافت، أن السلطات الإماراتية، لم تعلن رسميا سبب عودة سفيرها بالرباط، وما إن كان الأمر يتعلق بإنهاء مهام، أو بمسلك ديبلوماسي آخر.

 

كما ذكرت الصحيفة ذاتها، أن العلاقات المغربية الإماراتية، تعيش تدهورا في الآونة الأخيرة، بسبب الخلافات حول الطريقة التي ينبغي أن تدار بها بعض الملفات المشتركة، موردة أن من شأن هذا التطور أن يطرح شكوكا حول مستقبل هذه العلاقات.

وبدأ ناصر بوريطة، وزير الخارجية المغربي، 8 أبريل الجاري، جولة خليجية، من الرياض ، وشملت الكويت والبحرين وقطر، ولم تشمل الإمارات.

 

وتسلم أمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، رسالة من العاهل المغربي الملك محمد السادس ، بشأن "العلاقات الثنائية والأوضاع الإقليمية".

 

وتأتي الرسالة بعدما سلم بوريطة، رسائل مماثلة إلى كل من العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، وأمير الكويت صباح الأحمد الجابر الصباح، وحمد بن عيسى آل خليفة، عاهل مملكة البحرين، وفق الرباط.

 

بوادر سابقة للأزمة

 

وكانت المغرب قد أرسلت سابقًا "رسائل مبطنة" تلمح إلى وجود خلافات مع السعودية والإمارات، في نهاية مارس الماضي، وذلك في أعقاب ما عرفت بـ"أزمة السفراء" التي كادت أن تعصف بالعلاقات بين الرباط وكل من الرياض وأبو ظبي خلال الفترة الماضية.

 

وقال وزير الشئون الخارجية والتعاون الدولي، المغربي ناصر بوريطة، في 29 مارس الماضي ، أن السياسة الخارجية هي مسألة سيادة بالنسبة للمغرب، وأن التنسيق مع دول الخليج، وخاصة السعودية والإمارات، يجب أن يكون وفق رغبة من الجانبين.

 

وأضاف بوريطة، خلال مؤتمر صحفي مشترك في الدار البيضاء مع نظيره الأردني أيمن الصفدي، في أعقاب المحادثات الثنائية التي أجراها ملك المغرب محمد السادس والعاهل الأردني عبد الله الثاني، إنه "من منطلق المملكة المغربية، فإن العلاقات مع دول الخليج، وخاصة السعودية والإمارات، هي علاقات تاريخية عميقة. وهناك دائماً الرغبة في الحفاظ عليها، من طرف المغرب".

 

 وأكد أنه "ربما قد لا نتفق على بعض القضايا، لأن السياسة الخارجية هي مسألة سيادة. وفي المغرب هي قائمة على مبادئ وعلى ثوابت"، بحسب "وكالة المغرب العربي للأنباء"ز

 

وأوضح أن "هذا التنسيق يجب أن يكون من طرف الجانبين، وليس حسب الطلب، و يجب أن يشمل جميع القضايا المهمة في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا على غرار الأزمة الليبية"، مشدداً على أن "الرغبة في الحفاظ على هذه العلاقة يجب أن تكون من الجانبين، وأن تكون متقاسمة، وإلا، يكون من الطبيعي عدم استثناء أي من البدائل".

 

وخلال الأزمة الخليجية، اختار المغرب التزام الحياد، وعرض القيام بوساطة بين الأطراف المتنازعة. كما أرسل طائرة محملة بالمواد الغذائية إلى قطر، وزار العاهل المغربي الدوحة لاحقًا في نوفمبر 2017، والتقى بأميرها.

 

وفي يونيو 2017، قطعت كل من السعودية والإمارات والبحرين ومصر، علاقاتها مع قطر، وفرضت الدول الثلاث الأولى حصارًا بريًا وجويًا على الدوحة بدعوى “دعمها للإرهاب”.

وتنفي قطر صحة الاتهامات الموجهة إليها، وتقول إنها تواجه حملة افتراءات وأكاذيب تهدف إلى فرض الوصاية على قرارها الوطني.

 

وكانت السعودية والإمارات قد قررا التصويت ضد الملف المغربي لاستضافة نهائيات كأس العالم 2026، في وقت كانت الرباط تعول على الأصوات العربية لتجاوز الملف الأمريكي الكندي المكسيكي المشترك.

 

 وكشف وزير الخارجية المغربي في 23 يناير الماضي حقيقة موقف بلاده من الأزمة الخليجية، وحقيقة انسحاب القوات المغربية من تحالف السعودية وأبوظبي في اليمن.

 

وأكد ناصر بوريطة خلال حواره مع قناة "الجزيرة"، أن المغرب ليس دوره الاصطفاف مع طرف ضد طرف فيما يتعلق بالأزمة الخليجية، ولكن محاولة تقريب وجهات النظر بين دول مجلس التعاون.

  

 

مقالات متعلقة