الإعدام شنقًا لـ«قاتل طفليه» بالدقهلية.. «القصة الكاملة»

المتهم بقتل طفليه

بعد أقل من عام على حادثة قتل رجل طفليه التي شغلت الرأي العام، قررت محكمة جنايات المنصورة الدائرة الثالثة، اليوم الأربعاء، الحكم بالإعدام شنقا بإجماع الآراء على المتهم محمود نظمي محمد السيد 32 سنة، المتهم بقتل طفليه «ريان ومحمد» بميت سلسيل بعد استطلاع رأي مفتي الديار المصرية في قرار إعدامه.

 

ووجهت المحكمة للمتهم تهمة القتل العمد للطفلين بإلقائهما من أعلى كوبري فارسكور بمحافظة دمياط في أول أيام عيد الأضحى الماضي.

وكان المتهم اعترف بارتكاب جريمة قتل طفليه في الجلسة الأخيرة لمحاكمته قائلا: «ايوه انا قتلتهم وإنا لله وإنا إليه راجعون».

 

 ذلك الحادث الذي وقع أول أيام عيد الأضحى المبارك الماضي،  أثار حالة واسعة من الجدل حينها، لاسيما بعد تضارب الروايات حول مقتلهم وإدلاء الأب بأكثر من رواية، وما شابه في البداية من غموض حول مرتكب الجريمة.

 

"الشيطان وزّني وكنت واخد برشام..كانوا عاملين إزعاج في البيت وهما بيحبوا يخرجوا وأنا تعبان زي ما يكون عندي ستين سنة..وقتلتهم ورميتهم في البحر عشان اريحهم مني وعايز أموت وارتاح"، كلمات قالها والد الطفلين ذو الـ 32 عاما، بصوت متهدج وهو يجيب على سؤاله في التحقيقات "حد يقتل عياله؟"، بحسب فيديو نشرته وزارة الداخلية.

وأضاف الأب في اعترافاته أنه أنفق مبالغ مالية باهظة اقتربت من مليون جنيه الفترة الماضية، وأصبح مديونا وشعر بأن طفليه سيواجهان الحياة بشكل سيئ بسببه وبسبب سمعته خاصة بعد أن أدمن الخمر ما دفعه لارتكاب الجريمة.

 

وردًا على سؤاله لماذا قتل أطفاله قال إنهم كانوا يمثلون  إزعاجا له وهو مصاب بمرض في معدته يجعله يشعر وكأنه ذو ستين عاما من شدة التعب، وأنه على خلافات مع زوجته بسبب ادعائها الدائم بعدم تحمله المسئولية في تربية الأبناء.

 

 

ويقص "محمود.ن.م"- المتهم بقتل طفليه- أنه في هذا اليوم طلب من زوجته أن تلبس الأطفال لأن صهره طلب منه أن يحضرهم كي يلعبوا مع الأضحية ويزوروا أقاربهم، وبالفعل أخذهم إلى هناك ثم اصطحبهم لفسحة في البحر واشترى لهم بلالين، ثم استقل السيارة بهم إلى طريق الإسكندرية، وبعد وصوله إلى كوبري فارسكور بمحافظة دمياط، ألقى بهم في النيل، ثم اتصل على زوجته يخبرها أنه فقد الطفلين، وعاد إلى منطقته كي يبحث معهم وحرر محضرا بالاختفاء.

 

هذا آخر ما قصه المتهم من اعترافات أمام النيابة، ولكن كانت له أقوال أخرى هي التي جعلته محط شك وريبة، ففي بداية الواقعة قال إن هناك تجار آثار هم من خطفوا أطفاله ثم قتلوهم ثم اتهم سيدة أخرى كان على علاقة بها لتتنقم منه، وأخيرًا اعترافه هو بقتل طفليه ريان ابن الخمسة أعوام ومحمد 3 سنوات.

 

وبدأت الواقعة بتقديم بلاغ إلى وزارة الداخلية، مركز شرطة ميت سلسيل  بالدقهلية، من رجل يُدعى "محمود نظمي السيد"، باختطاف طفليه محمود وريان أثناء تواجدهما معه بالملاهي الكائنة بالمنطقة، لافتًا إلى أن أحد الأشخاص غافله وادعى أنه صديقه في الدراسة قبل أن يخطفهما آخرون من على المرجيحة.

 

 

وشكلت الداخلية فريق بحث جنائي لكشف غموض الواقعة، وأعلنت مديرية أمن الدقهلية الطواريء، وبينما تواصل أجهزة الأمن البحث كان للأهالي الكثير من التفسيرات والتأويلات، ولاسيما ما اعترف به الأب بعلاقته الشائكة مع بعض الأشخاص في تجارة الآثار، وربما هذه الراوية التي جعلت البعض يتمسك بها ولا يصدق أن الأب قتل طفليه.

 

في غضون ساعات من البلاغ تم العثور على الطفلين "ريان ومحمد" مقتولين بعد إلقائهما أحياء في بحر دمياط، وبدأت الشكوك تتجه ناحية الأب نظرا لتضارب أقواله واختلاف الروايات التي يدلي بها، ولأن أفعاله وسلوكه لا تتناسب إطلاقاً مع هول الواقعة وفقده لطفليه في آنٍ واحد، واتسام شخصيته باللامبالاه وتعاطيه للمخدارت، وأحاديثه مع المقربين منه برغبته في التحرر من تربية الأولاد، واختفاءه بعد دفن طفليه، وذلك بحسب بيان رسمي صادر عن وزارة الداخلية.

 

وألقت الشرطة القبض على والد الطفلين بتهمة القتل العمد، واعترف بكافة تفاصيل الجريمة في فيديو أذاعته وزارة الداخلية، وكان قد ادعى أنه مريض نفسيا، وارتكب جريمته لأنه لا يستحق أن يكون أبا لهما لأفعاله السيئة وتعاطيه بعض أنواع المخدرات، موضحا أنه اختلق قصة ذهابه بهم إلى الملاهي وأن أحد الأشخاص اختطفهم كي يبعد التهمة عن نفسه.

 

وانتهى الأمر بقرار نيابة شمال الدقهلية بحبس محمود نظمي، والد الطفلين، 15 يوما على ذمة التحقيق، واعترف في محاضر الشرطة أنه اختلق واقعة خطف طفليه وقتلهما لخلافاته المالية وأنه وراء الجريمة بسبب علاقاته النسائية المتعددة، ومداومة تناول المخدرات ما تسبب في مشاجرات مستمرة مع زوجته. 

وورد في أمر إحالة المتهم «أنه ومع سبق الإصرار بأن بيت النية وعقد العزم على التخلص من طفليه» محمد وريان بقتلهما وتحين الفرصة لذلك حتى واتته فاقتادهما بالسيارة إلى مكان الواقعة أعلي كوبري فارسكور وألقى بهما من أعلى الكوبري بمجري النيل فسقطا بهما حتى لقيا حتفها غرقا على نحو ما أورده تقرير الطب الشرعي المرفق بالأوراق وعلى النحو المبين بالتحقيقات.

 

كما ان تلك الجناية اقترنت بجناية أخرى وهى حيازة المتهم» جوهرين مخدرين «حشيش ومادة ترامادول هيدروكلوريد في غير الأحوال المصرح بها قانونا.

وأكد أمر الاحالة: «أنه وعلى إثر خلافات زوجية وحقد وكراهية لأسرته لمنعه من التصرف بأمواله على رفقة السوء وكذا تعثره المالي وبناء على علاقاته ومع تعاطيه المواد المخدرة» البانجو والحشيش«والأدوية المؤثرة على الحالة النفسية» الأنافرانيل، والأبتريل راودته فكرة التخلص من نجليه إلى أن لاحت له الفرصة بأول أيام العيد، الموافق 21/8/2018.

 

وتابع :"وباصطحابه لهما للترفيه عنهما بمكان يدعي» العبد بميت سلسيل إذ بدأ في التروي والتدبر لتنفيذ فعلته واعتقر عقار» الأنافرانيل، والأبتريل«وتعاطي سيجارة لمخدر البانجو وذهب بهما إلى حيث مكان الواقعة» كوبري فارسكور«وتوقف حتى خلا الكوبري من المارة وأخرج»ريان«وألقاه من أعلي الكوبري فسقط في مياه النيل ثم أخرج الآخر»محمد«وفعل به ذات ما فعله مع الأول وذلك لإرسالهما لمكان أفضل خوفا عليهم من مساوئ الحياة،، ثم فر من مكان الواقعة واختلق واقعة اختطافهم بالمحضر المسطر على لسانه بتاريخ 21/8/2018 الساعة الثامنة مساء».

وقدم ممثل النيابة للمحكمة الخطاب الذي حرره المتهم بخط يده من محبسه يتضمن اعترافه بإرتكاب جريمة قتل طفليه وندمه عليها ووصيته لهم بعد وفاته وكان ذلك بغير تحقيق أو استجواب وتم التحقيق بشأنه من قبل النيابة العامة بتاريخ 19/10/2018 أي قبل جلسة المحاكمة الاولي المنعقدة في 21/10/2018 وتم ارسالها للمحكمة بتاريخ 22/10/2018 وثبت من تقرير ابحاث التزييف والتزوير ان المتهم محمود نظمي محمد السيد هو المحرر لذلك الخطاب بخط يده دون اكراه أو اجبار.

مقالات متعلقة