باستقالة القطراني.. الانشقاقات تضرب صفوف السراج

فائز السراج

في ظل الحرب المستعرة بين الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر، وقوات فائز السراج، دبت خلافات بين قيادات المجلس الرئاسي الليبي.

 

وتقدم عضو المجلس الرئاسي الليبي علي القطراني باستقالته من المجلس، اليوم الاثنين، معللًا سبب استقالته بالقول إنه "تحت سيطرة الميليشيات، ويتفرد رئيسه فايز السراج باتخاذ القرارات".

 

وحذَّر وزراء خارجية مجموعة الدول السبع الكبرى، قائد ما يسمى الجيش الوطني الليبي، من مواصلة هجومه على العاصمة طرابلس، وتهديد الحكومة المعترف بها دولياً هناك. ودعا الوزراء حفتر إلى وقف الهجوم وإلا فسيواجه تحركاً دوليا.

 

استقالة القطراني  

 

وقال القطراني في كتاب استقالته "إدراكًا مني بأن هذا المجلس الذي يتفرد رئيسه فايز السراج بقراراته تحت تهديد بندقية الميليشيات المسلحة لن يقودنا إلا لمزيد من المعاناة والانشقاق، فإني أعلن استقالتي منه ومواصلة النضال بين صفوف الشعب الليبي، داعمًا بكل ما أستطيع جيشنا الوطني، إيمانًا مني بقدرته على استعادة الوطن وتقديرًا لتضحياته وتكريمًا لشهدائنا الأبرار".

 

وأضاف: في هذه اللحظات التاريخية الحاسمة التي تعيشها ليبيا، نبارك تقدم الجيش الوطني الليبي نحو العاصمة طرابلس لتخليصها من التنظيمات الإرهابية والميليشيات الإجرامية المسلحة التي أفسدت الحياة السياسية وأفشلت المرحلة الانتقالية وأهدرت بشكل ممنهج ثروات الليبيين واستهانت بكرامتهم وإنسانيتهم ومارست أبشع صور الظلم والجور".

 

واستطرد: وجدت هذه الجماعات في المجلس الرئاسي الأداة الطيعة التي تمكنها من الترهيب والسيطرة على موارد الدولة وثروات الشعب، معتمدة على رضوخ حكومة الوفاق والمصرف المركزي لكافة أوامرها والخنوع التام أمام تهديداتها".

 

وتابع: "لا يخفى على الشعب الليبي ما آل إليه حال المجلس الرئاسي من الضعف والتدني في مستوى الأداء، ولا يسعني إلا أن أنبه المجتمع الدولي وهيئة الأمم المتحدة وبعثتها في ليبيا ومجلس الأمن إلى أن السراج قد تفرد بممارسة اختصاصاته بتحريض ودفع من الميليشيات المسلحة التي تحكم قبضتها بقوة السلاح على جميع مرافق العاصمة".

 

وهو ما نعتبره خرقًا للاتفاق السياسي، وأحد أهم العوامل في فشل أداء المجلس، ما ترتب عليه حالة انهيار في كافة قطاعات الدولة، وتفاقم معاناة المواطن وضياع الفرص للوصول إلى وفاق يعالج الأزمة الليبية بكل جذري".

 

معارك مشتعلة  

 

ولم يتوقف القتال طيلة الأيام الـ 5 الماضية على ضواحي طرابلس بين قوات الجنرال الليبي خليفة حفتر، وقوات حكومة الوفاق الوطني، والتي أسفرت تلك الحرب عن سقوط قتلى وجرحى.

 

وفي الساعات الأخيرة، اعترفت قوات خليفة حفتر بمقتل 14 عسكرياً خلال المواجهات الدائرة في ضواحي مدينة طرابلس، ضد قوات حكومة الوفاق الوطني بليبيا المعترف بها دولياً.

 

وقبيل أيام فقط من انعقاد الملتقى الوطني للحوار في الأمم المتحدة أعلن اللواء المتقاعد في الجيش الليبي خليفة حفتر إطلاق ما سماها عملية تحرير العاصمة طرابلس وسط أجواء تصعيد لم يخفف من وقعها تزامنها مع وجود أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو جوتيرش في طرابلس.

 

ومنذ 2011، تشهد ليبيا صراعا على الشرعية والسلطة يتمركز حاليا بين حكومة الوفاق المعترف بها دوليا، في طرابلس (غرب)، وقائد قوات الشرق خليفة حفتر، المدعومة من مجلس النواب المنعقد بمدينة طبرق (شرق).

 

وإزاء اختيار حفتر التصعيد في هذا التوقيت التي تشكل فيه الأمم المتحدة أعلى حضورها في ليبيا أعلن رئيس المجلس الرئاسي الليبي فائز السراج ومؤيدوه في الحكومة التصدي لما سموه عدوان حفتر وكل ما يهدد حياة المدنيين من جماعات إرهابية.

 

دعم دولي  

 

 

ويرى خبراء في الشأن الليبي أن التحرك العسكري لحفتر يبدو أنه بدعم من دول غربية وعربية غير معلن خاصة بعد أن فقد المجتمع الدولي الأمل في الحل السياسي في ليبيا منذ سقوط نظام الرئيس الليبي معمر القذافي عام 2011 .

 

ناصر الهواري، مدير المرصد الليبي لحقوق الإنسان (غير حكومي)، قال في تصريحات إن الوضع الميداني لحفتر لم يحرز تقدما لذا هناك ترقب غربي لهذا المجريات الغامضة، وبالتالي لم تصدر بيانات واضحة وقوية.

 

ويفسر الهواري تحرك حفتر مدعوما بضوء أخضر غربي سرا، مقابل تحفظات غربية علنية، قائلا: "حفتر على الدوام يتم دعمه دوليا من تحت الطاولة ولا يقدم أحد على إعلان ذلك"،

 

ويربط الهواري، بين زيارة حفتر للسعودية التي عقدت لأول مرة، وتصاعد الأحداث المفاجئ من جانب حفتر بعد وقت قصير من الزيارة، في المقابل عادة ما تقول السعودية إنها لا تتدخل في شؤون الدول.

 

ولا يفصل الخبير الليبي، بين تطلعات حفتر للحكم، ومخاوفه من أن يفقد دوره وسلطته مع انعقاد مؤتمر جامع ليبي، والموافقة الغربية "غير المعلنة" على عملية طرابلس، ويقول: "فكلاهما (حفتر والغرب) تحرك مسبقا للتأثير على سير المؤتمر ومحاولة للإفشال".

 

بركان الغضب  

 

وبعد هجوم حفتر، أعلنت حكومة الوفاق الليبية المعترف بها دوليا، إطلاق عملية "بركان الغضب" لتطهير البلاد من قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر التي أعلنت استخدام القوة الجوية لأول مرة.

 

وقال المتحدث باسم قوات حكومة الوفاق: "متمسكون بمدنية الدولة، ولن نسمح بعسكرة الدولة الليبية. تحركنا فوراً وبناء على خطط محكمة للرد على هجوم قوات حفتر".

 

وذكرت وسائل إعلام ليبية أن "طيران تابع لحكومة الوفاق استهدفت قاعدة الوطية الجوية جنوب غربي طرابلس".

 

من جانبه أعلن متحدث باسم قوات حفتر، ويدعى أحمد المسماري، استخدام القوة الجوية لأول مرة منذ بدء عملية عسكرية ضد العاصمة الليبية.

 

وحذَّر وزراء خارجية مجموعة الدول السبع الكبرى، قائد ما يسمى الجيش الوطني الليبي، من مواصلة هجومه على العاصمة طرابلس، وتهديد الحكومة المعترف بها دولياً هناك. ودعا الوزراء حفتر إلى وقف الهجوم وإلا فسيواجه تحركاً دولياً.

 

وتسعى الأمم المتحدة إلى عقد مؤتمر بمدينة غدامس في جنوب غربي ليبيا من 14 إلى 16 أبريل الجاري، لبحث الانتخابات باعتبارها سبيلاً للخروج من فوضى التناحر بين الفصائل والتي سمحت بظهور المتشددين في بعض المناطق.

مقالات متعلقة