بعد 5 أيام حرب.. لماذا تعثر حفتر على ضواحي طرابلس؟

قتال في ليبيا

لم يتوقف القتال طيلة الأيام الـ 5 الماضية على ضواحي طرابلس بين قوات الجنرال الليبي خليفة حفتر، وقوات حكومة الوفاق الوطني، والتي أسفرت تلك الحرب عن سقوط قتلى وجرحى.

 

الجنرال الليبي الذي شن هجوما عنيفا على ضواحي طرابلس قبل أيام، لم يكن يعرف أن خصمه سيجبره على التراجع، فبعد وصول حفتر على مشارف طرابلس لم يستطع الرجل الدخول إلى العاصمة وفق تقارير إعلامية ليبية.

 

ورغم سقوط عشرات القتلى والجرحى من الجانبين، إلا أن تقارير إعلامية أكدت خسائر فادحة للواء الليبي المتقاعد كانت حصيلة الحرب في طرابلس.

 

فحملة حفتر العسكرية تواجه صعوبات عسكرية كبيرة، فمع وجود قتلى من قوات حفتر، أسر العشرات من جنوده أيضا.

 

وفي الساعات الأخيرة، اعترفت قوات خليفة حفتر بمقتل 14 عسكرياً خلال المواجهات الدائرة في ضواحي مدينة طرابلس، ضد قوات حكومة الوفاق الوطني بليبيا المعترف بها دولياً.

محمد أبو مديس الخبير في الشؤون الأمنية الليبية قال: توقعنا هجوم اللواء المتقاعد حفتر على طرابلس، فالشارع الليبي كان يعرف ذلك مسبقا، لكن السياسيون لم يعوا ذلك، ولعبوا على ورقة المصالحة، وهذا يصعب تحقيقه مع شخص مثل حفتر.

 

وأوضح في تصريحات متلفزة: كنا نبهنا مرات عديدة من احتمالية هجوم حفتر، لكن حكومة الوفاق لم تكن تسمع.

 

وتابع: لدينا في مصراتة مناطق عسكرية مسلحة وليس مليشيات كما يدعي البعض، ما حدث انتحار عسكري من حفتر الذي لم يقدر حجم خصمه.

 

وأشار إلى أن مصراتة والزنتان والزاوية وغيرها من الفصائل المسلحة توحدت لصد هجوم حفتر، أوقفنا هجوم اللواء المتقاعد، وأجبرناه على التقهقر.

وأكد أن ليبيا استغربت الموقف الدولي من هجوم حفتر، فالموقف متخاذل بشكل كبير، متسائلا: لماذا تواطأ المجتمع الدولي مع هجوم حفتر؟.

خيري عمر أستاذ العلوم السياسية قال: ليس هناك قوة منظمة تستطيع حسم الصراع العسكري في ليبيا، والأحداث السابقة تؤكد ذلك.

 

وأوضح في تصريحات متلفزة أن توقيت عملية حفتر سبق قبل هذه المرة، فالمحاولة تتعلق ليس بالتوقيت، لكنه بالاستراتيجية التي تدعمه بها دول خارجية.

 

وتابع: لا أعتقد أن حفتر يفكر في المسار السياسي، فهو يسير في اتجاه الحسم العسكري، لكنه لن يستطيع ذلك، هو يريد أن يصل إلى طرابلس بأي ثمن.

 

وأكد أن أداء الأمم المتحدة في ليبيا متخاذل، فالأمم المتحدة خطاباتها لا تتطلع لبلورة حل سياسي واضح.

 

وليام لورانس أستاذ الشؤون الدولية قال في تصريحات متلفزة، إن حفتر أعلن الحرب على كامل المدن الليبية، فرغم الدعم الدولي لحفتر لكنه لم يستطع دخول طرابلس.

 

وأوضح أن الصمت الدولي ليس لدعم حفتر، لكنه وقوف لمعرفة ما ستؤول إليه نتائج تلك الحرب.

 

وأضاف أن الأمم المتحدة وقفت موقف الحياد، وهذا مخالف للقانون الدولي، خصوصا وأن الأمم المتحدة لم تطلب من حفتر وقف هجومه.

 

وبعد هجوم حفتر، أعلنت حكومة الوفاق الليبية المعترف بها دولياً، إطلاق عملية "بركان الغضب" لتطهير البلاد من قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر التي أعلنت استخدام القوة الجوية لأول مرة.

وقال المتحدث باسم قوات حكومة الوفاق: "متمسكون بمدنية الدولة، ولن نسمح بعسكرة الدولة الليبية. تحركنا فوراً وبناء على خطط محكمة للرد على هجوم قوات حفتر".

 

وذكرت وسائل إعلام ليبية أن "طيران تابع لحكومة الوفاق استهدفت قاعدة الوطية الجوية جنوب غربي طرابلس".

 

من جانبه أعلن متحدث باسم قوات حفتر، ويدعى أحمد المسماري، استخدام القوة الجوية لأول مرة منذ بدء عملية عسكرية ضد العاصمة الليبية.

 

وحذَّر وزراء خارجية مجموعة الدول السبع الكبرى، قائد ما يسمى الجيش الوطني الليبي، من مواصلة هجومه على العاصمة طرابلس، وتهديد الحكومة المعترف بها دولياً هناك. ودعا الوزراء حفتر إلى وقف الهجوم وإلا فسيواجه تحركاً دولياً.

 

وتسعى الأمم المتحدة إلى عقد مؤتمر بمدينة غدامس في جنوب غربي ليبيا من 14 إلى 16 أبريل الجاري، لبحث الانتخابات باعتبارها سبيلاً للخروج من فوضى التناحر بين الفصائل والتي سمحت بظهور المتشددين في بعض المناطق.

 

مقالات متعلقة