جنرال عملية تحرير طرابلس..من هو خليفة حفتر؟

خليفة حفتر

تتصاعد الأحداث العسكرية في ليبيا بشكل ملحوظ بعد إصرار اللواء المتقاعد خليفة حفتر من الزحف باتجاه العاصمة طرابلس الأمر الذي سيزيد من تعقيد المشهد الليبي.

 

وأثار إعلان حفتر الحرب على طرابلس والخروج من حظيرة حكومة الوفاق المعترف بها دوليا، انتقادات إقليمية ومحلية للرجل الذي أدخل بلاده في أعنف حالات العنف في تاريخها.

 

وفي نهاية الأسبوع الماضي أعلن حفتر، رسميا، انطلاق عملية عسكرية للسيطرة على العاصمة طرابلس، وسط تحفز من حكومة الوفاق لصد أي تهديد، ودعوة من بريطانيا لعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن لبحث التطورات الأخيرة في ليبيا، عصر الجمعة.

 

من هو حفتر؟

 

والجنرال المتقاعد خليفة حفتر هو قائد الانقلاب في ليبيا، وأحد أبرز الشخصيات في المشهد الليبي بعد الإطاحة بمعمر القذافي، وهو عسكريٌّ تكشف مسيرته الشخصية والعسكرية والسياسية ملامح تتقاطع مع مسيرة وحكم القذافي، ما يهدّد بإعادة إنتاج المشهد الليبي ما قبل الثورة، إذا تمكّن من السيطرة.

 

ولد حفتر عام 1943، وتعود أصوله إلى قبيلة الفرجاني التي تتركز في مدينة سرت (وسط) مسقط رأس العقيد القذافي، ودرس في الأكاديمية العسكرية الملكية في بنغازي، حيث التقى بالقذافي وشارك معه في انقلاب 1 سبتمبر 1969، الذي أطاح بالملك إدريس الأول السنوسي.

 

قاد حفتر قوات الاستطلاع في الجيش الليبي، وشارك في ظل نظام القذافي في عمليات استهدفت الحفاظ على الوجود العسكري الليبي في قطاع أوزو على الحدود مع تشاد، وذلك خلال الصراع الذي جمع الجارين في سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، وانتهى بهزيمة ليبيا. ودعمت كل من فرنسا والولايات المتحدة تشاد، وخاصة في المعارك الأخيرة في أبريل 1987، التي أسر حفتر خلال إحداها.

 

محاولة الإطاحة بالقذافي

 

في مقابلة عام 2015 كشف حفتر أنه طلب مقابلة الرئيس التشادي حسين حبري، وأعلن معارضته للقذافي، وهو ما سمح بإطلاق سراحه مع غالبية السجناء الآخرين. فيما بعد، وبدعم من الولايات المتحدة، تشكلت فرق عسكرية عرفت باسم "قوات حفتر" مقرها تشاد وتضم نحو 2000 ليبي، عقد حفتر العزم على الإطاحة بالقذافي.

 

لكن انتهاء الحرب الباردة، وتغير السلطة في تشاد، ورغبة باريس وواشنطن في تطوير العلاقات مع القذافي، أطاحت بأحلام حفتر الذي انتهى به الأمر منفياً في الولايات المتحدة ثم في فيينا، وفقاً لإذاعة "مونت كارلو".

 

تابع حفتر نشاطه لاحقاً في محاولة الانقلاب على نظام القذافي، إلا أن موجة اعتقالات واسعة عام 1993 أحبطت آماله للمرة الثانية، وأُسر اثنان من إخوته خلالها. 

 

ظهور حفتر عقب الثورة  

 

في عام 2011 عاد حفتر إلى ليبيا للانضمام إلى المعارك الجارية ضد نظام القذافي، وكان حاضراً ضمن القادة العسكريين المشاركين في المجلس الوطني الانتقالي الليبي جنباً إلى جنب مع الجنرال عبد الفتاح يونس (اغتيل عام 2011).

 

بعد سقوط القذافي عُين بمرتبة رئيس لأركان الجيش، وهو ما أثار بعض التحفظات دفعته إلى التزام منزله في بنغازي بعض الوقت، قبل أن يغادر مجدداً إلى الولايات المتحدة.

 

شعر حفتر أن الفرصة سانحة مجدداً لكي يمارس دوراً سياسياً وعسكرياً بارزاً خلال عام 2014، وتمكن من كسب بعض التأييد من خلال توحيد جزء من الفصائل المسلحة (كمجلس برقة والقوات الخاصة في المناطق الشرقية وبعض وحدات القوات الجوية) والقبائل ضد تنظيم القاعدة.

 

انقسامات

 

مطلع العام التالي عين قائداً عاماً للجيش الوطني الليبي، وانقسمت البلاد إلى قسمين: الغرب في أيدي ائتلاف فجر ليبيا الإسلامي، والشرق (وضمنه بنغازي) بقيادة حفتر الذي رقاه فيما بعد البرلمان الليبي (برلمان طبرق) إلى رتبة مشير.

 

جمعته لقاءات متعددة مع رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية فايز السراج في أبوظبي ثم في باريس، حيث اختتم اجتماعهما بتوقيع اتفاق التزم من خلاله الطرفان بوقف إطلاق النار في ليبيا.

 

في ديسمبر 2017 عاد الخلاف مجدداً بين الرجلين، حين أعلن حفتر أن ولاية مجلس الرئاسة المعترف به من قبل المجتمع الدولي قد انتهت، وهو ما قوبل برفض السراج، الذي أكد استمرار مرجعية اتفاق الصخيرات الذي وقع في المغرب عام 2015.

 

أسهمت بعض الدول العربية وعلى رأسهم الإمارات بشكل رئيسي في دعم حفتر، بدعم الحملة العسكرية ضد القوات الحكومية المدعومة أممياً، وهو ما جعل ليبيا ساحة للنزاع الجيوسياسي بين القوى الإقليمية والدولية، حيث يتحجج حفتر أنه يخوض معاركه لمواجهة " الإرهابيين".  

مقالات متعلقة