تحت عنوان "المحاربون الأفغان في الحرب السورية يعودون إلى وطنهم".. سلطت وكالة "أسوشيتدبرس" الأمريكية الضوء على المليشيات الشيعية التي شكلتها إيران لإبقاء حليفهم بشار الأسد في سوريا، وأصبحت مدربة بشكل جيد، ولكن الآن بعد إنتهاء الحرب ماذا ستفعل طهران بهذه القوات.
وقالت الوكالة، أجرت إيران حملة واسعة لجلب الشيعة من جميع أنحاء المنطقة، وإنشاء شبكة من الميليشيات للمساعدة في إنقاذ الأسد من الانتفاضة ضد حكمه، وليس فقط الأفغان ولكن أيضًا الباكستانيين والعراقيين واللبنانيين.
وأضافت، أن الكثير من الجنود الأفغان بدوأ في العودة لوطنهم، حيث قوبلوا بشك، ويعتقد مسؤولو الأمن الأفغان أن إيران لا تزال تنظمهم، وهذه المرة كجيش سري لنشر نفوذ طهران، وسط النزاعات التي لا تنتهي في أفغانستان.
ونقلت الوكالة عن أحد المقاتلين ويدعى "مهدي" :" نحن هنا في أفغانستان خائفون.. إننا جميعًا إرهابيون".
وأشارت الصحيفة إلى أن قدامى المحاربين الأفغان العائدين من سوريا مهددين من جهات متعددة، ويواجهون الاعتقال من السلطات التي تعتبرهم خونة، ويواجهون العنف من فرع الدولة الإسلامية في أفغانستان، والتي تعتبر الشيعة زنادقة ويتعهدون بقتلهم.
في مايو الماضي، اقتحم مسلحون من داعش مسجد الجوادية الشيعي في هيرات، وأطلقوا النار على المصلين، مما أسفر عن مقتل 38 شخصًا.
وكثفت إيران دورها في سوريا عندما بدا أن الأسد يخسر قتاله عامي 2013 و 2014، أرسلت طهران المئات من قوات الحرس الثوري، وبدأت تجلب الميليشيات المتحالفة معها، ومن بينهم حزب الله اللبناني.
لكن القوة الأكبر كانت القوة المؤلفة من الأفغان، والمعروفة باسم لواء "الفاطميون"، والذي قدر الخبراء أنه يصل لـ 15 ألف مقاتل مقاتل في وقت واحد.
وعاد حوالي 10 آلاف شخص من لواء الفاطميون إلى أفغانستان، بحسب مسؤول في وزارة الداخلية الأفغانية.
وتعتقد الحكومة الأفغانية والعديد من الخبراء أن بإمكان إيران تعبئة هؤلاء المقاتلين السابقين مرة أخرى لتأكيد نفوذها في أفغانستان، خاصة وأن الولايات المتحدة تسرع من جهودها لإنهاء تدخلها العسكري الذي دام 18 عامًا تقريبًا.
ونقلت الوكالة عن "بيل روجيو" رئيس تحرير مجلة لونج وورن قوله:" إيران يمكن أن تعيد تشكيل ميليشياتهم داخل أفغانستان في مرحلة ما .. لا تتخلى إيران عن الأصول التي تستثمر فيها الوقت والكنز والخبرة".
وتعاني أفغانستان بالفعل من معاناة من الجماعات المسلحة، والعديد منها منقسم على أسس عرقية، وتشمل الميليشيات الموالية لأمراء الحرب، الذين ينحازون إلى الحكومة ولكن في كثير من الأحيان على خلاف مع بعضهم البعض، وهناك حركة طالبان التي تحكم نصف البلاد، وأثبتت الدولة الإسلامية التابعة لها أنها عدو عنيد، حتى في مواجهة غارات القصف الأمريكية المستمرة.
كل هذه الفصائل يمكنها تحويل ترساناتها الضخمة على بعضها البعض بعد انسحاب الولايات المتحدة، وحلف الناتو،حدث من قبل في أوائل التسعينيات حيث انقلبت فصائل المجاهدين الذين تدعمهم الولايات المتحدة والذين تولوا السلطة بعد الانسحاب السوفيتي، في قتال بعضهم البعض أجزاء
ونقلت الوكالة عن "مايكل كوجلمان" الباحث في مركز ويلسون الأمريكي:" من المرجح أن تنتهز إيران أي اضطرابات لتعبئة الفاطميون بحجة حقيقية للغاية، وهي أن الشيعة الأفغان يحتاجون إلى من يدافع عنهم".
قال مسؤول بوزارة الداخلية إن إيران تدعم بالفعل قدامى المحاربين في سوريا الذين يعيشون في كابول وفي منطقة باميان التي يهيمن عليها الهزارة بوسط أفغانستان.
الرابط الأصلي