شهادة كوهين والملفات الأربعة.. هل تهدِّد مستقبل رئاسة ترامب؟

دخلت التوترات السياسية التي تهدِّد مستقبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على رأس السلطة فصلًا جديدًا، بعد الشهادة التي قدّمها مايكل كوهين المحامي السابق لترامب أمام الكونجرس.   كوهين قال في شهادته، إنّ ترامب طلب منه أن يكذب بشأن صفقة عقارية في العاصمة الروسية موسكو أثناء حملته الانتخابية لرئاسة الولايات المتحدة في عام 2016، وأضاف أنّ ترامب أدار خططًا سرية لإنشاء ناطحة السحاب، في نفس الوقت الذي كان ينكر فيه وجود أي عمل تجاري في روسيا.   "في الوقت نفسه كنت أتفاوض بنشاط في روسيا من أجله (ترامب).. كان ينظر في عيني ويقول لي لا يوجد عمل في روسيا ثم يخرج ويكذب على الشعب الأمريكي ويقول نفس الشيء. وفي طريقه (للبيت الأبيض)، كان يطلب مني أن أكذب".. يذكر كوهين.   شهد كوهين أنّ ترامب كان على علم مسبق باجتماع في برجه في مانهاتن بين مساعديه في الحملة ومحامي روسي يعد مؤامرة وصفها بأنّها "قذرة" ضد هيلاري كلينتون، وهو ما كان ينفيه ترامب دائمًا.   وفتح المحقق الخاص في قضية تدخل روسيا في الانتخابات روبرت مولر، تحقيقا في هذا الاجتماع الذي جرى في يونيو 2016، لمعرفة ما إذا كانت حملة ترامب قد تواطأت في مؤامرة مزعومة من الكرملين للتأثير على الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2016.     وكان ترامب على علم باختراق البريد الإلكتروني للحزب الديمقراطي وتسريب رسائل للمرشحة المنافسة هيلاري كلينتون، بحسب محاميه السابق الذي وصفه بأنّه "عنصري ومخادع و "غشاش".   وقال إنّه كان في مكتب ترامب في يوليو 2016، عندما اتصل روجر ستون، وهو مستشار سياسي مخضرم، بترامب ليخبره أنّه تحدث إلى مؤسس موقع    "ويكيليكس" جوليان أسانج، الذي أخبره بأنه سيكون هناك مكب نفايات ضخم من رسائل البريد الإلكتروني خلال يومين، من شأنه إحراج حملة هيلاري كلينتون، الانتخابية سياسيًّا.   وكان ترامب قد نفى أن يكون قد علم بشكل مسبق عن الرسائل البريدية المسربة عن الحزب الديمقراطي التي نشرها موقع وويكيليكس خلال الانتخابات.   وتسبَّبت الرسائل، التي تتهم السلطات الأمريكية المخابرات الروسية بأنها وراء سرقتها ونشرها، في حدوث شرخ مدمر داخل الحزب الديمقراطي، خاصة بعد فضح اختيار مسؤولي الحزب دعم هيلاري كلينتون ضد منافشها على الفوز بترشيح الحزب بيرني ساندرز.   وبينما كان ترامب منشغلًا بالقمة مع الرئيس الكوري الشمالي كيم جونج أون في فيتنام، لم يلتزم الصمة بل هاجم محاميه السابق، وقال: "كوهين كذب كثيرًا في شهادته، لكنه قال الحقيقة عندما تحدث عن عدم وجود تواطؤ مع روسيا".   وأضاف في تغريدة على "تويتر": "كوهين كان واحدًا من عدة محامين، مثلوني من الناحية القانونية، لكن لسوء الحظ، كان لديه عملاء آخرون".   وتابع: "كان كوهين، كاذبًا ومحتالًا، وفعل أشياءً سيئة لا علاقة لها بي"، مشيرًا إلى أنّه يكذب ليجعل الفترة، التي سيقضيها في السجن أقل.     فتحت هذه الشهادة أمام سربٌ من التساؤلات حول المستقبل السياسي للرئيس الأمريكي، لا سيّما أنّ كوهين يُستمع إليه في ثلاث جلسات بالكونجرس، اثنتان منها "سريتان" أمام لجنة الاستخبارات.   تعليقًا على ذلك، يرى المحلل السياسي عصام إسكندر أنّ هذه الشهادة تحمل الكثير من التأثيرات على المستقبل السياسي في الولايات المتحدة.   ويقول في تصريحات تلفزيونية: "الجلسة التي عقدت هي واحدة من ثلاث جلسات استماع، أمس أول كانت هناك جلسة في مجلس الشيوخ وكانت مغلقة.. فهناك أمور قدّمها إلى لجنة الاستخبارات ولا نعرفه حتى الآن.. أمام جلسة الأمس فكانت علنية أمام لجنة الإشراف الحكومي في مجلس النواب، وكان الغرض منها تشويه ترامب بكل ما يملكه كوهين أمام الرأي العام".   وأضاف: "مجلس النواب يسيطر عليه الديمقراطيون، وبالتالي كانت هناك فرصة لإحداث ضجة سياسية كبيرة في الولايات المتحدة، أمّا الحدث الأكبر يتمثل في جلسة استماع مغلقة أمام لجنة الاستخبارات.. إذا تمّ تجميع مجموع ما قاله في الجلسات الثلاث سنجد أن هناك أمرًا خطيرًا".   وتابع: "المستقبل السياسي لترامب سيكون مهددًا بما سيقدمه كوهين من قرائن وأدلة لا سيّما التي تتناول تحريض كوهين من قِبل ترامب على خداع وتضليل الرأي العام في كل القضايا المثارة حول ترامب من علاقاته النسائية إلى العقارات في روسيا إلى الضرائب، لكن يجب أن تكون الأدلة حقيقية لا سيّما أنّ كوهين من قبل أمام الكونجرس".   الأمر الثاني - يوضح إسكندر - هو "تلميس" كوهين لموضوع العلاقات مع روسيا، لأنّه لا يملك أن يقول علانيةً كل ما في جعبته، لكنّه يصرح بذلك في اللجان المغلقة ويقدم الأدلة.   واستطرد: "ما يقدمه كوهين إذا اتسق مع التقرير الذي سيقدمه المدعي الخاص روبرت مولر حول اتهام فريق ترامب بالتعاون مع الروس، وبذلك سيكون مستقبل ترامب في الرئاسة الأمريكية مُهدَّدًا بشكل كبير".

مقالات متعلقة