بعد تضييق الخناق عليهم في سوريا.. العراق الملاذ الأخير لداعش

تنظيم داعش في سوريا

بعد تضييق قوات سوريا الديمقراطية (قسد) الخناق على داعش، في آخر معاقلهم بسوريا، حاول الكثير من عناصر التنظيم الهروب إلى العراق.

 

قالت قسد إنها أحبطت محاولة تسلل لعناصر "داعش" في ديالي، فيما أعلنت هيئة الحشد الشعبي، عن إحباط تسلل لعناصر "داعش" على الحدود العراقية السورية.

 

ويأتي ذلك فيما قال مسؤلون عسكريون أمريكيون، إن مئات المسلحين من تنظيم داعش فروا من سوريا إلى جبال وصحراء غربي العراق، خلال الأشهر الستة الماضية وبحوزتهم ما يصل إلى 200 مليون دولار نقدًا.

 

محاولات الهروب  

 

وقالت مصادر أمنية إن "قوة من اللواء ١١٠ للتابع للحشد الشعبي أحبطت محاولة تسلل لمسلحي داعش في قرية العساكرة في السعدية شمال شرقي ديالي".

 

وأضافت المصادر أن "القوة تمكنت من إصابة اثنين من عناصر التنظيم"، مؤكدا: "بعد التصدي لهم، لاذوا بالفرار نحو عمق جبال أمام ويس".

 

كما أعلنت هيئة الحشد الشعبي الأسبوع الماضي، عن إحباط تسلل لعناصر "داعش" على الحدود العراقية السورية، فيما أكدت أنها تمكنت من قتل وإصابة 43 عنصرا. وقال قائد عمليات الأنبار قاسم مصلح، إنه "بعملية استباقية تم استهداف مضافة تحتوي تجمعا لعناصر داعش في منطقة الباغوز السوري عبر ضربات مدفعية دقيقة ما أسفر عن مقتل وإصابة أكثر من 43 إرهابيا فضلا عن تدمير آليات ومخازن للوقود تابعة للإرهابيين".

 

 

وأضاف مصلح أن "القصف جاء بعد ورود معلومات استخبارية دقيقة تفيد بتحضر عناصر داعش للهجوم على القطعات الأمنية في منطقة الباغوز العراقي على الشريط الحدودي".

 

 

وفي وقت آخر تمكنت قوة من اللواء 16 التابعة للحشد الشعبي والشرطة الاتحادية إحباط هجوما لداعش في محاولة منها التسلل إلى قاطع عمليات الدبس غرب كركوك". وقالت هيئة الحشد إن "قواتنا أصيبت عددا من عناصر داعش فيما لاذ المتبقون بالهروب". يذكر أن تنظيم "داعش" يحاول بين فترة واخرى باستهداف المناطق الأمنة التي تم تحريرها من سيطرته على يد القوات الأمنية والحشد الشعبي.

 

ويستمر الحشد الشعبي بتكثيف عملياته الأمنية على الحدود لمنع اي تسلل لعناصر "داعش".

 

ملايين الدولارات

 

 

في سياق متصل أكد مسؤلون عسكريون أمريكيون، أن مئات المسلحين من تنظيم داعش فروا من سوريا إلى جبال وصحراء غربي العراق، خلال الأشهر الستة الماضية وبحوزتهم ما يصل إلى 200 مليون دولار نقداً.

 

ونقلت قناة "سكاي نيور" العربية عن هؤلاء المسؤولين قولهم إن مقاتلي داعش يفرون بالتزامن مع اندلاع القتال فى آخر معاقلهم شرقي سوريا، وإن بعضهم كانوا أعضاء سابقين فى تنظيم القاعدة بالعراق.

 

وكانت تقارير إعلامية للمعارضة السورية ذكرت قبل أيام أنه لا يزال مجهولا مصير أطنان من الذهب والثروة المالية التى كانت بحوزة التنظيم فى قرية باغوز الواقعة على الضفة الشرقية لنهر الفرات على الحدود السورية مع العراق، وهى آخر معقل لداعش فى منطقة عمليات التحالف الدولي.

 

وفي  ديسمبر الماضي كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، أن مسلحي داعش فى العراق وسوريا، وضعوا أيديهم على مبالغ طائلة بالعملة الصعبة والعراقية، فضلاً عن سبائك من الذهب تقدر بمئات الملايين.

 

وكشف تقرير لقناة سي إن إن، أن أكثر من ألف داعشي هربوا إلى العراق خلال الأشهر الستة الماضية.

 

داعش في العراق  

 

وما زال تنظيم داعش يمثل تهديدا للعراق ويعتقد بعض المسؤولين الأميركيين أن زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي ربما يكون مختبئا في العراق.

 

ويقود البغدادي التنظيم منذ عام 2010 عندما كان جماعة سرية تابعة لتنظيم القاعدة في العراق.

 

وقال المفتش العام بوزارة الدفاع الأمريكية في تقرير إن التنظيم ما زال نشطا ويجدد وظائفه وقدراته بشكل أسرع في العراق عنه في سوريا.

 

وقال التقرير “في غياب ضغط مستمر (لمكافحة الإرهاب)، سيعاود داعش على الأرجح الظهور في سوريا خلال ما بين ستة و12 شهرا ويستعيد أراضي محدودة”.

 

المعركة الأخيرة  

 

وقال  مسؤول في قوات سوريا الديمقراطية "قسد" أن مقاتلي تنظيم الدولة المحتجزين وعددهم 800، بالإضافة إلى 1500 ‏طفل و700 زوجة يمثلون قنبلة موقوتة، ومن الممكن أن يهربوا خلال أي هجوم تركي على المنطقة الكردية شمال ‏سوريا‎.‎

 

وبحسب وكالة رويترز شدد عبد الكريم عمر، أحد مسؤولي شؤون العلاقات الخارجية في المنطقة على أن قسد لن تفرج ‏عن الدواعش المعتقلين، لكن يتعين على الدول بذل المزيد لاستعادتهم‎.‎

 

إلى ذلك، أشار إلى أن أعداد المحتجزين لدى قوات سوريا الديمقراطية من مقاتلي داعش الأجانب وأسرهم في شمال ‏سوريا، تتزايد بالعشرات يومياً، مضيفاً أنه لا يمكن للقوات الكردية تحمل العبء وحدها، ولا توجد سجون كافية لكل ‏معتقلي التنظيم.‏

‎وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترمب دعا الأحد عدداً من الدول الأوروبية إلى استرداد مواطنيها الذين قاتلوا مع داعش ‏ومحاكمتهم، محذراً من أن بلاده لا يمكنها الاحتفاظ بهم وليس أمامها بالتالي سوى خيار واحد سيئ ألا وهو إطلاق ‏سراحهم، وملوحاً بإمكانية “اختراقهم” أوروبا، بحسب تعبيره‎.‎

 

وكانت قوات سوريا الديموقراطية، وهي تحالف فصائل كردية وعربية، أعلنت، الأسبوع الماضي، بدء "المعركة الحاسمة" لإنهاء وجود مسلحي التنظيم الذين باتوا يتحصنون في آخر معاقلهم، بعد توقف دام أكثر من أسبوع للسماح للمدنيين بالفرار.

 

ولا يزال هناك نحو 600 مسلح غالبيتهم من الأجانب محاصرين فيها، بحسب المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية، مصطفى بالي.

 

ودفعت العمليات العسكرية وفق المرصد أكثر من 37 ألف شخص إلى الخروج من آخر مناطق سيطرة التنظيم منذ مطلع ديسمبر، غالبيتهم نساء وأطفال من عائلات مسلحي داعش، وبينهم نحو 3400 عنصر من التنظيم، بحسب المرصد.

 

ومني التنظيم الذي أعلن في العام 2014 إقامة "خلافة" مزعومة على مساحات واسعة سيطر عليها في سوريا والعراق المجاور تقدر بمساحة بريطانيا، بخسائر ميدانية كبرى خلال العامين الأخيرين. وبات وجوده حاليا يقتصر على مناطق صحراوية حدودية بين البلدين.

 

وبحسب التحالف الدولي الداعم، تمكنت قوات سوريا الديمقراطية من تحرير نحو 99.5 بالمئة من الأراضي الخاضعة لسطرة داعش في سوريا.

 

وتعد وحدات حماية الشعب الكردية ضمن قوات سوريا الديمقراطية ثاني قوى مسيطرة على الأرض بعد قوات الجيش السوري، وتسيطر على نحو 30 بالمئة من مساحة البلاد، تتضمن حقول غاز ونفط مهمة.

مقالات متعلقة