يُحوِّل شاب فلسطيني، من غزة أصداف البحر إلى أشكال فنية مثيرة للإعجاب من دون استخدام أي مواد خام أخرى منطلقًا من هواية وشغف بهذا النوع من الفنون.
وبحسب وكالة الأنباء الصينية، يعمل أحمد المدهون (31 عامًا) على تحويل أصداف البحر متعددة الأشكال والأحجام إلى مجسمات فنية تشبه الحيوانات والطيور وبعض الأشكال المضحكة على طاولة صغيرة داخل منزله في حي "الشيخ رضوان" وسط مدينة غزة.
ويجمع المدهون الذي يحمل شهادة في هندسة الإذاعة والتلفزيون، أشكالًا متعددة من أصداف البحر من على شاطئ بحر قطاع غزة منذ أكثر من أربعة أعوام.
وبدأ المدهون، وهو موظف في هندسة شبكات المحمول في شركة محلية، بالاهتمام بتحويل تلك الأصداف إلى أشكال فنية قبل نحو عام ونصف، وأنجز منها الكثير منذ ذلك الوقت، وتحوّلت رغبته من جمع الأصداف البحرية فقط إلى تحويلها إلى أشكال فنية بعد أن تكدست داخل منزله.
ويقول المدهون بينما يضع قطع الصدف فوق بعضها باستخدام مادة لاصقة شفافة لتشكيل مجسم فني جديد، إنّ جمع الأصداف والقواقع جذبه لتحويلها إلى أشكال فنية لتنمية موهبته وشغفه بهذا النوع من الفنون.
ويوضح أنّه يعمد إلى فرز القطع المتشابهة من الأصداف مع بعضها، وتنقيتها بإزالة القطع المكسورة ليبدأ باستخدامها في تشكيل المجسمات.
وأول مجسم صنعه المدهون من الصدف كان لشخص يحمل سيفًا بقالب كوميدي، ثمّ تنوَّعت مجسماته بين سفن صغيرة وأشجار وفرق موسيقية مكونة من عدة شخصيات يحمل كل منها آلة موسيقية.
والصدف هو الاسم الشائع الذي يتم إطلاقه على بعض حلزونيات البحر ذات الحجم المتوسط أو الكبير، أو على حلزونيات البحر الكبيرة التي تحتوي على قمة مستدقة عالية وقناة أنبوبية.
ويتم استخدام الصدف الذي غالبًا ما يتواجد على شاطئ البحر للزينة، وكآنية للزرع وفي عمل الأحجار الكريمة المنقوشة.
وبالنسبة لـ"المدهون"، فإنّ الأشكال الفنية التي يصنعها من الأصداف البحرية تمثل هواية يحبها ويمارسها بشغف وإبداع ويحب أن يزين بها زوايا منزله، وهو لا يعرض منتجاته للبيع رغم أنه يقول إنه حال تلقي طلبات شراء فإنه لن يمانع في ذلك.
وتحتاج موهبة المدهون - المتزوج ولديه طفلان - إلى الهدوء للتركيز والحصول على فكرة تناسب قطع الصدف الموجودة، وعادةً ما يستغرق منه تحديد الشكل الفني مدة أكثر من عملية التنفيذ نفسها.
وتتنوع الأشكال الفنية من إنتاج المدهون، فمنها ما يمثل شخصيات مضحكة، ومنها أشكال الحيوانات مثل الأرنب أو الدب والطيور.
وتحمل المجسمات الفنية بمختلف أحجامها أفكارًا مختلفة، وعادة ما يضيف المدهون لها القليل جدًا من الألوان حرصًا على إبقاء القطع الفنية بشكلها الطبيعي، لكنّه يشتكي من أنّ أنواع الصدف وأحجامها على شاطئ بحر قطاع غزة محدود جدًا ما يتطلّب منه جهدًا أكبر في البحث والتنقيب عنها.
ويحلم المدهون الذي يتابع فناني العالم الذين لديهم نفس موهبته عبر الإنترنت، بأن ينال شهرة تمكنه من عرض أعماله، ويعمل في سبيل ذلك على تطوير قدراته لصنع أشكال فنية أكثر إبهارًا.