بالتزامن مع رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي، يدرس عدد من البنوك المصرية التوسع في الأسواق الأفريقية، خاصة مع توافر الفرص الاستثمارية داخل دول القارة السمراء، بما يسهم في تعزيز العلاقات التجارية بين مصر وتلك الدول. وأكدت قيادات مصرفية أهمية أفريقيا كسوق واعدة بالنسبة لمصر، وفتح فروع للبنوك المصرية تعمل على تسهيل حركة التجارة البينية، وفتح اعتمادات مالية لرجال الأعمال.
وغدا الأحد، تتسلم مصر رئاسة الاتحاد الإفريقي لعام 2019، للمرة الأولى منذ نشأته في 2002، إذ يتسلم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، رئاسة الاتحاد من نظيره الرواندي بول كاغامي، خلال انعقاد القمة الإفريقية بإثيوبيا، الأحد والإثنين المقبلين.
ورغم ضخامة عدد سكان القارة السمراء والذى يجعلها سوقا رائجا للمنتجات الا أن حجم التجارة البينية بين دول القارة لم يتعد 22 مليار دولار .
طارق فايد، رئيس مجلس إدارة بنك القاهرة، قال إن البنك يعتزم، خلال الفترة المقبلة، فتح مكتبي تمثيل له في تنزانيا وكينيا، في إطار خطة توسع البنك في القارة الأفريقية، ضمن استراتيجية الدولة المصرية للاهتمام بأفريقيا، وذلك بعد دراسة المؤشرات المالية لهذه الدول. وأوضح فايد، أنه تم مؤخرا إعادة هيكلة فرع البنك بدولة أوغندا، ودعمه بكوادر وخبرات مصرية وأوغندية، كما تم إعادة هيكلة الإدارة التنفيذية وتعيين عضو منتدب جديد، وذلك لتفعيل دور البنك في توفير المزيد من البرامج التمويلية لتمويل عمليات التصدير والاستثمار للمصريين، ليس فقط في السوق الأوغندية وإنما يمتد دوره ليشمل عددا من الدول المحيطة، وهو ما دفع البنك مؤخرا للاستحواذ على حصة أغلبية (60%) تحت اسم بنك القاهرة الدولي ليكون نقطة انطلاق له في السوق المصرفية الأفريقية. من جانبه، أكد يحيي أبوالفتوح، نائب رئيس البنك الأهلي، أن البنك يعمل على خلق المزيد من الفرص الاستثمارية وفتح فروع أو مكاتب تمثيل له في أفريقيا، مشيرا إلى أن البنك لدية فرع يعمل حاليا في السودان، بالإضافة إلى مكتبي تمثيل في إثيوبيا وجنوب أفريقيا، كما أن البنك يساهم بحصة في بنك القاهرة فرع أوغندا. وأوضح أن البنك يقوم حاليا بتمويل بناء سد في تنزانيا من خلال توفير خطابات الضمان والتمويل لشركتي "المقاولون العرب والسويدي إلكتيريك" جهة التنفيذ، مشيرا إلى أن شركة الأهلي التابعة للبنك الأهلي تمتلك 5 آلاف فدان في السودان تعمل في مجال استصلاح وزراعة الأراضي. وأشار إلى قيام وفد من البنوك الأفريقية مؤخرا بزيارة البنك الأهلي؛ للتعرف على تطور العمل المصرفي في مصر، وفتح مجالات للتعاون. بدوره، قال عاكف المغربي نائب رئيس بنك مصر إن البنك لديه خطة للتوسع في أفريقيا، يستهدف من خلالها فتح مكتب تمثيل له في كينيا مع خطة لفتح عدة مكاتب تمثيل أخرى في عدة دول أفريقية خلال الأعوام المقبلة، منها السنغال وتنزانيا وجنوب أفريقيا. وأكد المغربي أن التوسع في القارة السمراء يستهدف دعم العلاقات الاقتصادية بين مصر والدول الإفريقية، نظرا للفرص الاستثمارية الضخمة في هذه السوق الحيوية. في السياق ذاته، أكد الخبير المصرفي محمد بدرة، أن البنوك المصرية لها باع كبير وثقة في الخارج، لاسيما في الدول الأفريقية، منوها بحصول البنك الأهلي المصري على المركز الأول وفقا لتقييم مؤسسة (بلومبرج) العالمية عن البنوك عام 2018 كأفضل بنك في السوق المصرفية المصرية عن القروض المشتركة التي قام فيها بدور وكيل للتمويل، وكذلك على مستوى قارة أفريقيا بقيمة إجمالية 74 مليار جنيه مصري وحصة سوقية تصل إلى 7ر9%.
** قارة غنية
الخبير الاقتصادي، أحمد العادلي، قال إن القارة السمراء يوجد بها أكثر من تكتل اقتصادي أهمها السوق المشتركة للشرق والجنوب الأفريقي "الكوميسا"، وتجمع الساحل والصحراء، وتجمع منظمـة تنميـة الجنـوب الأفريقـي (سادك)، وتجمع شرق أفريقيا (إياك) والتجمع الاقتصادي لدول غرب أفريقيا "إيكواس" ويبلغ حجم اقتصاده نحو 78 مليار دولار.
وأكد على أنه رغم ضخامة عدد سكان القارة السمراء والذى يجعلها سوقا رائجا للمنتجات الا أن حجم التجارة البينية بين دول القارة لم يتعد 22 مليار دولار.
وأضاف أن هذا الرقم يدل على أن القارة ما زالت تحتاج لمضاعفة حجم التجارة البينية وتسويق المنتجات المحلية وزيادة حجم التبادل التجارى بين دول الاتحاد الافريقى خاصة إذا كانت هناك إعفاءات جمركية بين العديد من دول القارة.
وتمتلك قارة أفريقيا 95% من الانتاج العالمى للماس و 65 % من الذهب و 90 % من البلاتينيوم، و20% من الانتاج العالمى لليورانيوم و33 % من الكوبالت و 33% من الكروم.
وأشار إلى أنه رغم هذه الأرقام الضخمة من حجم الإنتاج العالمي من المعادن والتى تمتلكها القارة الا ان عائداتها على التنمية فى الدول المنتجة لها ليست ذات تأثر واضح وهو ما جعل نسبة الفقر تزداد فى العديد من بلدانها.
وأكد على ضرورة الاستفادة من موارد القارة وتعظيم حجم القيمة المضافة لها من خلال التعاون بين دولها وتجمعاتها الاقتصادية الذي يعد من الملفات المهمة التى تحظى بأولوية لدى رئاسة مصر الاتحاد الافريقى خلال الفترة القادمة.