حذّرت الأمم المتحدة، اليوم الأربعاء، من "تفاقم" الوضع في فنزويلا، مشيرةً إلى أنّ المحادثات السياسية الجادة هي السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة.
جاء ذلك على لسان كل من المتحدثة باسم رئيسة الجمعية العامة للأمم المتحدة مونيكا جريلي، والمتحدث باسم الأمين العام للمنظمة الدولية استيفان دوجريك في مؤتمرين صحفيين بالمقر الدائم للأمم المتحدة في نيويورك، حيث نفت المنظمة وجود أي طلب رسمي يتعلق بالاعتراف بزعيم المعارضة "خوان جوايدو" رئيسًا مؤقتًا للبلاد.
وقالت جريلي: "تتابع بقلق شديد رئيسة الجمعية العامة ماريا فيرناندو اسبينوزا الوضع في فنزويلا، كما أنها تنتظر نتائج الاجتماع الذي سيعقد في أوروغواي الخميس بشأن الأزمة".
وأضافت أنّ "رئيسة الجمعية العامة تطالب بضرورة العمل من أجل منع تفاقم الوضع وتدرك جيدًا أهمية أن تتوصل البلدان الإقليمية إلى حل سياسي للأزمة".
وتعقد دول مجموعة اتصال فنزويلا (تضم بعض دول الاتحاد الأوروبي، وعدد من دول أمريكا اللاتينية)، أول اجتماع لها غدًا الخميس، في أوروجواي.
وردًا على أسئلة الصحفيين بشأن وجود طلب لدى الجمعية العامة حول الاعتراف بزعيم المعارضة "جوايدو"، رئيسا مؤقتا لفنزويلا، قالت: "لا يوجد أي طلب بهذا الخصوص".
من جانبه، قال دوجريك، في مؤتمر صحفي آخر بمقر المنظمة الدولية، إنّ المحادثات السياسية "الجادة بين الأطراف المعنية هي السبيل الوحيد لإنهاء الأزمة في فنزويلا".
وتعيش فنزويلا أزمة سياسية حادة منذ يناير الماضي، بعدما أعلن جوايدو نفسه رئيسًا انتقاليًّا للبلاد، فيما تمسّك الرئيس نيكولاس مادورو بسلطته، وتحدّث عن محاولة انقلاب مدعوم أمريكيًّا.
ومنذ بدء الأزمة، أعلن الجيش تأييد مادورو ورفض الاعتراف بـ«جوايدو»، فيما طالبت مجموعة من دول أمريكا اللاتينية وكندا (ليما)، الجيش الفنزويلي لدعم زعيم المعارضة كرئيس انتقالي لفنزويلا.
ونفّذت دول أوروبية، تهديدها بالاعتراف بجوايدو رئيسًا مؤقتًا إلى حين إجراء انتخابات رئاسية حرة وديمقراطية، بعدما أمهلت مادورو ثمانية أيام لإجراء الانتخابات.
واعترفت دول ألمانيا وفرنسا وإسبانيا وبريطانيا والسويد والنمسا بجوايدو، وقبل ذلك حظي زعيم المعارضة باعتراف الولايات المتحدة وكندا وعدد من بلدان أمريكا اللاتينية والوسطى، وهي "الأرجنتين وكولومبيا والإكوادور وباراجوي والبرازيل وتشيلي وبنما وكوستاريكا وجواتيمالا".
كما اعترفت بجوايدو رئيسًا كلٌ من أستراليا وإسرائيل والمغرب، فيما تتجه البرتغال وهولندا والدنمارك إلى إعلان موقف مماثل، يأتي هذا فيما تتهم المعارضة مادورو بـ"قيادة نظام بوليسي ديكتاتوري قائم على القمع والترهيب"، كما تتهمه أيضًا بـ"تزوير الانتخابات الرئاسية الأخيرة للاحتفاظ بالسلطة التي يهيمن عليها منذ العام 2014".
من جانبه، رفض مادورو كل المطالب الدولية بحل الأزمة سلميًّا، سواء بالتخلي عن السلطة أو إجراء انتخابات رئاسية جديدة، غير أنّه عرض فقط إعادة انتخاب البرلمان، قبل أن يهدد بنشوب حرب أهلية في البلاد في حال تدخل أحد سياسيًّا أو عسكريًّا في شؤون فنزويلا.
وبينما تطالب روسيا كلًا من الولايات المتحدة ودول الغرب بعدم التدخُّل في شؤون فنزويلا، تؤكد إدارة ترامب أنّ كل السيناريوهات مطروحة لعزل مادورو بما فيها التدخل العسكري.
وأمس الأول الاثنين، قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في حوار مع شبكة "سي بي إس" الأمريكية إنّ التدخّل عسكريًّا في فنزويلا "قيد الدراسة".
وردًا على ذلك، قال مادورو، في تصريحات صحفية، أمس الثلاثاء، إنّ تفكير ترامب بإرسال قوات عسكرية إلى بلاده يعتبر ضربًا من الجنون، واصفًا ذلك بـ"اللاشرعي والإجرامي"، واتهم الرئيس الفنزويلي، ترامب بأنّ تحركاته هذه تسعى إلى السيطرة على النفط الفنزويلي وغيره من الثروات التي تمتلكها البلاد.