في فنزويلا|«دعم الجيش».. ورقة جوايدو الأخيرة لعزل مادورو

تظاهرات فنزويلا

تواصل المعارضة الفنزويلية بقيادة خوان جوايدو تظاهرها، في محاولة لدفع الجيش إلى الانقلاب على الرئيس نيكولاس مادورو، الذي سبق أن دعا القوات المسلحة التي يعول عليها إلى توحيد صفوفها.

 

وقال رئيس البرلمان المعارض خوان جوايدو، أمس خلال تجمع في الجامعة المركزية في كراكاس "لا تطلقوا النار على شعب يناضل من اجل عائلته.. إنه أمر، أيها الجندي الوطني، يكفي".

 

وكان الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو حض الأربعاء الجيش الى التوحد في مواجهة دعوات الولايات المتحدة وجوايدو إلى العصيان.

 

وقال أمام 2500 جندي في أكبر مجمع عسكري في العاصمة "أدعو القوات المسلحة (...) إلى تجديد مهم، إلى ثورة عسكرية كبيرة في المعنويات".

 

وقال جوايدو خلال تظاهرة المعارضة "نعمل لوصول المساعدة الإنسانية في أقرب وقت، سيتم تشكيل تحالف دولي للتعامل مع الوضع الملح".

 

ويطالب جوايدو بتشكيل حكومة انتقالية ثم بانتخابات عامة حرة، مدعومًا من الولايات المتحدة وقسم كبير من اوروبا وأمريكا اللاتينية.

 

انتخابات جديدة  

 

وأعلن الاتحاد الأوروبي السبت الفائت أنه "سيتخذ إجراءات" إذا لم تتم الدعوة إلى انتخابات "في الأيام المقبلة"، بما في ذلك "الاعتراف بقيادة البلاد".

 

وأمهلت ست دول أوروبية (إسبانيا وفرنسا وألمانيا وبريطانيا والبرتغال وهولندا) مادورو حتى الأحد للدعوة إلى انتخابات عامة، وإلا فانها ستعترف بجوايدو رئيسا.

 

وأعلن وزير الخارجية الفرنسي جان ايف لودريان الأربعاء أن إجراء انتخابات تشريعية مبكرة لا يشكل استجابة للطلب الاوروبي، وقال "سنجتمع غدا في بوخارست، جميع وزراء خارجية (الاتحاد الاوروبي) لتحديد الموقف الواجب اتخاذه من عدم استجابة الرئيس مادورو".

 

كفاح الحرية  

 

وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تأييده لدعاوى التعبئة التي أطلقتها المعارضة الفنزويلية، لإقناع الجيش الفنزويلي بأن يدير ظهره للرئيس نيكولاس مادورو.

 

وكتب ترامب على "تويتر": "تظاهرات كبيرة في أنحاء فنزويلا اليوم ضد مادورو.. الكفاح من أجل الحرية بدأ!".

 

وقال البيت الأبيض إن ترامب أجرى اتصالا هاتفيا مع رئيس البرلمان الفنزويلي المعارض خوان جوايدو و"هنّأه على الرئاسة"، وذلك بعدما أعلن الأخير نفسه رئيسا بالوكالة لفنزويلا بدعم من الولايات المتحدة.

 

وأضاف البيت الأبيض أن ترامب وجوايدو "اتفقا على استمرار الاتصالات بهدف دعم استعادة فنزويلا لاستقرارها، وإعادة بناء العلاقات الثنائية بين الولايات المتحدة وفنزويلا".

 

وكان جوايدو قد دعا أنصاره للتظاهر والنزول إلى الشوارع يومي الأربعاء 30 يناير والسبت 2 فبراير، "للنضال من أجل المساعدات الإنسانية، وضد من يغتصبون السلطة، ومن أجل حقوق الإنسان".

 

خطة جوايدو  

 

ومن المقرر أن يُقدّم المعارض الفنزويلي جوايدو اليوم خطّته لإخراج البلاد من أزمتها الاقتصاديّة والاجتماعيّة.

 

وكتب جوايدو رئيس الجمعيّة الوطنيّة الفنزويليّة، البالغ من العمر 35 عاماً، على تويتر "سنعمل على جعل الاقتصاد مستقرّاً، وسنستجيب على الفور لحالة الطوارئ الإنسانيّة، ونُعيد الخدمات العامّة ونتغلّب على الفقر".

 

وأضاف "نحن نعرف كيف نُحقّق ذلك"، في وقت كان الآلاف من مناصريه قد تظاهروا الأربعاء بهدف إقناع الجيش الفنزويلي بأن يُدير ظهره للرئيس الاشتراكي نيكولاس مادورو.

وأشاد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأربعاء بالتّعبئة التي يقوم بها آلاف المعارضين الفنزويليّين.

 

القوات المسلحة

 

أعلن  جوايدو، أنه التقى سرا مع ممثلين عن الجيش الفنزويلي.

 

وقال في مقالة نشرتها صحيفة New York Times: "عقدنا عدة لقاءات سرية مع العسكريين ورجال الأمن. وعرضنا العفو عن كل بريء من ارتكاب جرائم ضد الإنسانية".

 

وشدد خوان جوايدو، على أن "امتناع العسكريين، عن دعم السيد مادورو، سيكون له دور حاسم في ضمان التغيير في الحكومة والبلاد".

 

وقبل ذلك ناشد وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، القوات المسلحة الفنزويلية، حماية

الشعب من "قمع" رئيس هذه الدولة، نيكولاس مادورو.

 

انقلاب فنزويلا  

 

ونصّب المعارض خوان جوايدو نفسه رئيسا مؤقتا للبلاد الأربعاء قبل الماضي واعترفت به الولايات المتحدة وبعض الدول السائرة في ركبها.

 

كما أعلنت بريطانيا وألمانيا وفرنسا وإسبانيا عزمها على الاعتراف به كرئيس مؤقت للبلاد، إذا لم يتم الإعلان عن إجراء انتخابات جديدة في فنزويلا في غضون 8 أيام.

 

ولكن روسيا والصين وتركيا والمكسيك وكوبا ودولا أخرى أعلنت دعمها للرئيس نيكولاس مادورو باعتباره الرئيس الشرعي المنتخب والوحيد للبلاد.

 

وفرضت المحكمة العليا في فنزويلا حظرا على سفر جوايدو وجمدت حساباته المصرفية فيما يبدو أنه رد على العقوبات النفطية التي فرضتها الولايات المتحدة والمتوقع أن تلحق ضررا بالغا بالاقتصاد الفنزويلي المتداعي بالفعل.

 

يذكر أن حكومة مادورو سجنت العشرات من النشطاء وقادة المعارضة بتهمة السعي للإطاحة بالرئيس خلال مظاهرات في عامي 2014 و2017.

 

كما قُتل 125 شخصا في اشتباكات مع الشرطة في احتجاجات عام 2017.

 

وبالرغم من ثروتها النفطية، تعيش فنزويلا أسوأ أزمة اقتصادية واجتماعية في تاريخها الحديث، بسبب تراجع أسعار النفط وانتشار الفساد وتراجع العملة، مما أدى إلى انعدام أدنى مقومات الحياة لأبناء الشعب الفنزويلي.

مقالات متعلقة