في معرض الكتاب.. تعرف على تاريخ القصة النسائية القصيرة في ليبيا

معرض الكتاب 2019

ناقش عدد من الكتاب والمثقفين كتاب "القصة النسائية القصيرة في ليبيا"، للباحث الليبي فوزي الحداد، في معرض الكتاب بدورته الـ50.

 

وحضر هذا النقاش وزير الثقافة الليبي الدكتور جمعة الفاخري، والدكتور حسن الأشلم، والدكتورة غادة البشتي.

 

في البداية قال جمعة الفاخري، إن الكتاب يرصد الحركة القصصية الليبية الضاربة في أعماق التاريخ، مشيرا إلى أول مجموعة قصصية معروفة بدأت سنة 1957 ثم أصدرت بعدها القاصة الليبية زعيمة الباروني سنة 1958 أول المجموعات القصصية النسائية.

 

ولفت الفاخري خلال حديثه عن القصة النسائية الليبية إلى أن الأدب الليبي عرف القصة القصيرة منذ عشرينات القرن الماضي، وذكر أن رائد القصاصين في ذلك الوقت هو يوسف الدلنسي.

 

وحول القصة النسائية الليبية قال إنها تطورت على يد نادرة عويني التي انتجت لها الكثير من القصص وتمت ترجمتها ودراستها، وذكر عدد من القاصات الليبيات المعروفات منذ الخمسينات وحتى ثمانينات القرن العشرين منهم فوزية النحاس، وسريقة القيادي، وفوزية شلابي، ثم ظهرت القاصات الشابات اللواتي درسن وتخصصن في الأدب.

 

وأضاف الوزير الفاخري أن القصة النسائية الليبية حاليا تعني بالواقع والتجربة الليبية التي تخص الإنسان والمتلقي الليبي.

 

أما عن أشهر القصصاين الليبين الرجال فذكر منهم الروائي الكبير إبراهيم الكوني، ثم الدكتور خليفة الفاخري وسالم العبار وخليفة حسين مصطفى ومحمد المسلاتي وسعيد خيرالله صالح.

 

في السياق ذاته قالت الدكتور غادة البشتي إن كتاب فوزي الحداد قام بدراسة القصة النسائية في ليبيا خلال نصف قرن، مشيرة إلى أول قصة  نسائية نشرت عام 1958 لزعيمة الباروني الذي لم يلق الاهتمام الذي يليق به في ذلك الوقت، إذ كان يفتقد لشروط القصة، ولكنه كان مهمًا لخروج الأدب النسائي الليبي.

 

وذكرت غادة أن الكتاب هو دراسة ماجستير قدمها فوزي الحداد عام 1997 ويعتبر من أهم الكتب النقدية التي تناولت الكتابة النسائية في ذلك الوقت، لافتة إلى أن الذاتية كانت السمة الغالبة على كتابة النساء، اللواتي كتبن غالبا تحت أسماء مستعارة، وبعضهن كتبن دون أن ينشرن خوفًا من اتهامهن بأنهن يكتبن عن حياتهن الخاصة.

 

وحول تقسيم الأدب إلى نسائي وذكوري قالت إنه سمح باتساع الهوة بين الاثنين، غير أن بعض النقاد يرون أن هذه التفرقة تنصف المرأة.

 

من جانبه قال الناقد الليبي الدكتور حسن الأشلم، الأكاديمي بجامعة مصراته، إن كتاب "القصة النسائية القصيرة في ليبيا" يحمل سؤال الهوية في الأدب الليبي، وذلك لأن لدينا فقر وإجحاف تجاه هذا الأدب، وتابع: نعاني النسيان والمحو والمكتبة الليبية فقيرة بالدراسات التي تناولت تاريخ ونشأة جميع أنواع الأدب الليبي سواء أكان قصة قصيرة، أو رواية، أو الشعر.

 

ووصف الأشلم الدكتور فوزي حداد بأنه من الرواد في هذا البحث إذ لم يسبقه أحد تناول هذه القضية، فهو عمل على بحثه سنوات بسبب فقر المراجع التاريخية حيث لم تقم دراسات حول بدايات الأدب الليبي وهي كتابات خطرة لأن التعرض للتاريخ يجعله في مواجهة الانتقادات، وقد نجح الحداد في صناعة مرجع مهم يمكن الرجوع إليه.

  

وتابع  أن كتاب "القصة النسائية القصيرة في ليبيا" طرح قضية "الماضوية" أي التأرجح بين الماضي والحاضر، وعدم طرح اسئلة استشرافية متعلقة بأسئلة الذات.

 

وذكر الأشلم أن الكتاب أيضًا طرح قضية "الأدب النسائي المجهول" حيث قطع المجتمع الليبي مسافة طويلة وانتقل من مجتمع يحرم تعليم المرأة، إلى مجتمع يحتفي بها وبالتالي فدراسة الأدب المنشور في الفترة التي تناولها البحث مهمًا للغاية.

 

في ختام الندوة قال الدكتور فوزي الحداد إنه قدم للقراء هذا الكتاب بعد أن تعرض للظلم ولم يستطع نشره وبقي في أدراج وزارة الثقافة الليبية لأكثر من 6 سنوات.

 

وعن اختياره لموضوع الدراسة قال إنه وجد المجموعات القصصية النسائية أكثر ثراءً لكنه لم يجد مرجع يساعده فاتجه لتأصيل هذه القضية.

 

مقالات متعلقة