بلومبرج: تنافس سعودي قطري على دعم السودان ولبنان

ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وأمير قطر تميم بن حمد (أرشيفية)

سلطت وكالة "بلومبرج" الأمريكية الضوء على "التنافس" السعودي القطري في تقديم الدعم لدول عربية التي تشهد أزمات سياسية واقتصادية.

 

وتمثلت أحدث مظاهر هذا التنافس في عرض السعودية تقديم دعم اقتصادي للسودان الذي يشهد احتجاجات منذ أسابيع بسبب ارتفاع تكاليف المعيشة، وذلك في اليوم التالي لإعلان قطر دعمها لحكومة الرئيس عمر البشير.

 

ونقلت الوكالة في التقرير الذي نشرته على موقعها الإلكتروني عن وزير التجارة والاستثمار السعودي ماجد القصبي قوله:" الملك أكد أن السعودية لن تتردد في دعم السودان حتى يتغلب الوضع الحالي".

 

وأبلغ الوزير السعودي الصحفيين في العاصمة السودانية الخرطوم الخميس أن بلاده قدمت 2.1 مليار دولار للسودان خلال السنوات الأربع الماضية "ولن نتردد في دعم السودان في أي وقت".

 

وأوضح مبعوث العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز أن زيارته جاءت "بتوجيهات من الملك سلمان وولي عهده؛ لتعزيز العلاقات وتوطيدها وبحث سبل تطويرها في المجالات الاقتصادية والاستثمارية والتجارية". لكن الوزير السعودي لم يوضح ما هو نوع المساعدة الاقتصادية التي سوف تقدمها بلاده للسودان. 

 

وتعليقا على هذا العرض قالت الوكالة:" زيارة المسئول السعودي للسودان جاءت بعد يوم من إعلان قطر دعمها لحكومة البشير"، مشيرة في الوقت ذاته إلى أنها جاءت بعد إعلان مسئول سوداني عرض روسيا وتركيا تقديم مساعدات اقتصادية.

 

وفي تقرير منفصل قالت "بلومبرج" إن تقديم قطر 500 مليون دولار دعمًا للاقتصاد اللبناني أثار غضب المملكة العربية السعودية. 

 

وأعلنت وزارة المالية القطرية الاثنين أن الدوحة سوف تستثمر 500 مليون دولار في السندات الدولارية للحكومة اللبنانية وذلك من أجل دعم اقتصاد لبنان الذي يواجه صعوبات.

 

وتعليقا على هذا الإعلان قالت بلومبرج :" حتى لا يتفوق عليها أحد، لم تنتظر السعودية كثيرًا للرد، فقد تعهد الخصم الإقليمي لقطر بعد أقل من يوم بدعم واحد من أكثر بلدان العالم دينا بكل السبل".

 

وقال وزير المالية السعودي محمد الجدعان في تصريحات لـ"CNBC"على هامش مؤتمر دافوس الاقتصادي في سويسرا:" نحن مهتمون بأن نرى استقرارًا في لبنان وسوف ندعمه بكل السبل .. نحن عازمون على التأكيد على أننا نلعب دورنا كمحفز للاستقرار في المنطقة".

 

من جانبه، قال أندريز كريج المحاضر في قسم الدراسات الدفاعية في كلية الملك في لندن والمستشار السابق في الجيش القطري:" هذا سباق إيجابي من أجل لبنان.. سيكون على السعوديين أن يرفعوا من مستوى لعبهم، وتكون لديهم جيوب أعمق عندما يتعلق الأمر بلبنان".

 

 ورأى أن قطر "لعبت دورًا في لبنان من خلال احتواء حزب الله والفاعلين الآخرين على الأرض، وهذا أمر لم يفعله السعوديون أبدًا"، عازيًا نشاط الدوحة في لبنان إلى شعور القطريين "بوجود فراغ في المنطقة ".

 

وجاء قرار الاستثمار القطري بعد زيارة وجيزة قام بها أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني للعاصمة اللبنانية بيروت يوم الأحد لحضور قمة اقتصادية عربية اجتمع خلالها مع الرئيس اللبناني ميشال عون.

 

ودخلت قطر في خلاف مرير مع دول عربية خليجية من بينها السعودية، التي تدعم رئيس الوزراء اللبناني المكلف سعد الحريري.

 

وأصيبت الوحدة بين دول الخليج العربية، بضربة قوية عندما قطعت السعودية والإمارات والبحرين ومصر علاقاتها التجارية وخطوط النقل مع قطر في يونيو 2017 واتهمت الدول الأربع الدوحة بدعم الإرهاب وإيران وهي اتهامات تنفيها قطر.

 

وزادت الآمال في أن الرياض قد تصلح علاقاتها بالدوحة بعد تصريح أدلى به ولي العهد السعودي محمد بن سلمان عن قوة الاقتصاد القطري خلال مؤتمر للاستثمار عقد في 25 أكتوبر الماضي.

لكن دبلوماسيين ومصادر في منطقة الخليج قالوا إنهم لم يروا اقتراحات جديدة ولا خطوات ملموسة من الرياض أو من حلفائها لإنهاء الخلاف مع قطر.

 

وقال دبلوماسي عربي إنه لا يرى أي تغير فيما يتعلق بقطر وأضاف أن تصريح ولي العهد تم تفسيره بشكل خاطئ مشيرا إلى أن الرسالة من وجهة نظره كانت موجهة للولايات المتحدة ومفادها هو ألا تقلق على الاقتصاد القطري.

 

والدول الأخرى التي قاطعت الدوحة من حلفاء الرياض ولديها خلافات سياسية وأمنية منذ فترة طويلة مع قطر.

النص الأصلي

مقالات متعلقة