صور| بعد تثبيت تمثال سوهاج بمسامير.. هذه أسوأ وقائع ترميم الآثار فى مصر

تمثال أثرى فى متحف سوهاج

أعادت واقعة تثبيت رأس تمثال أثري في متحف سوهاج القومي، بواسطة مسامير حديدية، إلى الأذهان، أسوأ عمليات الترميم التى تمت فى مصر خلال السنوات الماضية.

 

مؤخرًا تداول نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صورة، لرأس تمثال أثري في متحف سوهاج القومي، مثبت على قاعدة خشبية دون فاترينة، بواسطة مسامير حديدية، الأمر الذى أثار جدلًا كبيرًا خاصة من قبل المتخصيين الذى وصفوا الواقعة بالحل الأسوأ لطريقة العرض المتحفي، مؤكدين أنه لا يصح استخدام "شانيور أو مسامير" وثقب القطعة الأثرية ذاتها، وكان يفضل وضع التمثال فى فتارين عرض على غرار التماثيل الأخرى.

 

الخبراء الأثريون أكدوا إمكانية استخدام أجزاء معدنية للحفاظ على توازن التماثيل الأثرية بسبب ضخامتها وثقل وزنها، ولكن لا يجب أن تظهر هذه القطع المعدنية أمام الناس، وضرب علماء الأثار مثلًا بتمثال رمسيس الثاني حيث أكدوا أنه كان قطعتين جرى تثبيتهما بوضع عامود من الصلب في منتصف التمثال لضم القطعتين من الداخل نظرًا لضخامة التمثال دون أن يرى ذلك أحد.

 

 وفى تعليقه على الواقعة قال الدكتور هاني أبو العزم رئيس الإدارة المركزية لآثار مصر الوسطى:  إن الوزارة تحقق حالياً فى صحة هذه الصورة، وسترد بشكل رسمي على الأمر وتوضيح الحقائق للجميع، موضحًا أنه فى حالة ثبوت صحة الصور  سيعد ذلك تشويهًا للتمثال.

لم تكن عملية المسامير هو الواقعة الأولى لحالات الترميم الخاطئة التى وقعت فى مصر خلال السنوات الماضية، فمؤخرًا جرى ترميم ذقن الملك توت غنخ آمون بعد كسرها، وذلك بلصقها بمادة "الإيبوكسي" الأمر الذي تسبب في تشويه التمثال، وعند محاولة إدارة الترميم معالجة الأمر قامت باستخدام "مشرط" ما تسبب في وقوع خدوش جديدة به.

ولم يسلم تمثال "توت عنخ أمون" الموجود بمعبد الكرنك، هو الآخر من التشويه، ففى السنوات الماضية تداول النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي صورًا تظهر تركيب قدم أسمنتية بديلًا عن القدم المكسورة للملك الشاب.

 

وتوت عنخ أمون أحد فراعنة الأسرة المصرية الثامنة عشرة في تاريخ مصر القديم، وكان فرعون مصر من 1334 إلى 1325 ق.م. وهو أحد الملوك القائل الذين تم اكتشاف مقبرتهم وكنوزهم بالكامل دون أي تلف، وذلك عام 1922 في وادي الملوك من قبل عالم الآثار البريطاني هوارد كارتر.

 

و في التسعينيات من القرن الماضي، تعرض "معبد الكرنك" أحد أهم المعابد فى العالم وأكبر دور العبادة الفرعونية، للفيضان الأمر الذى تسبب فى هدم بعض أعمدته وأحجازه، فما كان من المسئولين إلا أن قاموا بترميمه باستخدام الأسمنت والمحاره من الخارج فأصبح المعبد مبنى خرسانيًا لا يمت للمبانى الآثريه بصلة.

ووفق تقرير صادر عن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم و الثقافة (اليونسكو) عام 2011، فشلت إدارة الترميم في إصلاح هرم سقارة أحد أهم الأهرامات وأقدمها بمصر، وكشف التقرير أن الأوجه الخارجية للهرم تعاني من انعدام صيانة، بالإضافة إلى بعض المخالفات الفنية كاستخدام الحجر الجيري في سد الفتحات التي ظهرت في الهرم .

وبدعوى إصلاح شرخ فى القدمين، تم تحطم تمثال "سيتي الأول" باستخدام الأزميل والشاكوش، الأمر الذى تسبب فى تحطم القدم إلى 30 قطعه، وعلقت وزارة الآثار على الواقعة بقوله إنه كان سلوكا أعمى.

 

 

وفى عام 2016 تم تداول مقاطع فيديو تكشف تعرض معبد الإله حورس بأدفو في محافظة أسوان لعملية ترميم غير مطابقة للمواصفات الفنية بمادتي "الأسمنت، والجير"، إلا أن رئيس الإدارة المركزية للصيانة والترميم، قال حينها أنه لا يمكننا الحكم عن الترميم أو إظهار الفرق بين الإسمنت الأبيض والجير إلا عن طريق تحليل المادة التي تم استخدامها.

 

لم تسلم الآثار الإسلامية أو تلك التى كانت شاهدة على تاريخ مصر الحديث، من الإهمال، وتعرضت مئذنة أبو سمرة في قرية البهنسا مركز بني مزار بمحافظة المنيا لعملية ترميم خاطئة، كما تعرض مسجد الجيوشي الذي يعود لعصر الدولة الفاطمية لترميم خاطئ آثار الكثير من الجدل حول ما إذا كان الأثر على حالته الطبيعية أم لا.

 كذلك جرى ترميم قصر إسماعيل باشا، بتكلفة قدرها 210 ملايين جنيه، ورغم هذه المبالغ إلا أن حوائط تهدمت وجدرانا آيلة للسقوط، ودورات مياه غير صالحة للاستخدام.

مقالات متعلقة