كغيرهم من سكان العالم، وعلى مدار 8 سنوات وهم يعانون الظلم والإبادة، أصر رأس النظام السوري بشار الأسد على الاحتفال بالسوريين عشية رأس السنة الميلادية.
وكعادته في بعثرة دماء كل من يعارضه، أرسل الأسد برقية احتفال على طريقته الدموية لسكان إدلب، فقصفهم وأوقع بينهم جرحى وقتلى.
وقتل طفل وأصيب خمسة مدنيين آخرين في الساعات الأخيرة، جراء قصف مدفعي لقوات الأسد ومليشياته على مخيم للنازحين بالقرب من بلدة حاس جنوبي إدلب، في خرق جديد لاتفاق وقف إطلاق النار المعروف باتفاق "سوتشي" بين أنقرة وموسكو.
وأفادت مصادر وفق تقارير إعلامية، بأن قوات الأسد استهدفت مخيماً للنازحين ومنازل سكنية في بلدتي (كفرسجنة وحاس) جنوبي إدلب، بقذائف المدفعية، ما أسفر عن مقتل طفل وإصابة عدد من المدنيين بشظايا القذائف التي سقطت في المخيم، وقال إن فرق الإسعاف والإنقاذ هرعت إلى المكان وقامت بنقل الجرحى نحو المشافي لتلقي العلاج.
وأضافت المصادر أن قصف قوات الأسد طال أيضاً كلاً من (مدينة كفرنبل، وبلدة الهبيط والأرضي الزراعية المحيطة بها، وقرية كفر سجنة، وقرية مرعند قرب جسر الشغور).
وشنت طائرات العدوان الروسي، ولأول مرة منذ توقيع اتفاق سوتشي والذي ينص على وقف إطلاق النار في محافظة إدلب بين الدول الضامنة لأستانا، عدة غارات جوية استهدفت منازل المدنيين في قريتي (بكسريا، ومرعند) قرب مدينة جسر الشغور غربي إدلب، مما أسفر عن إصابة المدنيين بجروح.
وباتت خروقات نظام الأسد للاتفاق المبرم بين الجانبين التركي- الروسي تتكرر بشكل يومي في المناطق منزوعة السلاح، حيث استهدف قوات الأسد خلال الأيام الماضية معظم أرياف حلب وحماة وإدلب بالقذائف المدفعية والصاروخية.
وأدى القصف إلى سقوط ضحايا في صفوف المدنيين، بالإضافة لحركة نزوح كبيرة من تلك المناطق، حيث نزح آلاف السكان لا سيما من بلدتي "التح وجرجناز" نتيجة القصف العنيف والمتكرر بقذائف المدفعية والصواريخ، والذي أسفر عن وقوع عشرات الضحايا.
هذا وكثّفت روسيا وقوات "نظام الأسد" مِن قصفهما، ليل الأحد - الإثنين، على قرى عدّة في ريف إدلب الغربي.
وأضاف المراسل، أن طائرات حربية تابعة لـ روسيا وأخرى لـ"نظام الأسد" نفّذت غارات على قرية الزعينية وأطراف قرية مرعند في ريف إدلب الغربي، واقتصرت الأضرار على المادية.
كذلك، قصفت قوات النظام - المتمركزة في "معسكر جورين" غرب حماة - براجمات الصواريخ، بلدة الناجية غرب إدلب، وقريتي تردين والحدادة في منطقة جبل الأكراد شمالي اللاذقية المتاخم لمنطقة جسر الشغور.
وتعتبر (جسر الشغور) أيضاً مِن المناطق المشمولة باتفاق "خفض التصعيد" أبرز مخرجات الجولة الرابعة مِن محادثات "أستانا" حول سوريا، التي ترعاها روسيا وتركيا وإيران.
وفي تصريحات سابقة لـ"مصر العربية" وصف أحمد الناصر، أحد أهالي إدلب الوضع في المدينة بالمرعب، قائلا: الناس هنا ينتظرون الموت، يتذكرون ما حدث من جرائم في حلب الشهباء، التي اغتالها الأسد قبل عام.
وأوضح أن الإدلبيون يعرفون أنهم إن خرجوا من محافظتهم لن يعودوا إليها، لذلك مهما حدث لن يغادروا آخر ما تبقى من أرضهم ووطنهم، مضيفا أن التمسك بالأرض هو الخيار الوحيد بالنسبة لهم، خصوصاً بعدما شاهدوا وعاينوا بشكل يومي ما حدث مع من استسلم لها في درعا وحمص والغوطة وحلب وغيرها.
وتابع: أيضا هناك مئات الأسر تستعد للنزوح باتجاه الحدود التركية، وربما هذه الأسر قد تكون ورقة تركية للضغط على أوروبا.
الجدير بالذكر، أن قوات "نظام الأسد" ما تزال تواصل خروقها في المنطقة "المنزوعة السلاح"، ولم تتوقّف منذ بدء سريان الاتفاق الذي توصّلت إليه تركيا وروسيا في مدينة سوتشي الروسية، يوم الـ 17 مِن شهر سبتمبر الماضي، رغم تأكيد تركيا استكمال سحب السلاح الثقيل التابع لـ الفصائل في المنطقة.
ومنذ التوصل لـ اتفاق "خفض التصعيد" بالمنطقة الرابعة، شهر مايو 2017، حتى تاريخ "اتفاق سوتشي"، شهر سبتمبر الماضي، أسفرت خروق النظام وحلفائه، عن مقتل قرابة 1856 مدنياً (بينهم 476 طفلا، و313 سيدة)، معظمهم في محافظة إدلب، حسب التقرير الأخير للشبكة السورية لـ حقوق الإنسان.
وتسيطر فصائل المعارضة المسلحة على إدلب منذ عام 2015 ويقطن فيها نحو 3 ملايين شخص، ونصفهم نازحون من مناطق اقتتال أخرى، حسب أرقام الأمم المتحدة.
وتقع إدلب ضمن مناطق "خفض التوتر"، في إطار اتفاق تم التوصل إليه العام الماضي خلال مباحثات أستانة، بضمانة من روسيا وإيران وتركيا.
وتعد إدلب (شمال) من أوائل المحافظات السورية التي انتفضت ضد نظام بشار الأسد عام 2011، وقد خضعت لسيطرة المعارضة منذ عام 2015، وتلقب بالمدينة الخضراء، وعرفت التهجير والنزوح والقصف، ووضعت ضمن المنطقة الرابعة من خفض التصعيد بحسب اتفاق أستانا6.